الإصلاح ودوره في سرقة ثورة فبراير

لعب الاصلاح دورا مشبوها في ثورة الحادي عشر من فبراير ابتداء من ركوب موجة المطالبات بالتغيير مرورا بتغيير مسار مطالب المحتجين وعسكرة الثورة وادخال قوى النفوذ إليها وصولا إلى التوقيع على المبادرة الخليجية التي تعارض اهداف الثورة ومطالبها.

لم يكن بالامكان اخفاء هذا الاحتشاد العفوي إلى ساحات الاعتصامات في عدد من المحافظات من بينها ساحة التغيير في العاصمة صنعاء  مطلع الالفين واحد عشر.
 لكن هذا المكان صنع تغييرا كبيرا  في سياق المطالب وعفوية المطالبين بالتغيير  وصولا إلى تغيير مسار الاحتجاجات وشعاراتها وقيادتها .
 الاحزاب السياسية والقوى النافذة  كانت جزءا كبيرا من مشكلة اليمنيين وايصال البلاد إلى واقعها السياسي والاقتصادي  مجددا صعدت من هذا المكان لسرقة احلام المتطلعين إلى التغيير.
الهوية التي عرفت بها الاحتجاجات في اسابيعها الاولى لم تعد موجودة بعد ان ركب الاصلاح موجة الثورة  تمهيدا لادخال القوى النافذة وابرز ما فيا الفساد في طول البلاد وعرضها  والدفع بالاحتجاجات المتصاعدة لاعادة انتاجهم ولكن هذه المرة  بنياشين ثورية والدفع بعسكرتها واغراقها بمكونات وقوى الفساد.
كل السبل الذي وفرها الواقع العربي والاقليمي في هذه الظروف اتخذها الاصلاح وقياداته وجهة لوضع الثورة ومطالبات المحتجين والمطالبين بالتغيير في المزاد الاقليمي والدولي تحضيرا لبيعها مقابل الوصول إلى السلطة.
اما عن هذه الدماء التي سقطت والتضحيات التي نزفت في الطرقات والشوارع فكانت مجرد شعارات تاجر الاصلاح بها في اقذر صور التناقض بين ما كان يقال للمعتصمين والثوار وبين ماكان يدار في الغرف المغلقة والاجتماعات الدورية مع بعض الدول الاقليمية التي فرضت وصايتها واشترت من الاصلاح بلدا منكوبا من قوى الفساد اكثر من اربعين عاما.
وفي الوقت الذي كان قيادات الاصلاح يعقدون صفقتهم المشؤومة مع بعض الدول الخليجية ومن بينها السعودية وقطر والدول الاقليمية كانوا يما رسون تضليلا علنيا في ساحات الاحتجاجات ومن بين تلك اعلان رفض الوصاية.
وصول الاصلاح إلى السلطة سلط ألسنة مشائخه وابواقه  للنيل من شباب الثورة  والقوة الثورية الحقيقية الذين عارضوا الميادرة الخليجية واستمروا في ساحات الاعتصامات للمطالبة باسقاط قوى النفوذ والفساد ، لكن الارادة الشعبية كانت اقوى حتى انتصرت في الواحد والعشرين من سبتمبر باسقاط قوى ومنظومة الفساد والهيمنة والوصاية الخارجية.