القدس وأنظمة التخاذل

 

من على منبر التجبر الأميركي يصعد راعي الارهاب ليعلنها رسمياً عاصمة للكيان الصهيوني ليكشف هذا العمل العدواني زيف التفسخ العربي وتشظي العالم الاسلامي الغارق في بيانات الإدانة والشجب ليس الاّ.

فالعلاقة الحميمة مع أعراب التآمر وزيف عملية السلام هو ما يجعل الرئيس الأميركي يجرؤ على هكذا قرار ضارباً بالمشاعر عرض الحائط بعد شعوره بالاطمئنان من أن ردود الأفعال لم ترق الى مستوى القدرة على اجهاض القرار أو تغيير الحقائق على الأرض .‏

 

الاستخفاف الأميركي في افتعال نكبة جديدة لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية هو ضربة قاصمة ليس لفلسطين وحسب وإنما الى رهط المطبعين المنبطحين للعدو الصهيوني والذي سيضعهم ترامب في مقدمة المهانين بعد تهافتهم المخزي في الانبطاح أمام الاحتلال وفي مخدع المجون التطبيعي الذي لا يزيدهم إلا احتقاراً، ولعنة التاريخ بعد أن تقاعسوا عن نصرة القدس.‏

 

إلا أن أهم ما يكشفه القرار الأميركي هو قبول الاعراب وتوقيعهم على صفقة سلام مذل تحقق الأمن لإسرائيل من خلال منح الشرعية الشعبية لهذا الأمن وحق التطبيع . وبالتالي ليغدو هذا القرار شرطاً مسبقاً لضم الأعراب الى المظلة الأميركية بتحالف معلن مع الاحتلال الغاشم وإسقاط كل حديث عن عملية سياسية في ظل مجلس أمن مشلول القدرة على السير أبعد من الخطوات الأميركية .‏

 

لكنّ التنمر الأميركي هذا لا يلغي حقيقة إضعاف شوكة واشنطن وحلفائها وفشل مشروعها في المنطقة ناهيك عن التهديد الوجودي لإسرائيل، وما ترسيم حدود الغيتو الصهيوني إلا علامة للفشل في خلق حقائق تحمي ما يسمى بصفقة القرن بوجود الشريك الأعرابي لبيع فلسطين وضمان شرعية الاحتلال. متناسين إخفاقهم الذريع في حماية أمن بني صهيون أمام ما يرسم في الميدان وأسياده وليس للواقعين في حبائل الأميركي والصهيوني .‏

 

صفقة القرن عرّت أنظمة التخاذل وأسقطت الرهان على كل مسارات التسوية والمفاوضات المذلة التي لم تنتج إلا التنازل لمصلحة العدو ولم تزد هذا الغاصب إلا غطرسة وعدوانية واستيطاناً وتهويداً للقدس وكل فلسطين. فهل صفقة ترامب ستعيد من انحرفت بوصلتهم عن المقاومة الى المواجهة والصمود والرد المعاكس؟.‏

 

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
6 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.