هدنة التفافية انتهت قبل أن تبدأ.. والدبلوماسية اليمنية تنجح في كسر جمود الموقف الدولي

برغم إعلان وزير الخارجية الأمريكية جون كيري من العاصمة العمانية مسقط الذي نص على أن وقفاً شاملاً للنار سيبدأ في السابع عشر من الشهر الجاري إلا أن تحالف العدوان حاول الالتفاف على الاتفاق وأعلن هدنة انتهت قبل أن تبدأ.

الهدنة التي أعلنها العدوان لم تختلف عن مثيلاتها في المرات السابقة خاصة في كونه يحاول أن يستغلها لإحراز تقدم في جبهات القتال، وخاصة في جبهات الساحل سواء ميدي أو باب المندب، إضافة إلى الدفع بمرتزقته لتنفيذ العديد من الزحوف المتكررة في تعز، فضلاً عن استمرار الهجمات الجوية والتحليق في أجواء اليمن.

علاوة على كونها جاءت مخالفة بشكل كامل للبند الأول في إعلان كيري سواء من حيث توقيت بدء سريانه أو مدته أو الاشتراطات.

وحسب ما يرى مراقبون عسكريون فإن ستة أهداف عسكرية وضعها العدوان أمام المرتزقة ومجاميعهم الموالية له في الداخل قبل القبول بالهدنة وقبل أي تنفيذ لالتزامات التهدئة والتفاوض، وتتلخص تلك الأهداف في ضرورة السيطرة على بني حشيش المطلة على العاصمة صنعاء، والسيطرة الكاملة على ميناء ومدينة المخا جنوباً، وعلى مدينة وميناء ميدي شمالاً، إضافة إلى إحكام السيطرة على مدينة تعز بالكامل، وعلى مناطق محورية في محافظة صعدة جهة البقع، وتحقيق اختراقات محورية في البيضاء، كما أن التوصل إلى احتلال ميناء ومدينة الحديدة يعد الهدف الأهم بين تلك الأهداف الستة.

وبحسب المعلومات فإن العدوان يخطط لاستهداف الحديدة وإنجاز خرق في الساحل الغربي لليمن الممتد من ميدي شمالاً إلى باب المندب جنوباً، حيث أفادت مصادر عسكرية أن قوات الجيش واللجان الشعبية صدت خلال الأيام الماضية عدة زحوف نفذتها مجاميع من مرتزقة العدوان والجيش السعودي على ميدي، في حين تداول إعلام العدوان أن هناك تعزيزات وآليات عسكرية، بينها مدافع ودبابات وعربات مصفحة، وعليها المئات من الجنود توجهت خلال الأيام الماضية إلى جبهة باب المندب، وهو ما يؤكد تحرك العدوان نحو إيجاد موطئ قدم في الساحل.

وبرغم إعلان ناطق التحالف أن الهدنة انتهت أمس إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت مباركتها لتلك الهدنة المزعومة، إضافة إلى مباركة أعلنها المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ الذي لم يبدأ بأي تحركات من شأنها أن توحي بالجدية في الدفع باتجاه استئناف المشاورات.

وسط ذلك التآمر والاحتيال على الاتفاق نجحت الدبلوماسية اليمنية ممثلة بالوفد الوطني المتواجد في العاصمة العمانية مسقط في إحداث اختراق في جدار الجمود الدبلوماسي، وتجلى ذلك في ظهور الموقف الألماني الجديد، وكانت قد دعت الخارجية الألمانية مطلع الأسبوع الجاري “أطراف الصراع في اليمن إلى الالتزام بوقف إطلاق النار باعتباره يدعم العودة إلى المفاوضات”، ونقلت وسائل إعلامية عن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، دعوته الأطراف اليمنية الالتزام بالهدنة المتفق عليها، معرباً عن أسفه لمواصلة القتال رغم الإعلان عنها.

وبالتزامن عقد السفير الألماني لدى اليمن اجتماعاً مع وفد أنصار الله في العاصمة العمانية مسقط، في إطار التحركات المتعلقة بتفعيل “اتفاق مسقط”، وبحسب تصريح نشره رئيس وفد أنصار الله محمد عبدالسلام على صفحته في فيسبوك فإن اللقاء الذي عقده بحضور عضو الوفد حمزة الحوثي مع السفير الألماني “اندرياس كندل” تركز حول جهود تفعيل اتفاق مسقط، وقال عبدالسلام أن السفير أعلن ترحيب بلاده “بإعلان مسقط فيما يخص المبادئ الرئيسية التي تسمح بعودة المشاورات إلى مسارها الطبيعي باعتبارها خطوة سياسية هامة تمثل تقدماً محرزاً ومعلوماً نحو السلام وتثبت جدية وفد صنعاء في تعاطيه مع الوضع وتفاعله الإيجابي مع المجتمع الدولي” ، مبدياً رغبته في العودة إلى طاولة المشاورات سريعاً.

كما التقى أمس ناطق أنصار الله ورئيس الوفد المقيم بالعاصمة العمانية مسقط بالسفير الفرنسي لدى اليمن “كريستيان تستو” وجرى بحث المستجدات السياسية والتحديات الإنسانية والاقتصادية في اليمن وخطر تمدد القاعدة وداعش،  وأوضح عبدالسلام في منشور على صفحته في فيسبوك بأن اللقاء تناول بحث السبل الكفيلة بإجراء جولة من المشاورات في الوضع الراهن وما تمثله خطة الأمم المتحدة التي قدمها المبعوث من أرضية للنقاش لأي مشاورات ونقاشات محتملة.