يوم القدس العالمي.. إعادة توجيه بوصلة الأمة نحو عدوها الحقيقي

تُعْتبَرُ القضيةُ الفلسطينية، القضيةَ المركزيةَ لدى الشعوب العربية والإسْـلَامية، والأولى بالنسبة لحركات المقاومة والقوى السياسية المناهضة للمشروع الأَمريكي الصهيوني في المنطقة، التي تتعاطى بفاعلية إيجابية مع القضية الفلسطينية.
حيث تدرك شعوبُ الوطن العربي والإسْـلَامي على أن الكيان الصهيوني، والأَمريكي هم الأَعْــدَاء الحقيقيون للأمة، مدركين أن الحل للقضية الفلسطينية يرتبط كخطوة أولية على حريتهم في بلدانهم، وتحركهم لدعم القضية الفلسطينية بالنضال ضد العولمة المتوحشة وحروبها التدميرية ووضعها نصب أولوياتهم واهتماماتهم.
فيما بات المشروع الصهيوني الأَمريكي واضحاً وجلياً لدى الشعوب في المنطقة والقوى التحررية في العالم، وانكشفت مخططاتهم الخطيرة، واستهدافاتها لما يجري في منطقتنا ويراد استجلابُهُ إلى كُلّ مكان فيها بُغية تدمير قدراتها وقواها الذاتية، وإشغال شعوبها فيما بينهم، لحرف البوصلة عن القضية الفلسطينية، وضرب مرتكزات القوة في العالم الإسْـلَامي.
إحياء يوم القدس العالمي يمثّلُ يوم تقرير مصير الشعوب المستضعفة الذين يعانون من هيمنة الجبابرة المستكبرين، وفي طليعتهم الشعب الفلسطيني الذي يعاني ظلم الاحتلال الصهيوني وعُنصريته، وتضامُن الأمة العربية والإسْـلَامية وجميع الأَحْــرَار في العالم مع قضيتهم، وحقهم في الحرية والاستقلال، وإقامة دولتهم.
كما يُعتَبَرُ يوم القدس العالمي يوماً لتنوير الأفكار، وفصلاً بين الحق والباطل، وإحياءً وتجسيداً للقيم والمبادئ والإنسانية، وللقضية المصيرية لأمتنا العربية والإسْـلَامية.
هذا وقد خرج أَبْنَاء الشعب اليمني في يوم القدس العالمي، يوم أمس آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، في مظاهرات حاشدة، عبروا من خلالها عن حالة العداء للكيان الصهيوني، وتأكيداً على تمسكهم ومساندتهم للقضية الفلسطينية، المحورية والأساسية بالنسبة لهم، رغم كُلّ الجراح التي أثخنتهم جراء أقبح وأجرم عدوان شن على بلد في التأريخ، وأن روح العطاء والاستعداد للبذل والتضحية لم تخمد.
+++++
قائدُ الثورة اليمنية: التوجُّهُ الحقيقيُّ في اليمن هو العداء لإسرائيل والوقوف إلى جانب حركات المقاومة، وهو موقفٌ ثابتٌ ومبدئي لن يصدَنا عنه أحد
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أطَلَّ قائدُ الثورة اليمنية والمسيرة القرآنية السيد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي مساء الخميس الماضي في خطاب متلفز، بمناسبة يوم القدس العالمي الموافق يوم أمس آخر جمعة من شهر رمضان المبارك والذي أعلنه الإمام الخميني كمناسبة رئيسية هامة الأمة في امس الحاجة لإحيائها والاستفادة منها.
حيث أوضح السيد القائد في كلمته أن يوم القدس تعتبر مناسبة لها اهمية كبرى، وذلك لصلتها بالقضية الرئيسية والمحورية للأمة والتي هي القضية الفلسطينية والمقدسات في فلسطين وعلى رأسها الاقصى الشريف، وأن هذه القضية تعني الأمة بكل الاعتبارات، في مقدساتها، وشعب هو جزء منها، وأرض مستقطعة ومحتله من أرضها، وتعني الامة باعتبار الخطر الشامل الذي يهددها من جانب العدو الاسرائيلي على كُلّ المستويات، والذي لا يقتصر خطره على الخطر المباشر الذي يستهدف الأمة به بشكل عسكري او على مستوى جغرافي، بل يلامس خطرة بالأمة كلها وبكل اقطارها في كُلّ شعوبها في كُلّ بلدانها.
وقال السيد أن العدو يعمل على ضرب الأمة لإفقادها تقواها وإفقادها الوعي من قبل اسرائيل والموالين لإسرائيل وحرف بوصله العداء إلى اتجاهات أُخْـــرَى، بغية ابعاد الامة عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، مضيفا أَن المشكلة الحقيقة للأمة في تعاطيها اللامسؤول مع هذه القضية هي مشكلة داخلية تعود إلى واقعها هي وتحتاج الامة إلى معالجة ثقافية وتربوية وإلى استنهاض، موضحا أَن شهر رمضان المبارك ببركاته يناسب كُلّ هذه المتطلبات الاساسية للنهوض بالمسؤولية، وإلى أَن الامة بحاجه إلى التقوى والهدى والوعي لكي تنهض بمسؤوليتها وتفيق من سباتها وتستيقظ من غفلتها.
وأشار إلَـى أَن العصابات اليهودية والأعداد الكبيرة من الصهاينة التي وصلت إلى بلد مسلم وعربي في وسط الأمة، قد اعتمدت على القتل وارتكاب ابشع المجازر والتهجير والاغتصاب وتحركت كمسرح مفتوح في بلد تفعل فيه ما تشاء، واحتلت الأرض، وتطاولت على المقدسات، التي تعتبر من أهم مقدسات الأمة.
وأضاف أَن القضية الفلسطينية في قداستها، وأهميتها، وحساسيتها، يجب أَن تكون بالمستوى الذي ينبغي أَن تكون قضية عامة،ولا تبقى فقط مؤطرة ضمن الحسابات الرسمية والتحكم الرسمي، مشيراً أنها ليست قضية الحكومات وقضية الأنظمة، بل قضية للأمة، وكل فرد من ابنائها في مقام التكليف والمسؤولية وهو معني بها.
وفي المقابل اشار السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى بعض الانظمة والحكومات التي لم يقتصر دورها على الاهمال فقط، وإنما التعاون والتحالف مع العدو الاسرائيلي.
فيما اشاد قائد الثورة بحركات المقاومة في فلسطين، التي تحركت ونمت من الوسط الشعبي وحققت انتصاراتٍ، وتمثل ثقلاً، وتحدِ في وجه العدو الإسرائيلي، وأصبحت شوكه وقوة في الداخل الفلسطيني.
وتطرق في سياق حديثه إلَـى أَن الشعب اليمني لم يكن يشكل أي خطورة على السعودية من موقع جواره وكان حاضرا للحوار معها والضمانات المتبادلة على حسن الجوار ولا يشكل خطر على أي بلد عربي آخر، إلى أَن الأَعْــدَاء حينما رأوا في واقع الشعب انه يريد الحرية والاستقلال، ولم يتجه اتجاههم في اعتبار اسرائيل حليفاً وصديقاً وولياً وفي اعتبار من يعادي إسرائيل عدواً له، لذلك اعتبروه خارجاً ومأرقاً وتكالبوا عليه كُلّ هذا التكالب.
هذا وقد أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أَن الشعب اليمني لدية موقف أصيل في العداء لإسرائيل، وأن التوجه الحقيقي في اليمن هو العداء لإسرائيل والوقوف إلى جانب حركات المقاومة سواء حزب الله أو حركات المقاومة في فلسطين، وبأنه موقفٌ ثابتٌ ومبدئيٌّ لن يصدَّهم عنه أحد.