العدوان يستهدف الآثار في صعدة

لم تكن الآثار في محافظة صعدة بمنأى عن تطاول العدوان، فقد أثخنتها الغارات بالدمار، وظل فن العمارة اليمنية محفوظا بأصالته المحفورة في الذاكرة الزمنية، غير أن ليالي العدوان السوداء ارتكبت انتهاكات للقوانين الوضعية والسماوية من خلال هذه الجرائم.

وكثيرة هي المواقع الأثرية في محافظة صعدة التي لم تفلت من غارات العدوان، فإضافة إلى تدمير المنازل الأثرية وسط صعدة القديمة ألحق العدوان أضرارا في جامع الإمام الهادي، كما دمر مساحات واسعة من السور الذي يلف المدينة، والمقابر القديمة أيضا لم تسلم من الغارات، القلاع والحصون لا يختلف حالها عما سبق فقد استهدفت بعدد من الغارات كما هو شأن قلعة السنارة الأثرية المطلة على مدينة صعدة وحصن حرم بمديرية رازح.

مدينة صعدة القديمة المسيجة بسور ترابي، مدينة جمعت بين الحداثة ومهابة العتيق، زخرت بالعلوم الدينية وفن التشييد، عبث بها العدوان، ما ساعد الخراب على التوسع في مفاصل ذلك التشييد التاريخي.

ويعد جامع الإمام الهادي من أبرز المعالم التاريخية والدينية بصعدة، والذي يعود بناؤه للقرن الثالث للهجرة، لكن رغم ذلك لم تشفع له قداسته أمام عبثية العدوان من أن يكون في دائرة الاستهداف، إضافة إلى القلاع الحصينة المتربعة على القمم الحاكمة التي تعود بزائرها إلى صدر التاريخ.