2016 .. عام الخيبة السعودية

لا زلت أتذكر تغريدات لبعض قيادات حزب الإصلاح كتبوها نهاية العام 2015 معبرين عن سعادتهم ان العام الجديد أي 2016 سيشهد اختفاء من يرونه خصما لدودا لهم وهو تيار انصار الله الذي يصفونه بالحوثي .

طبعا للأسف هؤلاء الإصلاحيين عندما يعبرون عن نشوتهم بالحرب التي تشنها السعودية وامريكا على اليمن يعرفون انهم مجرد متفرجين وان لا قيمة لهم او وزن فيما يجري وانما بدافع الحقد والنقمة يعتبرون العدوان على اليمن منفسا لمكبوتاتهم المريضة ويشفي غليل حقدهم على قطاع واسع من أبناء الشعب اليمني لا ينسجم مع هدافهم وتطلعاتهم في الاستفراد والسيطرة المطلقة على اليمن.

المهم وحتى لا اذهب بعيدا .. انتهى العام 2016 والخارطة العسكرية هي ذاتها لم يحقق العدوان السعودي الاميركي تقدما يذكر عدا ما هو حاصل على الأرض ففي الجنوب وكما يعرف الجميع كان انسحاب الجيش واللجان الشعبية منه امرا متوقعا ونتيجة طبيعية لتراكمات كثيرة توجت بحرب 94 واحساس المواطنين في الجنوب بالغبن الامر الذي اسفر في نهاية المطاف عن التحاق قطاعات من الحراك بالعدوان املا في تحقيق الانفصال وعليه فان وصول الامارات والسعودية الى الجنوب لا علاقة له بنتائج المعركة الحقيقية بين الشعب اليمني وجيشه ولجانه وبين ال سعود والامريكيين وادواتهم .
ومن يريد ان يطلع على نتائج الحرب والعدوان على اليمن فان ساحة المواجهات الحقيقية هي القائمة حاليا في المحافظات الشمالية وبرغم مرور عامين من العدوان السعودي الأمريكي الذي يعتمد سياسة الأرض المحروقة والدفع بقطعان بشرية من المرتزقة بكثافة يجد ان العدوان شبه العالمي المسنود باحدث سلاح جو في المنطقة لم يحقق نتيجة يمكن ان يعتد بها ويمكن ان تشكل إنجازا حقيقيا.
وما عدا أجزاء من محافظتي مأرب والجوف ما يزال العدوان وادواته يراوحون مكانهم منذ حوالي عشرين شهرا وها قد انقضى العام 2016 وما تزال قيادات الإصلاح في فنادق الرياض وانصار الله والمؤتمر الشعبي العام والشعب اليمني متواجدين على الأرض بقوة وفاعلية تفوق توقعات الأعداء وحتى الأصدقاء.
العام 2016 عام الفشل السعودي الأمريكي بامتياز وهو العام الذي يعتبر اهم واشد مراحل العدوان واكثرها عنفا وقساوة ووحشية ولم يتبق في جعبة ال سعود والامريكيين شيئا جديدا يمكن اضافته غير المجازر بحق المدنيين من النساء والاطفال واستهداف ما بتقى من بنى تحتية واحيانا قصف ما تم قصفه مرات عديدة من قبل.  لقد اضاف العدو في العام 2016 الى فشله العسكري فشلا سياسيا واقتصاديا بعد اعتماده خيارين اخرين لدعم الفشل الميداني وهما خيار السياسة والضغوط عبر المفاوضات وكذا خيار الضغط الاقتصادي ونقل البنك المركزي ففشلت كل خياراتهم في تركيع الشعب اليمني وكسر ارادته.
وللتوضيح اكثر عندما فشل العدو عسكريا في مواجهة الجيش واللجان الشعبية خلال عام 2015 وجزء من عام 2016 نصحتهم أمريكا بفتح مسار التفاوض السياسي عل وعسى يتحقق للعدوان خرق في الجبهة السياسية تعوض له الفشل العسكري غير ان مفاوضات الكويت انتهت هي الاخرى بفشل سعودي امريكي في انتزاع أي تنازلات او تحقيق مكاسب على حساب الثوابت اليمنية وبعد فشل الضغوط في طاولة السياسة تم الشروع في استخدام ورقة الحصار ونقل البنك المركزي ومن خلال سياسة التجويع راهن العدو الأمريكي السعودي عليها  لاركاع اليمنيين ولكنها أيضا فشلت وسقطت ، الامر الذي اجبر الأمريكي لتقديم مقترحات كيري التي تعني فشل اهداف ما يسمى بعاصفة الحزم من خلال ابعاد هادي وتغيير علي محسن .

وهذه المقترحات كانت مستفزة ومخيفة لال سعود وادواتهم اليمنيين لانها تعنى فشلا ذريعا لاهداف عدوانهم المعلنة والتي تستمد شرعيتها من هادي ونزلاء الفنادق بالرياض ، ومجددا اعطاهم الأمريكي فرصة إضافية فكان التصعيد الأخير الذي ينتحر فيه قطعان المرتزقة على اعتاب نهم والجوف وباب المندب وفي تعز وبعض مناطق شبوة والبيضاء ..
وكما كان عام 2016 حاملا معه الفشل السعودي فان العام 2017 سيكون عام الهزيمة الساحقة الماحقة لال سعود في يمن الايمان والحكمة.