واقع الإعلام اليمني في ظل العدوان

ضمن فعاليات الندوة التي عقدت في جنيف مجلس حقوق الانسان تحت عنوان ( المنطقة العربية والحرب على الارهاب ) وقد تحدث في الندوة عدد من الناشطين الحقوقيين منهم

 

وتحدث في الندوة كل من 1_ د.عبد الحميد دشتي

 

2 _ برفيسور جان فيرمان

 

3 _ برفيسور رودولف القارح

 

4 _ابراهيم الديلمي/ اليمن

 

5_ السيد أحمد الأسدي

 

6_ الشيخ ريان كلدان

 

وقد القى كلمة اليمن في الندوة الاستاذ ابراهيم الديلمي هذه نصها :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تتعرض اليمن لحرب عسكرية وأمنية وسياسية شرسة من قبل تحالف دولي تتصدره السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ويحظى بدعم من دول عدة في العالم. ويرافق هذا العدوان حرب إعلامية ممنهجة لا تقل شراسة عن العدوان المسلح والحصار الشامل المفروض على هذا البلد التي لا تكف وسائل الإعلام العالمية عن وصف بعض شرائحه بالأفقر في العالم.

 

هذه الحرب الإعلامية تسخر لها مبالغ مالية طائلة وامكانات بشرية ولوجستية هائلة ، وتتسع باتساع النفوذ الغربي والخليجي في المنطقة والعالم.

 

لقد مارست آلة الحرب الإعلامية السعودية والوسائل الإعلامية المتحالفة معها ذات الأسلوب الإعلامي الذي استخدم لتبرير غزو أفغانستان ثم العراق ومحاولة القفز فوق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وذلك باستخدام كل أنواع الدعاية والتضليل (البروبجندا) الموجهة للمواطن اليمني والعربي وذلك لتحقيق عدد من الأهداف منها :

 

1 – تبرير وتسويق عدوانها على اليمن وشعبه المسالم باعتباره دفاعاً عما يسمونه الشرعية، والتصدي للخطر الإيراني الموهوم.

 

2- القيام بشيطنة القوى الوطنية المدافعة عن اليمن ونعتهم بالانقلابيين والمتمردين، لتبرير ارتكاب المجازر وتدمير العمران والموارد الطبيعية لليمن.

 

3 – شحن الخطاب الإعلامي بالمفردات الطائفية والمذهبية التي يزدريها اليمنيون ويمقتونها.

 

4 – التسويق الدعائي لما سمي بعاصفة الحزم باعتبارها إنقاذاً للشعب اليمني.

 

بنى العدوان حسابه على أساس الحسم العسكري السريع وتحقيق أهدافه المتمثلة بفرض الاستسلام على الشعب اليمني وإعادة إنتاج نظام عبد ربه منصور هادي الذي انتهت ولايته وثار عليه الشعب وهرب، ومن ثم عودة اليمن إلى مربع الوصاية الخارجية.

 

صحيح أن اليمنيين فوجئوا بالعدوان الهمجي على بلادهم لكنهم سرعان ما امتصوا الصدمة وبدأوا في تكوين وعي بإبعاد العدوان ومراميه الخبيثة سياسياً وإعلامياً وعسكرياً واقتصادياً رغم صعوبة الظروف التي فرضها العدوان على كل المستويات ولعبت وسائل الإعلام اليمنية والصديقة دوراً في بلورة هذا الوعي وكشف الحقائق لذا وضعها تحالف العدوان في قائمة الأهداف.

 

فعلى المستوى الإعلامي اعتمد الخطاب الوطني المناهض للعدوان على المصداقية والموضوعية في نقل حقيقة ما يجري بالصوت والصورة، في حين أن إعلام العدوان مال إلى الكذب والتضليل والتهويل وإلى التوظيف المضلل للخبر والصورة والمعلومة، مما أفقده ثقة الغالبية من المشاهدين في اليمن ، وبالتالي كسب الإعلام الوطني ( الرسمي والأهلي ) ثقة الجمهور وهو الأهم .

 

استطاع الإعلام الوطني بموارده المحدودة والتي لا تقارن بإعلام العدوان أن يحرج تحالفهم من خلال تغطية المجازر وفضائع الحرب وجرائم المعتدين على الأرض، أو من خلال نقل أنباء وصور المعارك على الحدود والمعارك مع مرتزقته في الداخل، وإظهار بطولات المقاتل اليمني وقدرته على التصدي لأحدث أنواع الأسلحة، ودحض مزاعم العدو عن الانتصارات الوهمية لمرتزقته في مختلف الجبهات.

 

استطاع الإعلام الوطني نقل الصورة والمعلومة الحقيقية لما يجري على أرض الواقع للمشاهد اليمني والعربي وللرأي العام العالمي بالتعاون مع الإعلام العربي والإسلامي الصديق. وأضاف الإعلام الوطني اليمني نجاحا آخر في سياق حرب المعلومة والصورة من خلال الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات والمواقع الإلكترونية، ليشكل بذلك علامة نجاح وانتصار في مواجهة العدوان.

 

في مواجهة هذه النتائج الكبيرة حاول العدوان ولا يزال إسكات الإعلام الوطني من خلال :

 

1 – الاعتداء المباشر على المحطات الفضائية والإذاعية وتدميرها وتدمير محطات البث، أو التأثير على شركتي نايلسات وعربسات لحجب القنوات الفضائية الرسمية كالفضائية اليمنية ،وسبأ، وعدن، والإيمان. وكذلك حجب الفضائيات الأهلية كقناتي المسيرة واليمن اليوم.

 

2 – القيام بالسطو على تلك القنوات الفضائية الرسمية والأهلية اليمنية واستنساخها وإطلاقها للبث من السعودية وخارجها في أبشع صور القرصنة والسطو التي لا سابق لها. كذلك عمد العدوان إلى استنساخ وكالة سبأ اليمنية للأنباء.

 

على صعيد الصحافة الورقية فإن العدوان العسكري المباشر وحصار اليمن أرضاً وإنساناً قد أدى بمعظم الصحف الرسمية والأهلية والحزبية إلى التوقف عن الصدور، نظراً لغياب الكهرباء تماماً عن العاصمة ومعظم المدن منذ بداية العدوان، وكذلك لارتفاع أسعار الورق، وغياب المعلنين، وتعثر عملية التوزيع بسبب الأوضاع الأمنية في محافظات الجنوب وبعض محافظات الشمال. ومن بين 3 صحف رسمية كانت تصدر يومياً في اليمن لم تعد تصدر سوى صحيفة الثورة في العاصمة صنعاء أما صحيفتا الجمهورية التي كانت تصدر من تعز و14 أكتوبر التي كانت تصدر من عدن فقد توقفتا بسبب العدوان.

 

لقد عمد تحالف العدوان الخارجي ومرتزقته إلى محاولة عزل اليمن وما يجري فيه عن العالم، فتم منع الصحافة العالمية عن الوصول إلى اليمن للإطلاع على حقيقة ما يجري

 

رغم ترحيب السلطة الثورية في صنعاء ودعوتها للصحافة العالمية بزيارة اليمن.

 

وفي الختام نستطيع القول بأن وضع الإعلام الوطني في اليمن اليوم قد تجاوز مرحلة الإخضاع والإسكات التي كان العدوان يخطط لها في البداية، وأصبح اليوم يمتلك زمام المبادرة، ويحظى بثقة الجمهور اليمني وقطاع واسع من الجمهور العربي، وقادر على إبداع وسائله في الوصول إلى الجمهور ونقل الحقيقة وتوثيق اللحظة التاريخية التي يمر بها اليمن، ويطمح من خلالها للتحرر من أي تبعية أو وصاية.

 

قدم الإعلام اليمني الكثير من الشهداء شهداء الكلمة والصورة منذ بدء العدوان السعودي الأمريكي التحالفي المجرم ولا يزال، وهو اليوم وإعلاميوه يواصلون العمل تحت القصف الهستيري وتحت الشعور بانعدام أبسط مستلزمات العمل المادية ..لكنه يبدع ويتحدى ويتألق. ..وتلك هي الحكاية.

_____________________________

 

للإشتراك في قناة الرابط تيليجرام على الرابط التالي :

http://telegram.me/thelinkyemen