هكذا وبّخت أمريكا السبهان بسبب سياسة السعودية "الهوجاء" في لبنان

كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم الأربعاء، عن تعرض الوزير السعودي ​"ثامر السبهان" لتوبيخ قاسي في اجتماعين منفصلين ومن جهتين مختلفتين في ​الإدارة الأمريكية، جرّاء سياسة السعودية في لبنان.​

 

ولفتت الصحيفة اللبنانية الى ان الموقف الأمريكي الذي تبلور في الأيام الماضية، يدلّ على إخفاق سعودي كبير في تحقيق المرجوّ من خطوة "إقالة" رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ لبنانياً.

 

وتابعت الأخبار: مع أن الأمريكيين هم الشركاء الأساسيون لـ "ولي العهد السعودي​ محمد بن سلمان" في انقلابه الأخير، وصهر الرئيس الأمريكي ​دونالد ترامب​، مستشاره جاريد كوشنير، أمضى ثلاثة أيام ولياليها "يطبخ" الانقلاب مع ابن سلمان قبل أيام من "مجزرة الأمراء" و"إقالة" الحريري، إلّا أن القلق الأمريكي من التهوّر السعودي صار كبيراً، إلى درجة أن الوزير السعودي ​ثامر السبهان​ تلقّى توبيخاً حاداً من مسؤولين أمريكيين خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.

 

من جانبها كشفت مصادر دبلوماسية غربية لـ"الأخبار" عن سماع السبهان التوبيخ القاسي في اجتماعين منفصلين، ومن جهتين مختلفتين في ​الإدارة الأمريكية​؛ الاجتماع الأول في وزارة الخارجية بحضور ممثّل عن وكالة الأمن القومي، والثاني في وزارة الدفاع، حيث قال الأمريكيون للسبهان إن التصرّفات السعوديّة حيال لبنان هوجاء"، مضيفين أن "هذه التصرفات تضرّ بمصالح الولايات المتحدة في لبنان.

 

وأكدت المصادر أن "الأمريكيين الذين باركوا في البداية انقلاب ابن سلمان، عادوا ولمسوا خطورة ما جرى على مصالحهم في لبنان؛ فالموقف الحاسم للدولة اللبنانية ضد التصرف السعودي، والتضامن العارم مع الحريري، وتحوّل خطاب خصومهم وأعدائهم في لبنان (الرئيس ​ميشال عون​ و​السيد حسن نصرالله​) إلى خطاب مقبول على نطاق واسع، والضرر البالغ الذي أصاب الوزن السياسي لشريكهم الاول في لبنان، وإمكان تدحرج الأمور إلى حدّ تعريض الاستقرار للخطر، كلها عوامل دفعت بهم إلى التحرك لوضع حدّ لطيش حليفهم السعودي.

 

ولفتت الصحيفة الى أنه بعد صمت دام خمسة أيام، أصدر الأمريكيون (الخارجية، ثم ​البيت الأبيض​) بيانات واضحة تؤيد عودة الحريري بصفته شريكاً موثوقاً لهم. وبعد ذلك، بعثوا لمحمد بن سلمان برسائل عبر السبهان لوضع حدّ للخطوات الفاشلة.