النظام السعودي.. خسائر استراتيجية وانهيارات عسكرية واقتصادية وسياسية

 أكثر من انتكاسة منيت بها السعودية مؤخرا على أكثر من صعيد على المستوى الإقليمي أو الدولي وأيضا الداخلي، كما أن معطيات تتالت خلال الايام الماضية كشفت بشكل جلي حجم المأزق الذي تعيشه المملكة والخسائر التي تتكبدها سياسيا وعسكريا واقتصاديا واستراتيجيا أيضا.

وبعد أن أثبتت الستمائة يوم منذ بدء عدوانها على اليمن عجزها عن تحقيق الأهداف المعلنة، فإن الانهيارات المتسارعة لخطوط الدفاع السعودية في جبهات ماوراء الحدود أمام قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية ولجوئها إلى تجنيد مرتزقة وتكفيريين من جنوب اليمن، كشفت عن هشاشة المنظومة العسكرية السعودية رغم حداثة التسليح الجوي والبري والبحري والتقنيات العالية التي تمتلكها، وهو بحسب المعطيات التي حصلت عليها “المسيرة نت” يجعلها تخسر هيبتها التي أنفقت من أجلها مليارات الدولارات، ويهز صورتها النمطية كوصية على المنطقة العربية والإسلامية.

وبحسب المعطيات فإن انتخاب العماد عون رئيسا للبنان خلال الأسبوع الماضي يعتبر مؤشرا واحدا على انهيارات دبلوماسية لم تستطع المملكة تفاديها أو احتوائها، وهو الحال نفسه في تفاقم الأزمة بينها وبين مصر التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة سببتها إجراءات عقابية اتخذتها المملكة عبر قطع المساعدات النفطية والمالية على خلفية موقف مصر بخصوص سوريا، وهو ما انعكس على شكل ردة فعل مصرية برزت في صدور حكم بإلغاء اتفاقية الجزيرتين علاوة على التصعيد الإعلامي ضد المملكة.

خسارة المملكة للبنان الذي ظل تحت وصايتها لعقود، إضافة إلى خسارة الحليف المصري الأقوى في المنطقة، يعلي رصيد خسائرها المتراكمة ابتداءً من العراق وسوريا واليمن وليبيا والجزائر وعمان، فضلا عن دول لاتزال التوترات بينها وبين المملكة جمرا تحت الرماد.

دوليا وفيما لم تفق بعد من ضربة جاستا، يبدو أن المملكة مقبلة على خسائر استراتيجية كبرى، حديثا، وبعد أن أنفقت مليارات الدولارات دعما للمرشحة الأمريكية هيلاري كلينتون، وجدت نفسها تواجه الرئيس الأمريكي ترامب و تهديداته ذات المقاصد المالية الشرهة التي لايبدو أنها سترحم ما تبقى في ضرع البقرة الحلوب كما يصفها محللون وسياسيون، وأفادت المعطيات إلى أن المملكة ذاهبة إلى خسارة عمقها الاستراتيجي المتمثل في النظام الأمريكي، وهي ضربة قد تكون قاصمة لها، على الرغم من كون التوجه الأمريكي الجديد لن يتسبب في الإضرار بالسعودية وحسب بل يستهدف استكمال مشروع أمريكي يستهدف المنطقة ككل.

إلى ذلك بات واضحا عدم قدرة المملكة تحمل ثقل فاتورة الحروب التي مولتها في كل من اليمن وسوريا والعراق وليبيا على مدى سنوات، وفي هذه الأثناء يرى مراقبون أن فواتير أخرى قد تفوق كلفتها فاتورة الحرب يجري تحميلها على كاهلها المنهك أصلا، متوقعين أن لا يحتمل اقتصاد المملكة السطحي طويلا كلفة الحروب الباهضة إضافة إلى الابتزاز الإقليمي والدولي المتنامي علاوة على المشاكل الاقتصادية في سوق النفط، التي تركت أثرا واضحا في وضع المملكة داخليا، حيث تخفي كواليس الأسرة الحاكمة تجاذبات خطيرة بخصوص اختفاء أموال وتسرب أخرى، كما تشتعل خلافات حادة بخصوص مسؤولية بن سلمان عن انهيار الوضع الاقتصادي والسياسي والعسكري وكيفية تلافي الوضع، وهي إشكاليات اقتصادية ومالية لم يسبق وأن مرت بها المملكة من قبل ستكشف حجمها و خطورتها الموازنة المقبلة للمملكة في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.