الشاعر معاذ الجنيد يزور جبهة ميدي وقال هذه القصيدة

زيارة الجبهات هي رحلة بين الأساطير وحقيقتها .. فهناك يلتقي الحرف بمعناه ، وتلتقي القصيدة بفكرتها ، وأعود أنا بهذا النص :

...... من وحي مِيدي ........

للشاعر الثائر الأستاذ / معاذ الجنيد

……………………………………

في جبهَتَيْ ( حَرَضٍ ) و ( مِيِدي )
الرملُ يخسِفُ بالحديدِ
يتقيَّدُ المعقولُ .. واللا
منطقيُّ بلا قيودِ
ويعودُ أبطالُ الأساطيرِ
القديمةِ للوجود
يقضي أولوا البأسِ الشديدِ
على أولي القصف الشديدِ
قومٌ كأنَّ الله قالَ لهُم
قِفوا أنتُمْ جنودي
يقفون أعتى من متارسهم
أشدّ من السُّدودِ
بجهادهم نسفوا لأمـريكا
ملايين الجهودِ
الزحفُ نحوهمُ انتحارٌ
واختصارٌ للوعيدِ
الفردُ يبلغُ بينهم
مائةً .. ويبقى في صعودِ
فإذا التقيتَ بواحدٍ
فقُل التقينا بالعديدِ ..

وظننتُ أنَّ الجبهتين
بلا تِلالٍ ، أو حيودِ
لكنني شاهدتُ بيـنهُما
جبالاً من حديدِ
صافحتُها بيدي ، وقد
صارت يدي إحدى شهودي
عُودي إلى ما قُلتِ يا
جغرافيا البلدين .. عُودي
عُودي لتدوين التضاريس
الجديدة .. من جديدِ !
صحراء ( مِيدي ) الآن ..
شاهِقةٌ تُطلُّ على الجليدِ
وتساوت الكُثبانُ ..
بِـالقُضبانِ في الطبعِ العنيدِ
كان اسمها ذات الرمالِ
وأصبحت ذات الوقودِ
سبحان من أوحى
بتسيير الجبال إلى الحدودِ
فتهاوَت الدنيا على
أيدِ الملائكةِ الأسودِ
الطائراتُ تبلَّدت
من شدة القصف المُبيدِ
لكنهم كانوا براكيناً
على الحِلف السعودي

الكوخُ في ( حَرَضٍ ) تحدَّى
مُلك هارون الرشيدِ
لن يهزم الأحرار من
جاءوا بأرتال العبيدِ
فسواعدُ الأبطال تنسِفُ
كل شيطانٍ مَريدِ
نُسقى بشائر نصرنا
يُسقون من ماءٍ صديدِ
سيُعادُ رسم خريطة
التأريخ من صحراء (ميدي)
من كل شبرٍ كانَ
للطغيان خاتمة الجحودِ
من فتيةٍ كسروا زُحو
فات الألوف من الحشودِ
من حيث ثأرات الحسين
أذلَّت الزمنَ اليزيدي
من ( مُسلم بن عقيل ) وهوَ
يصوغُ ملحمة الصمودِ
مِنِّي .. لأني زرتهم
يوما ،ً وصاروا في وريدي
مزَّقتُ أشعاري ، ولم
أُلقِ هناكَ سوى سجودي
روحي على كفِّي
وبين أكُفِّهم روحُ الخلودِ
يا ليتني ذاكَ الغُبارُ
مُلامِساً تلكَ الخدودِ
ياليت قلبي كان تمويهاً
على تلك الجُلودِ
هذا هوَ النصر الإلـ
هيُّ المُصَدِّقُ للوعودِ
ولَّى زمانُ المُعجزاتِ .. نعمْ
وجاء زمانُ ( مِيدي ) !!!