القاعدة وداعش أدوات أمريكا التي فشلت في تنفيذ كل المهام الأمريكية

اعترافات المسؤوليين الأمريكيين بدءاً بوزير الخارجية الأسبق هيلاري كلينتون وصولا إلى الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بأن القاعدة وداعش والجماعات التكفيرية صناعة أاميركية لاستخدامها في منطقة الشرق الأوسط لتحقيق أهداف أمريكية بحتة تكفي لكشف تفاصيل تحركات هذه الجماعات ونسف شعاراتها.

وبعيداً عن هذه الاعترافات فإن واقع ما قدمته داعش والقاعدة من مهام في تدمير البنية الإجتماعية واستهداف القوى الأمنية والجيش ومقدرات الدول التي نشطت فيها واستعداء كل مكونات المجتمع الإنسانية والدينية وصولا إلى تراثها وحضارتها يكفي لكشف النقاب عن المحرك الرئيس والمستفيد الأكبر من تحركاتها.

فاذا كانت القاعدة وداعش والجماعات التكفيرية وضعت في أولويات أنشطتها الدموية استهداف الجيوش العربية والقوى الأمنية والتخطيط بكل الوسائل لارتكاب مجازر دموية في هذه المؤسسات المهمة فإن ذلك هو أفضل هدية قدمت للولايات المتحدة الأمريكية وللكيان الإسرائيلي ولم تخف الأخيرة اعترافها بهذا الإنجاز وإفراغ البلدان العربية من جيوش قوية ومحمية.. ولكن ليس كل الأهداف التي كانت ترمي إليها أمريكيا.

ووسط الادعاء الامريكي بتشكيل تحالفات لما تسمية مكافحة الإرهاب والحرب على القاعدة وداعش في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال في الوقت الذي تعترف بانها المؤسس الأول لهذه الجماعات يبرز للواجهة مصير هذه الدول وحجم التدمير الذي تعرضت له وحصاد المؤامرات التي تتعرض له شعوبها المقاومة، عدا عن رفض المكونات الوطنية لهذه الدول الادعاء الامريكي بمحاربة القاعدة وداعش وفضح كذب الإدارات الأمريكية المتعاقبة.

في المقابل يطرح في الدوائر المقربة من صناع القرار الأمريكي والإسرائيلي وحلفائها في المنطقة ما مصير هذه الجماعات التي أخفقت في تغيير المعادلة كليا في المنطقة العربية والشرق الأوسط مع تزايد عودة تداعيات وارتدادات دعم هذه الجماعات التي وصلت إلى تبني عمليات أمنية في أوروبا بعد شعور هذه الجماعات بالإستغناء عن دورها لبناء تحالفات جديدة مع أدوات أكبر من بينها أنظمة عربية.