طول آمد الحرب يجبر النظام السعودي على كسر حالة التعتيم الاعلامي عن خسائره في جبهات الحدود

رغم الخسائر الفادحة التي يتكبدها الجيش السعودي أمام أبطال الجيش واللجان الشعبية في الحدود وبالرغم من مواكبة الإعلام الحربي اليمني للمعارك الدائرة في العمق السعودي وتصويره لخسائر الجيش السعودي إلا أن النظام السعودي كان يعمل على إخفاء حجم خسائره وخصوصاً البشرية منها طوال الفترة الماضية.

 

سياسة التعتيم والنكران التي انتهجها النظام السعودي في إخفائه حجم الخسائر التي لحقت بجنوده وعتاده أمام المقاتل اليمني لم تعد تؤتي أكلها.. خصوصاً مع ازدياد حجم تلك الخسائر يوم بعد آخر. وعدم تمكنه من تحييد الإعلام الحربي اليمني الذي وثق معظم العمليات العسكرية التي طالت مواقع وتجمعات للجيش السعودي وخلفت خسائر مادية وبشرية تمكنت عدسات الاعلام الحربي من توثيقها ونشرها عبر القنوات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي.

 

خلال الفترة الماضية استطاع المال السعودي الحد بشكل كبير من انتشار فيديوهات الاعلام الحربي اليمني الذي يوثق خساراته على معظم القنوات ووكالات الأنباء العالمية من خلال ضخ ملايين الدولارات للقنوات ووكالات الأنباء ودفعها الى عدم عرض ونشر أي مقطع فيديو يوثق تلك الخسائر وخصوصاً التي تظهر قتلى جنوده والعتاد العسكري المدمر.

 

ومع امتداد أمد المعارك وعجز قوى تحالف العدوان ومرتزقتهم على الحسم بات من الضروري على النظام السعودي كسر حاجز التعتيم على خسائر جيشه أمام المقاتل اليمني بشكل تدريجي حتى يتمكن من امتصاص ردة الفعل داخلياً وخارجياً من خلال حديثه عن مقتل بعض جنوده على أيدي ما يسميهم بمليشيات "الانقلابين" في جيزان ونجران وعسير.

 

استراتيجية النظام السعودي هذه بدأت تلفت أنظار العديد من المراقبين ووسائل الإعلام رغم محدوديتها وحديثه عن مقتل جندي أو جنديين بالكثير في كل اعلان رسمي له، لكن ومع طول فترة الحرب بدأت حصيلة قتلى الجيش السعودي تكبر يوماً بعد أخر. خصوصاً خلال الشهرين الماضيين منذ بدء استخدام هذه الاستراتيجية.

 

وبلغت خسائر الجيش السعودي خلال شهرين فقط، من بدء استخدامه سياسة ذر الرماد في العيون على خسائره في الحدود، حوالي 29 قتيلاً من جنوده بحسب بيانات الداخلية السعودية خلال مدة شهرين فقط.

 

يذكر أن الجيش اليمني واللجان الشعبية، ومنذ تدشينه معركة الرد على العدوان ونقل المعركة الى العمق السعودي، ينوع من عملياته القتالية وينتهج عدة أساليب قتالية هجومية تتنوع بين القصف المدفعي والصاروخي على مواقع وتجمعات الجنود السعوديين والكمائن العسكرية المتقنة واقتحام المواقع السعودية والعبوات الناسفة بالإضافة الى سلاح القناصة الذي كبد الجيش السعودي خلال النصف الأول من هذا العام 2017م حوالي 300 قتيل من الجنود السعوديين.