أمريكا ودورها في إفشال المفاوضات

الحل السياسي في اليمن بعيد المنال، جملة صرح بها المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست في منتصف شهر مارس الفائت، لتثبت الأيام حقيقة تلك التصريحات، فهل هي الصدفة أم أنها استراتيجية أمريكية مبنية على حساب تغذية الحروب وإفشال الحلول السياسية.

لم تكن هذه التصريحات التي أطلقها المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيري حينها عن عدم إمكانية الحل السياسي في اليمن، تصريحا تعكس القراءة الأمريكية للمشهد بقدر ما هي انعكاس للرغبة الأمريكية باتجاه المسار السياسي وإفشال أي تقارب قد يؤدي إلى حل سياسي يوقف العدوان ويرفع الحصار على أساس الحفاظ على السيادة والاستقلال.

فشل مفاوضات الكويت أو إفشالها بالأصح، كان ترجمة فعلية لإرادة أمريكية ترافقت مع رغبة سعودية وتواطئ أممي في جعل المفاوضات محاولة للحصول على مكاسب عجز عن تحقيقها في الميدان.

وتعتبر الولايات المتحدة أن استمرار الحرب على اليمن يمثل فرصة مجانية تقدمها السعودية لتنفيذ مشروعها التمزيقي، والاستيطان في قواعد عسكرية تساعدها على السيطرة على باب المندب وجزيرة سقطرى والمناطق الحيوية، وهو ما يفسر تصريحات المسؤولين الأمريكيين عن نوايا لزيادة عدد القوات في اليمن بمزاعم محاربة القاعدة.

سلوك واشنطن الشيطاني في دفع النظام السعودي باتجاه الحرب يمكنها أيضا من إرغام السعودي على الذهاب نحو خيار السلام بلسان سياسيين أمريكيين.

في مفاوضات الكويت وعلى خلاف التصريحات المعسولة لسفراء الدول الكبرى بدعم الحل السياسي الشامل، فإن دور تلك الدول وفي مقدمتهم أمريكا وبريطانيا بدا متماهيا مع ما تطلبه السعودية من حل مجتزأ يحقق أهدافها الأمنية والعسكرية ويلقى رفضا أكيدا من قبل الوفد الوطني، ليبدو المشهد السياسي مرتبطا بإيقاع الأرض وتمسك أهلها بعيش كريم وعزيز على بساطها.