رسائل يمنية على جناح التايفون

إطلاق صاروخين على مقاتلة تايفون السعودية التي جرى إسقاطها مساء أمس في سماء مديرية نهم في محافظة صنعاء يؤذن بدخول منظومة الدفاع الجوي حيز الاستخدام العملاني بعد تجربتين ناجحتين في صعدة وصنعاء على مقاتلتين أخريتين أكدت المشاهد المصورة إصابتهما فعليا بصواريخ أرض جو اليمنية، وعادة تستخدم وسائط الدفاع الجوي المختلفة في العالم صاروخين في اعتراض الطائرات المقاتلة وضمان إسقاطها.

مقاتلات التايفون وهي إنتاج أوروبي مشترك من المقاتلات الحديثة في العالم والتي لها قدرة على التخفي عن الرادارات والوصول لسرعة 2 ماخ ضعفي سرعة الصوت، وحمل كمية كبيرة من الأسلحة المتنوعة، وتلتقي في القدرات مع الطائرة الامريكية الشبحيةإف 22 رابتور .

رد عملاني وفي الميدان يمكن وضع سياق إسقاط المقاتلة السعودية الأحدث ربما ضمن أسطولها الحربي، عقب تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اليائسة التي وعد فيها باستمرار الحرب على اليمن حتى تتحقق الأهداف السعودية الخاصة والتي كان بن سلمان أكثر وضوحا هذه المرة في التفوه بها لغرض التقرب من تل أبيب ومغازلة الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية.

وتعمد ولي العهد السعودي وضع كيانه في موضع الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين، لجهة مواجهة مخاوف على حدودهما الجنوبية، هو عمى سياسي متهور، وهو يفيد أنصار الله أكثر ما يضرهم على المستوى الضيق الذي انزلق إليه بن سلمان.  

وهي تصريحات لا تلغي حقيقة أن السعودية تقود عدوانا بات محل إجماع العالم على وحشيته وكذب أهدافه، ولا يمكن الحديث هنا عن طرف الخائن هادي وحكومته وحزب الإصلاح الذين غدوا رهائن في يد الرياض ينتظرون حكم محمد بن زايد فيهم عند استنفاذ ما تبقى من فوائد يمكن جنيها من خلالهم إذا ما أخذنا بعين الاعتبار إعلان عدد منهم في قوائم الإرهاب وهم مقيمون في الرياض ويقاتل بعضهم لهدف أن تنتصر الرياض وأبوظبي في الحرب.

في أقل من شهر واحد ضرب الطرف اليمني رأسي التحالف الذي يقود العدوان على اليمن منذ 26 مارس 2015م، وقدم مؤشرا عمليا على استعداده المضي في خانة مواجهة العدوان حتى نهاية المطاف، وهو ربما ما دفع بن سلمان للإدلاء بتصريحاته حول استمرار الحرب على اليمن وهي رغبة الأمريكيين الذي تعرضه لمهانة كبرى في سماء صنعاء، وبثت وسائل الإعلام الدولية مشهد الطائرة الامريكية التي لم يجرؤ أحد على الاقتراب منها في سوريا تخوفا من الولايات المتحدة رغم امتلاك روسيا والحكومة السورية وحلفائهما تقنيات إسقاطها لكنهم أحجموا عن ذلك واكتفوا بمراقبتها من بعيد وهي تجول وتصول في السماء السورية وتقصف أهدافا في عدة مواقع.

ولا نستبعد أن تكون القيادة الثورية تعمدت انتقاء مقاتلة التايفون كونها الأحدث بين أسطول المقاتلات السعودية وتفوق طائرات إف 16 الأمريكية من بين مئات المقاتلات التي تجوب السماء اليمنية، وكذا المنطقة التي جرى إسقاطها فيها وهي منطقة نهم القريبة من العاصمة صنعاء، وفي تلك رسائل سياسية وعسكرية لافتة تتصل بمعركة صنعاء، بمعزل عن مؤشر تحول درامتيكي تدخله الحرب على اليمن والمستمرة منذ ما يقرب من ألف عام.

وهناك خطوات جرى وضعها وتحضرها القيادة الثورية لردع حماقة تحالف العدوان حال الاقدام على دخول معركة الحديدة، وقال السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة الشعبية بأن الجيش واللجان سيقدمان على خطوات غير مسبوقة، إذا ماشنت قوى العدوان هجوما على الحديدة ومينائها، وهو كان أعلن عن إنجازات عسكرية سترى النور في مقدمتها تطوير وسائط الدفاع الجوي وتضييق حرية الطيران المعادي في السماء اليمنية.

وبمعزل عن الحصار الاقتصادي، ونكوص بعض أطراف الداخل جراء قصر النظر والحنين الى الحضن الأمريكي والسعودي، فإن بانوراما الميدان الحربي وهو الحاسم للمواجهة مع واشنطن والرياض لا التصريحات البالية تتمتع فيه القيادة الثورية بوضع ممتاز اليوم كما أدلى بذلك نائب الناطق الرسمي للجيش العقيد عزيز راشد بأن الجيش يتحكم اليوم بمسرح العمليات الحربية، وهي في وضع يمكنها اليوم من وضع الخطط المنفصلة في إطار خطة المواجهة الكلية وتنفيذ استراتيجيتها الشاملة ضمن خيارات تؤسس ليمن مختلف عمّا ألفه العالم لعقود خلت.