الشعار يجمعنا ولا يفرقنا

مايثار هذا الايام وهوماسبق اثارته مرات ومرات حول الشعار والصرخة وترديدها في المساجد والمهرجانات والفعاليات  وما أعتقد انه سيظل يثار ولن يتوقف حتى يتحقق الشعار وتتحقق جميع مضامينه،،

هذه الضجة والبلبلة المثارة لاأجد في وجهة نظري - المتواضعة جدا -  أي مبرر لها أو أي داعي لحدوثها .. لا دينيا،، ولا وطنيا ،،:ولا اخلاقيا،، ولا منطقيا ،، ولاسياسيا ،، واستنادا الى معرفتي البسيطة جدا بماهو معلوم من الدين بالضرورة وتربيتي الوطنية المتجذرة وموروثي الاخلاقي والقيمي اليماني وبعقلية ومنطق سوي  واطلاع لابأس به بالأنظمة السياسية التي حكمت وتحكم العالم ،، سأحاول جاهدا أن أثبت لكم ذلك .

● أولا / دينياً

الصرخة في صميم مضمونها البراءة من أعداء الله وهذه البراءة واجبة حيث يقول الله تعالى " وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله" فالأذان يفيد رفع الصوت للإعلام بالبراءة والدعوة إليها كماهو في أذان الصلاة فهو للإعلام بدخول وقتها والدعوة لإقامتها .

وقوله : " إلى الناس " للعموم لا للخصوص فلايكتفى بأداء المؤمنين بها فيما بينهم فقط بل وإبلاغها إلى غيرهم من الناس .

وقوله : "يوم الحج الأكبر " حدد الوقت والمكان المناسبين للأداء ففي كل وقت يجتمع ويحتشد المسلمون لابد من إعلان البراءة ورفعها، باعتبار يوم عرفة أكبر تجمع للمسلمين على الإطلاق وأبرز مظاهر وحدتهم والذي  يحظى باهتمام ومتابعة العالمين  وهذا المكان هو أطهر البقاع على وجه الارض والمختار لأقدس الشعائر الدينية وهذا يوضح الارتباط الوثيق بين الشعائر الدينية والأماكن المقدسة وإعلان البراءة من أعداء الله .

وفي قوله تعالى : " أن الله بريء من المشركين ورسوله " تأكيد على البراءة وتحديدا لأعداء الله ورسوله الذين كانوا في حينها المشركين وكانوا فيما بعد الفرس والروم ومن بعدهم الصليبيين وغيرهم حتى اصبح اعداء الله ورسوله في ايامنا  قوى الاستكبار العالمي ،امريكا ،واسرائيل .

إذا فالبراءة واجبة في كل اجتماع للمسلمين وبالأخص في الشعائر الدينية كالحج والجمعة .

 

● ثانيا / وطنياً

الموقع الجغرافي والثروات الطبيعية والقيمة الحضارية والتاريخية لليمن جعلت منها محط أطماع القوى الاستعمارية الاستكبارية وخلق ثقافة المواجهة والمقاومة لتلك الأطماع تعتبر السلاح الأكثر فعالية في ظل القدرات التسليحية والدفاعية المحدودة والمتواضعة جدا ، وبالتالي فترديد الصرخة وتلقينها للأجيال يجعل الجميع في حالة استعداد وتأهب دائم للمواجهة والتصدي والسعي الجاد والجهد المستمر لتطوير القدرات الدفاعية ووسائل الردع وأيضا يبعث برسالة لحكومات وشعوب العالم الاستعماري أن تحقيق مطامعهم ستكون باهضة التكلفة ان لم تكن مستحيلة .

 

● ثالثا / أخلاقياً

لم يفرض الشعار على أحد ولم يرغم أحد على ترديده ولم يستنكر أي شعار  لأي مكون من المكونات اليمنية فهل من الإنصاف ارغام أنصار الله على ترك الشعار سابقا وفرض التخلي عنه لاحقا واستنكاره حاليا؟؟!!

من حضر الجمعة في الستين والسبعين في 2011م يتذكر جيدا الشعارات التي كانت تطلق عقب التسليمتين ،، الشعب يريد.........

فهل أفتى أنصارالله حينها بتحريمها أو كتبوا في استنكارها او لمزوا فيمن هتفوا بها ؟

فإذا كان للأخلاق ميزانا فهو بلاشك الانصاف ،، فأين المنصفين ؟

 

● رابعا / منطقياً

هل يوجد مسلم على وجه الأرض لايقول "الله أكبر" ؟

هل سمعتم أن مسلما تضايق من سماعها ؟

هل يوجد مسلم يشعر بالرضى على سياسات أمريكا تجاه الشعوب الاسلامية؟

هل سمعتم مسلما يمدح ويثني على جرائم أمريكا في بلاد المسلمين ؟

هل شكر مسلم في يوم من الأيام أمريكا على مواقفها من القضية الفلسطينية ؟

هل يوجد مسلم يحب إسرائيل ؟ ويعترف لها بحق في فلسطين ؟

هل يرضى مسلم بمجازر وجرائم اسرائيل في ابناء فلسطين ؟

هل سمعتم بمسلم يقر بحق اسرائيل في هدم المسجد الأقصى من أجل بناء الهيكل المزعوم ؟

أليست نهاية الهيمنة الامريكية و زوال اسرائيل أمنية في قلب كل مسلم ؟

هل ينكر مسلم دور اليهود التآمري ضد الاسلام والمسلمين منذ فجر الرسالة وحتى اليوم ؟

هل ينكر أحد لعنة الله الدائمة الأبدية لليهود ؟

وهل يوجد لسان مسلم لم يدع الله بالنصر للإسلام ؟

وهل سأجد من يجيب على سؤال واحد من اسئلتي بـ"نعم يوجد" ؟

لا أظن ذلك ولا أجد بعد ذلك مايدعو للاعتراض والاستنكار على رفع الشعار

فمن عجز عن التعبير عن مشاعره كمسلم ؟ يليق به استنكار من عبروا عنها بشجاعة وثبات !

 

● خامسا / سياسيا

الأنظمة السياسية الديموقراطية الحديثة التي تشبعت مسامعنا بالاشادة والمقارنة بها والتسبيح بحمد وسائلها والثناء على عظمة نتائجها ،، تقوم على حرية الفكر والمعتقد وحرية التعبير عن الرأي

فهل من حرية الفكر والمعتقد فرض تغييرها وتدجين افكارها وتهجين رؤاها ونسف معتقداتها؟؟

وهل خرج الشعار وترديد الصرخة عن اطار حرية الرأي والتعبير ؟؟

أم أن ما تجيزه الديموقراطية تحظره اهواء الديموقراطيين ؟!

وما تكفله الدساتير تصادره مخاوف واضعيها؟؟

وما أحلته السياسة تحرمه مصالح السياسيين؟؟

_____

●اخير كتبت ماقرأتم وأستغفرالله لي ولكم من عبادة الأهواء فإنها البلاء ،، فإنها البلاء

 

*منشور بتاريخ ديسمبر 2016

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.