بين العراقة والهشاشة

عندما بدأت السعودية عدوانها على اليمن كانت تعتقد عن يقين بأن المهمة لن تستغرق أكثر من 48 ساعة و لم يكن يدور في خلدها أبدا ولا في خلد أحد من العالم الذي يدعي التحضرصاحب مصانع الأسلحة الحديثة الفتاكة التي كان يفتخر باحتكار صناعتها والذي أغرى السعودية وحليفاتها بشرائها زاعما أن هذه الترسانة من الاسلحة البرية والبحرية والجوية التي سيبيعها لها ستكون العلاج الشافي الكافي لاجتثاث  اليمن وشعبه هذا البلد الذي يشكل مصدر ازعاج بالنسبة لها ويحول دون تفردها بالسيطرة والهيمنة على المنطقة والاستيلاء على خيراتها ونهب ثرواتها.
ولأن المملكة مجرد كيان هش نتج من رحم النفط تلبية لحاجة دول الاستكبار العالمي لأداة يستخدمونها لتحقيق أطماعهم فقد ظلت دولة  تتفتقر الى الجذور المؤسسة لكيان الدولة لتكون دولة دولة حقيقية تمتلك تجربة سياسية ثقافية معرفية ناتجة عن تراكم الخبرات وتمفصلها حول كيفية بناءالدولة وإدارتها ولذلك فقد ظلت مجرد كيان سياسي هش تتنازعها الأهواء وتقود خطاها وترسم سياستها دول الاستكبار والاستبداد. وهو ما أدء الى عزلها عن محيطها الاسلامي  والعربي ولذلك فقد اسقط عدوانها على اليمن حتى تلك الغلالة الرقيقية التي كانت تحاول بها أن تخفي ضعفها وعجزها عن مواكبة العصر واستغلال النعمة التي انعم الله بها عليها من خيره الوفير لينظر اتشكر وتستغلها في بناء ذاتها كدولة حقيقية تمتلك من القيم الاخلاقية والانسانية ما يؤهلها للاستمرار أم تكفر  فتسقط في مستنقع  مبشرة بقرب زوالها.
أما اليمن كبلد عريق فبدلا من القضاء عليه واجتثاثه كما كانت تحلم هاهو على مشارف العام الثالث يواصل صموده وانتصاراته فبعد مرحلة التنكيل باسلحتها وعتادها ينتقل من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم والتصنيع الحربي وهو في كل ذلك ملتزما بقيمه الدينية والاخلاقية كدولة حقيقية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ القديم والاسلامي لتحصد من خلال مساهمتها في بنائه تجربة غنية تؤهلها لتتبؤا المكانة التي تستحقها بين دول العام وشعوبه التي تتبنى معركة التحرر من سيطرة الدول الاستعمارية.

 

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
9 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.