نكبة القدس

 

 

 

إيقاظ الحقد وإشعال الكره وفتح أبواب القتل ستكون نتائج مؤكدة للخطوة الرعناء والمتهورة التي تنفذها الإدارة الأميركية من خلال رئيسها دونالد ترامب ،

فالقرار الذي أصدره الكونغرس والذي تعاقب الرؤساء الأميركيون على تعطيله وتأجيل تطبيقه يتم اليوم إخراجه في ظل ظروف تم تحضيرها وتجهيز مقدماتها بحيث تسمح للإدارة الأميركية بتنفيذ مخططها في نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، فالوضع العربي في أسوأ درجات تماسكه وتضامنه، والعلاقات العربية البينية تشبه حالات العداء والخصومة، والأنظمة العربية تتسابق لكسب ود ورضا العدو الصهيوني والتغاضي عن كل جرائمه وتجاوزاته مهما بلغت من الاعتداء.‏

 

فهل ثمة ما يدعو للغضب؟ وهل ثمة أمل من منع خطوة كهذه ؟ وما هي منعكساتها على مسار الصراع العربي – الصهيوني؟.‏

 

ليست القضية مجرد نقل مكان سفارة من تل أبيب إلى القدس، لكن القضية تكمن في جوهر الاعتراف الأميركي بالقدس كل القدس عاصمة للكيان العدواني، وضرب قرارات مجلس الأمن عرض الحائط باعتبار القدس – على الأقل في جزئها الشرقي - مدينة تحت الاحتلال، فضلاً عن التخلي عن دور الوسيط الدولي النزيه في المفاوضات ما بين السلطة الوطنية الفلسطينية من جانب وسلطات الاحتلال الصهيوني من جانب آخر.‏

 

فتؤكد الولايات المتحدة انحيازها المستمر لمصلحة العدوان، وتجاهلها للحقوق الوطنية الفلسطينية، وخرق القرارات الدولية والقوانين والأعراف والمعاهدات.‏

 

وهنا نقف أمام الاحتمالات المستقبلية بعد هكذا خطوة رعناء ومتهورة وكلها تنحصر في المواجهة الشعبية ضد سلطات الاحتلال في فلسطين المحتلة، ولكن تختلف أشكال تلك المواجهة مابين الداخل الفلسطيني وبين الشارع العربي بأنظمته السياسية المختلفة وقدرات الشارع على التحرك بعيداً عن المواقف الرسمية للحكومات وهي تسعى لإقامة أفضل علاقات التعاون مع الكيان الصهيوني الغاصب، لتبقى الحقيقة الوحيدة المؤكدة والمتمثلة في الموقف الشعبي الرافض لكل أشكال العدوان والمستعد للمواجهة والتضحية بانتظار الوقت المناسب، ولن يكون بعيداً.‏

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
3 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.