زيارة ولي عهد السعودية للكيان الصهيوني بين تأكيدات تل أبيب وصمت الرياض

تناقلت وسائل إعلام العدو الصهيوني ووسائل إعلام عربية متعددة خبر زيارة محمد بن سلمان لكيان العدو الصهيوني في خطوة وصفت بالمتقدمة على طريق مسار تطبيع علاقات النظام السعودي مع كيان العدو الصهيوني ، بينما لم يصدر أي نفي رسمي من المملكة حول هذه الأنباء رغم انتشارها بشكل واسع في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

 

وبحسب ما أورد موقع 360 "الإسرائيلي"، فإن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان هو من ترأس الوفد الذي التقى نتنياهو بعيداً عن الأضواء.

 

ووفقا للموقع، فإن ضابط مخابرات من الإمارات رافق الأمير السعودي مع الجنرال السابق، والمقرب من العائلة المالكة أنور عشقي، بالإضافة إلى شخصيات مسؤولة، وأمنية.

 

بدوره نشر الموقع الكتروني لهيئة البث الإسرائيلي وقناة i24 الإسرائيلية في شهر سبتمبر خبراً يقول إن أميراً من البلاط الملكي السعودي زار البلاد سراً خلال الأيام الأخيرة وبحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الأمام، وهو ما رفض ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق عليه.

 

موقع "NRG" الإسرائيلي أكد بدوره إن الأمير الذي زار إسرائيل سراً هو محمد بن سلمان، وأكد بانه كان يرافقه وفد أميركي رفيع المستوى يضم مسؤولين أمنيين وعسكريين كباراً، إلى جانب وفد سعودي كان من بينهم رئيس المخابرات السعودية السابق أنور عشقي، دون نشر تأكيدات حول هذا الموضوع. لافتا الى أن هناك اتجاه واضح لتدشين مرحلة جديدة من العلاقات الجيدة بين إسرائيل وعدد من الدول العربية ومن بينها السعودية

 

بدورها نقلت إذاعة "صوت إسرائيل" أيضاً خبر زيارة الأمير السعودي إلى إسرائيل غير أنه ظل اسم الأمير مجهولاً، إلا أن عدداً من الصحف والمواقع الإسرائيلية رجحت أن يكون الأمير محمد بن سلمان هو من قام بالزيارة السرية لإسرائيل والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي.

 

تأتي هذه التأكيدات المتواترة المعلنة من قبل اعلام كيان العدو الصهيوني بعد تصريحات سابقة لنتنياهو كشف خلالها عن تعاون على مختلف المستويات مع دول عربية لا يوجد بينها وبين إسرائيل أيّ اتفاقيات سلام. ، كما سبق لرئيس المخابرات السعودية الجنرال أنور العشقي أن زار تل أبيب ورام الله العام الماضي، على رأس وفد من رجال الأعمال، كما اشترك محمد بن سلمان باجتماع إقليمي في العقبة مع جهات إسرائيلية بحسب تسريبات إعلامية إسرائيلية لم يؤكدها الجانب السعودي حينها.

 

وتبرهن جملة تلك التصريحات والتقارير الصهيونية الرسمية وغيرها على حقيقة مفادها بان ساسة العدو الصهيوني على مغازلة الرياض منذ فترة، اكدتها تطلعات نتنياهو بأن تهبط طائرة في الرياض قادمة من تل أبيب من جهة أخرى وذلك في تصريح له خلال استقباله الرئيس الأميركي دونالد ترامب قادما من الرياض.

 

في ردود الفعل الفلسطيني شدد عضو "الائتلاف من أجل القدس" صالح الشويكي على رفض هذه الزيارات مهما كانت ظروفها، أو العناوين التي تحملها.

 

ونقل موقع "العهد" الإخباري، عن الشويكي في وقت سابق قوله "بالنسبة لنا، لدينا موقف راسخ يقضي بتجريم تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الصهيوني المحتل، إلى جانب تجريم المحاولات المشبوهة التي يقوم بها البعض خلسة من أجل التقارب مع الكيان المعتدي على شعبنا الفلسطيني، وأرضه، ومقدساته".

 

واستنكر الناشط المقدسي إصرار بعض الخليجيين تحديداً على الذهاب باتجاه المصالحة مع الكيان الغاصب، في ذات الوقت الذي يتخلوّن فيه عن مسؤولياتهم على صعيد مساندة القضية الفلسطينية. لافتا الى تماهي هذا الفريق مع رؤية القوى الاستعمارية القائمة على جعل "تل أبيب" جزءاً طبيعياً من المنطقة، دون اكتراث بالمآسي التي سببتها للفلسطينيين، وللعرب.

 

وأضاف لوكان باقي لديهم ذرة من العروبة لما ذهبوا للحرب على اليمن، وقتل الأبرياء هناك، وكان الأجدر بهم أن يعملوا على شد الرحال نحو المسجد الأقصى المبارك المستباح من قبل المستوطنين يوماً تلو الآخر، وبأن يوفروا الإمكانات والأموال لأجل الجهاد في فلسطين، ولتحرير القدس من دنس الصهاينة".

 

وفي السياق يكشف متابعون ان زيارة ولي عهد السعودية للكيان الصهيوني تشكل نقلة في مسار تطبيع العلاقات بين المملكة والكيان المحتل، ومن شأنها أن تفتح الطريق أمام أطراف أخرى تتبنى نفس النهج كي تمضي قدماً في ترسيم تلك العلاقات التي كانت في السابق تتم تحت ستار العتمة لاعتبارات داخلية، الأمر الذي يعني عملياً الذهاب بعيداً في مشروع تصفية القضية الفلسطينية.

 

كما تكشف الوقائع الوضع في الدخل الصهيوني بأن بنيامين نتنياهو يخوض صراعا مريرا مع اليمين وداخل حزبه الليكود، ويتعرض لانتقادات لاذعة متصاعدة، على خلفية الاتهامات الجنائية، وفي الساحة الاسرائيلية تحركات لاصطفا فات حزبية جديدة، على قاعدة مطالبة نتنياهو بتقديم استقالته.

 

ويلفت المتابعون الى ان الوضع الذي يعيشه نتنياهو دفعه للبحث عن أوراق داعمة يستغلها، لتعزيز موقعه السياسي، والذهاب متسلحا بها الى انتخابات مبكرة تضمن له النجاح لولاية جديدة. ومن بين هذه الاوراق، التي تقترب من يديه، العلاقات مع دول الخليج والمملكة الوهابية السعودية بشكل خاص، حيث هناك علاقات تحالف بين الرياض وتل أبيب، تنتظر الاشهار وينتظر نتنياهو الفرصة والوقت الملائم للقاء يجمعه مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الذي كانت له اتصالات موثقة منذ كان حاكماً للرياض مع رئيس وزراء اسرائيل الاسبق اسحق رابين.

 

وترى دوائر متابعة للاتصالات بين اسرائيل والمملكة الوهابية أن نتنياهو يدرك أهمية المؤتمر الدولي للسلام الذي يجري الاعداد له لعقده في شرم الشيخ، لتلتقط له الصور مع سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد، ليعود بهذه الورقة معلنا تبكير الانتخابات النيابية في اسرائيل، ليفوز بولاية جديدة، ويوقف الدعوات المطالبة بتنحيه، حتى من داخل حزب الليكود.