استعدادات لحرب قادمة في صرواح بين القبائل والجيش

وفد بقيادة الشيخ الغادر يلتقي أمس اللواء علي محسن الأحمر

اشتدت، أمس، الأزمة الحاصلة منذ أربعة أيام في مديرية "صرواح" بمحافظة مأرب، بين الجيش من جهة، وقبيلة "جهم"، وقبيلة "بني ضبيان" من جهة أخرى، إثر مقتل أربعة أشخاص من القبيلتين، الجمعة الماضي، على أيدي جنود نقطة عسكرية تتبع اللواء 312 مدرع.
ويبدو ألا فكاك من حرب قادمة يجري الاستعداد لها بوتيرة عالية بين الطرفين في مديرية "صرواح"، حيث شوهد اللواء 312 مدرع وهو يقوم، منذ صباح أمس، بتعزيز مواقعه العسكرية المنتشرة على طول وعرض المديرية، وبالمقابل شوهد أيضاً رجال القبائل التابعون لـ "جهم" و"بني ضبيان"، ينتشرون بأسلحتهم الخفيفة والمتوسطة ويتحركون في المديرية.
وقال لـ "الشارع" مصدر محلي إنه ظل يشاهد، طوال أمس، رجال قبيلة "جهم" التابعة لمحافظة مأرب، ورجال قبيلة "بني ضبيان"، التابعة لخولان - محافظة صنعاء، يتحركون في مواكب مسلحة داخل مديرية "صرواح"، حاملين معهم قذائف "آر بي جي"، ومعدلات رشاشة متوسطة.
وأكد المصدر أن القبائل في قرية "الزور" التابعة لـ "جهم" يقومون بنصب وتجهيز مدافع الهون، ومدافع الـ "بي 10"، بالإضافة إلى معدلات "23 م ط"، استعدادا للحرب التي سيخوضونها مع الجيش في حال امتناعه عن تسليم القتلة للنيابة.
وعلمت الصحيفة، من مصادر مطلعة، أن وفدا من قبيلتي "جهم" و"بني ضبيان" تحرك، صباح أمس، من محافظة مأرب، نحو العاصمة صنعاء، للقاء اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع.
وفي اتصال هاتفي أجرته "الشارع"، مساء أمس، مع، عبد الله بن هذال، عضو مؤتمر الحوار الوطني، أحد أبناء قبيلة "جهم"، أكد أن الوفد التقى، أمس، مع علي محسن الأحمر، بخصوص قضية مقتل الأشخاص الأربعة على أيدي جنود اللواء 312 مدرع، الجمعة الماضي.
وإذ نفى عبد الله بن هذال علمه بأي تفاصيل خرج بها لقاء علي محسن بالوفد الذي يقوده الشيخ محمد بن علي الغادر، أحد مشايخ خولان؛ قال: "علي محسن يريد تحكيم ووساطات في القضية؛ لكن نحن نرفض ذلك، ونريد تطبيق القانون، وإرسال القتلة إلى النيابة".
وأفاد بن هذال بأن قبيلته "جهم" كانت قد أعطت المنطقة العسكرية الوسطى في مأرب مهلة 3 أيام، انتهت أمس، لتسليم القتلة إلى النيابة، وتم تجديد هذه المهلة إلى بعد مغرب يومنا هذا الاثنين.
وأوضح بن هذال أنه سيقوم، صباح اليوم، بعقد مؤتمر صحفي في مجلس شباب الثورة بصنعاء، وسيوضح فيه كل ما حدث ويحدث في محافظة مأرب من مشاكل، والتي من بينها تفجيرات أنابيب النفط.
وعلى ذات السياق، أدان أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنتمون لمحافظة مارب، عملية القتل التي نفذها أفراد النقطة العسكرية، بحق أربعة أشخاص من "جهم" و"بني ضبيان"، وطالبوا بسرعة تسليم القتلة وتقديمهم للمحاكمة.
وقالوا، في بيانهم الصادر أمس: "بمزيد من الغضب، نتابع، نحن أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنتمين لمحافظة مارب، التطورات الأمنية الأخيرة التي تنذر بعواقب وخيمة، الناتجة عن قيام نقطة عسكرية تابعة للواء 312 بقتل أربعة مواطنين أبرياء في مديرية صرواح".
وأضافوا: "إننا إذ نعلن انحيازنا لدولة القانون، فإننا نطالب الرئيس عبد ربه منصور هادي، بوصفه رئيساً للجمهورية ورئيساً لمؤتمر الحوار الوطني والقائد الأعلى للقوات المسلحة، بأن يبادر إلى اتخاذ إجراءات واضحة لنزع فتيل التوتر، وذلك بإحالة المتسببين في الغدر بأبنائنا إلى القضاء دون تسويف".