أسرار ومفاجآت تكشف لأول مرة : هكذا ظهرت مبادرة مجلس النواب فجأة !

تتورم بعض التوصيفات حين تحاول أن تقرأ ما يجري من حالة استقطاب حاده يتعرض لها اعضاء البرلمان اليمني ، فلم يعد تحالف العدوان محكوماً بما أنتجته الغرف السرية فحسب ، بل يشهد ما يتم من عقد صفقات من فوق الطاولة عصفت في الفترة الأخيرة بالبرلمان الذي يحتفظ حزب المؤتمر  بـجزء غير قليل من أعضائه .

مصادر سياسية كشفت عن نجاح السعودية والإمارات باستقطاب أعضاء إضافيين من المجلس، غادروا اليمن في الآونة الأخيرة، بالتزامن مع مساعٍ حثيثة لما تسمى الشرعية بدعم عقد جلسة للبرلمان في مدينة عدن ، ستعقد الايام القادمة ، وهو ما كانت قد أعلنت عنه حكومة هادي ، بالفعل منذ أسابيع، وأن مجلس النواب سيجتمع قريباً . جاء ذلك بالتزامن مع تسريبات حول وجود توجّه سعودي - إماراتي لدعم تسوية يؤدي فيها حزب المؤتمر الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، دوراً في المرحلة المقبلة.

الأمر الذي أكده نائب في البرلمان، ووزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى في حكومة هادي، عثمان مجلي، في تصريحات نشرته وسائل إعلامية " ان ترتيبات مع السفارات اليمنية في الخارج تجري لتسهيل وصول 38 آخرين من أعضاء المجلس النواب " .

في السياق ، كشف أحد اعضاء البرلمان الموالين لهادي ، ويقيم في جدة ، وفقاً لموقع العربي ، " أن اللجنة الخاصة السعودية صرفت الأسبوع الماضي مليونين و80 ألف دولار لتوزيعها على أعضاء البرلمان بواقع 10 آلاف دولار لكل عضو ".

إلى ذلك ، تداولت وسائل إعلام تحالف العدوان خبراً عن لقاء جمع هادي ، بـ أعضاء مجلس النواب، من مختلف الكتل النيابية والمستقلين في جده ، مساء الجمعة 23 من الشهر المنصرم .وبحضور نائب هادي الجنرال علي محسن ، ونائب رئيس مجلس النواب محمد علي الشدادي

وبحسب موقع العربي ـ أوضح عضو المجلس، الذي اشترط عدم الإفصاح عن اسمه، أن نائب رئيس المجلس، محمد علي الشدادي، صرف لـ75 عضواً في البرلمان مبلغ الـ10 آلاف دولار، مضيفاً أن  " العديد من الأعضاء الـ75 أبدوا تخوفهم من اختلال الوضع الأمني في مدينة عدن، وطغيان النزعة المناطقية ومطلب الإنفصال "، وأن " البعض منهم عادوا إلى مقر إقامتهم المؤقتة في القاهرة ودبي" .

وكان قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي ، قد كشف في خطاب له يوم الخميس الماضي، بمناسبة "الذكرى السنوية لـ الصرخة في وجه المستكبرين "، إلى انتقال أعضاء في البرلمان إلى السعودية، حين تحدث عن نشاط استقطاب من قبل تحالف العدوان ، يستهدف حزب "المؤتمر"، في سياق رسائل وطنية تفضي إلى وحده الجبهة الداخلية .

وقال السيد عبدالملك  إن "النشاط الاستقطابي" من قبل العدوان يطاول "أعضاء مجلس النواب، والإخوة في المؤتمر الشعبي العام مستهدفون استقطابياً بشكل كبير جداً"، مضيفاً "ذهب البعض من أعضاء مجلس النواب إلى الرياض، وهم اليوم في الرياض، فهناك شغل كبير في مسألة الاختراق والاستقطاب" ، معلناً ، استعداده لمساعدة حزب "المؤتمر" لمواجهة "الحالة الاستقطابية"

من جهة أخرى ، كشفت مصادر سياسية في العاصمة صنعاء ، إلى أن القيادي في حزب المؤتمر الموالي لهادي ، رشاد العليمي، تسلّم، خلال شهر رمضان الماضي، 100 مليون ريال سعودي لاستقطاب المزيد من أعضاء البرلمان في صنعاء ، وخصوصاً من حزب المؤتمر الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح .

وما أن تكشفت خيوط معركة الاستقطاب التي يديرها تحالف العدوان لجذب اعضاء مجلس النواب ومحاولة السيطرة عليه حتى بدأت تنبت على أطرافه وداخل اروقة مجلس النواب عن مبادرة جديدة ، تدعوا فيها الأمم المتحدة إلى وضع آلية مناسبة لمراقبة سير العمل في المنافذ البرية والموانئ البحرية والمطارات الجوية كافة في أنحاء الجمهورية اليمنية دون استثناء، الأمر الذي لاقى رفضاً من انصار الله وحلفائهم ، وسط انتقادات شعبية لاذعة، معتبرين المبادرة تمثل خضوع واستسلام لتحالف العدوان ، فضلاً عن أنها تمثل انتهاك للسادة اليمنية ، وخيانة لدماء الشهداء وللشعب الصامد .

فثمة ما هو ملح للدفع بالسؤال الجوهري هل مبادرة مجلس النواب انتجتها السعودية والإمارات خلال استقطابها لعدد من اعضاء البرلمان؟