F16 والإرباك الإعلامي

أن تسقط الدفاعات الجوية اليمنية طائرة لقوى العدوان فهذا وارد لا سيما بعد خطاب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد والذي كشف فيه عن مسارات مهمة في تفعيل وبناء وتطوير الدفاع الجوي لكن أن تسقط طائرة من طراز  "F16 " وفي سماء نجران فهذا مالم يكن في الحسبان ومالم يتوقعه النظام السعودي المجرم وهو ما بدا إرباكا في إعلامه لحظة إعلانه الخبر.

وعلى نحو متضارب وفي محاولة للتقليل من وقع الحدث وهذا الانجاز الذي يعكس تطورا نوعيا في مسار العمليات العسكرية ونجاحا مهما للدفاعات الجوية سارعت العربية للكشف عنه بالقول إن طائرة أردنية سقطت في سماء جيزان قبل أن تعاود بث الخبر مرة أخرى وتقول إن الطائرة سقطت في نجران.

وعلى بعد المسافة بين نجران وجيزان وفي حين السلطات الأردنية لم تأت على ذكر الخلل الفني في إعلانها عن سقوط طائرة تابعة لها مكتفية بالقول إن احدى طائرات سلاح الجو الملكي نوع F16 المشاركة في مهمة التحالف سقطت داخل الاراضي السعودية برغم ذلك إلا ان العربية عزت السبب كما هي العادة إلى خلل فني كونه الأقرب إلى التصديق لدى مجتمع يصحو على كذبة السيطرة على السواحل اليمنية وينام على كذبة الدخول إلى صنعاء.

وأمام هذا التضارب والتناقض ثمة ما يستدعي الإشارة إليه وهو الإقرار السعودي المبتذل بأن الطائرة المستهدفة أردنية وأنها احترقت على خلاف إذا ما كانت سعودية في مؤشر واضح على حالة القلق من قادم الأيام وتداعيات العدوان الذي يتجلى في هذا التعاطي وفي مساعي المملكة إبراز وإظهار دور الدول المتحالفة معها والمتورطة في قتل الشعب اليمني لتشاطرها الإخفاق والانتكاسات على مدى ما يقارب العامين.

وسواء أكانت الطائرة سعودية أم أردنية فالحقيقة أننا امام مرحلة جديدة لن يفيق النظام السعودي منها الا وقد أصبح على شفا السقوط المدوي بفضل الله وتضحيات وصمود الشعب اليمني.