الدور الامريكي العسكري في الحرب على اليمن

على مدى ستمائة ِيومٍ على العدوانِ يبدو الدورُ الامريكيُّ العسكريُّ الجويُّ والبريُّ والبحريُّ واضحٌ ومكشوفٌ منذ الاعلانِ على العدوانِ من واشنطن مرورًا إلى الزياراتِ المتبادلةِ بين واشنطن والرياض وصولًا إلى التزامِ الامريكي المُعلنِ بدعمِ السعودية

الاطلالة الاولى لإعلان العدوان على اليمن من واشنطن، وزير الخارجية السعودي كشف عن تنسيق استمر لأشهر مع البيت الابيض قبل هذا الاعلان، هذه الاجواء كانت كافية للقول ان الحرب امريكية سعودية

بعد ايام فقط من بدء الغارات والحصار البري والبحري تبين ان ثمة ثلاث غرف يدار العدوان منها وان عشرات الخبراء والمستشارين الامريكيين يشرفون ويديرون الغرف الثلاث الموزعة بين الرياض وابو ضبي والبحرين

الفشل العسكري في الاسابيع الاولى وعدم تحقيق اي انجاز تطلب تعزيز الجهد الامريكي المباشر فتكررت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الامريكي جون كيري لعقد لقاءات مع السعوديين ومع كل زيارة أعلن بشكل مباشر وقوف واشنطن مع الرياض في العدوان ومثلها زيارات سعودية وخليجية إلى البيت الابيض

عدا عن اللقاءات العلنية والسرية بين خبراء عسكريين امريكيين وسعوديين في قواعد عسكرية بحرية وبرية تنطلق من العمليات العسكرية للعدوان

طائرات الاستطلاع والاقمار الاصطناعية والرصد الجوي الامريكي وتوفير البيانات وتزويد طائرات العدوان بالوقود مهام امريكية طوال فترة العدوان ولا تزال واشنطن ملتزمة بهذا الدور مقابل ملايين الدولارات

اما صفقات الاسلحة التي تعقد بين واشنطن والرياض بمليارات الدولارات فلم تتوقف بما في ذلك الاسلحة المحرمة دوليا والتي كشفت عنها منظمات دولية من بينها منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وعارضت الحكومة الامريكية بشدة دعوات وقف تزويد السعودية بالسلاح

وبالتزامن مع المشاركة الامريكية في العمليات العسكرية الجوية والبرية والاشراف عليها ضاعفت القوات البحرية الامريكية عبر اسطولها البحري في البحر الاحمر والمحيط الهندي من الحصار المفروض على اليمن وصولا إلى الاعلان عن إنزال بري لمئات الجنود الامريكيين تحت عناوين محاربة القاعدة

الجهود الامريكية العسكرية المعلنة وغير المعلنة اصطدمت هي الاخرى بجدار الصمود اليمني وتماسك الجيش واللجان الشعبية على أكثر من محور لتثبيت معادلة عسكرية استعصت على الدعم الامريكي للسعودية.