تقرير أمريكي: الجيش السعودي عاجز عن المواجهة وأنشئ لحماية النظام وليس للقتال

خلص تقرير صحفي أمريكي إلى أن ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط لصالح معسكر الشيعة بقيادة إيران، موضحا أن القوات السعودية والقوات المشتركة الأكبر لـ«مجلس التعاون الخليجي» تشبه أغلب الجيوش العربية، المنشأة لحماية النظم المستبدة من الانتفاضات المدنية غير المسلحة، وليس للقتال في حروب حقيقية.

 

الجيش السعودي

واستبعد التقرير الذي نشرته مجلة «ذي ناشونال إنترست» الأمريكية، احتمالات اندلاع حرب في منطقة الشرق الأوسط بين معسكري السنة والشيعة، مشيرا إلى أن مسرحيات القوة التي تلوح بها السعودية ليس من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع حرب جديدة مع إيران.

وقال كاتب المقال «أميتاي إتزيوني» أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن الأمريكية وأحد المستشارين البارزين للرئيس «جيمي كارتر» سابقا، إن هناك قراءة خاطئة تقدمها بعض وسائل الإعلام في المنطقة، إذ تفترض بأن هناك معسكرين في الشرق الأوسط يتنافسان على السيطرة؛ المعسكر الشيعي بقيادة إيران، والمعسكر السني بقيادة المملكة العربية السعودية، معتبرا تلك القراءة خاطئة تماما.

وأضاف أن المعسكر السني أضعف كثيرا وفي حالة تراجع بطيء، بالرغم من صرامته مؤخرا، بينما المعسكر الشيعي أقوى كثيرا ويواصل تحقيق مكاسب مهمة، وإن كانت تدريجية.

وذكرت التقرير أنه عند مقارنة ما لدى السعودية بما لدى إيران من قوة، فإن إيران لديها قوة عسكرية تضم 550 ألف شخص، فضلا عن امتلاكها لترسانة من الصواريخ الباليستية والقذائف الموجهة قصيرة ومتوسطة المدى، وإنها تقترب من امتلاك السلاح النووي الخاص بها.

وأضاف أن إيران بصدد تطوير مروحيات هجومية متطورة وأن طهران تعتبر من بين الأفضل في العالم في تقنيات الطائرات بدون طيار، وأن لديها قوات «الحرس الثوري» المؤلف من مقاتلين متخصصين مع خبرة قتالية كبيرة في ساحة المعركة.

وذكر التقرير أن السعودية بلا شك تمتلك سلاحا جويا يعتبر مثيرا للإعجاب، لكن جيشها أصغر بكثير بالمقارنة مع الجيش الإيراني، كما أنه يعتبر مترددا جدا في القتال، بينما يعتبر جيدا في حالة العرض العسكري على الأرض.

وأضاف التقرير أن القوات السعودية هي كبقية الجيوش العربية التي تشكلت لحماية الأنظمة الاستبدادية من الانتفاضات المدنية غير المسلحة وليس لخوض الحروب الفعلية.

وأشارت إلى أن السعودية تعتمد على السلاح الجوي في الحرب على اليمن، وأن قواتها غير قادرة على التغلب على قوات قبلية بدائية مثل جماعة «الحوثي».

السعودية مصيرها الفشل

وأضافت أن إيران تعتبر دولة مستقرة من الناحية السياسية، بينما تقوم السعودية لمحاولة للتغير على المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي، لافتا إلى أن هذا التحول الكاسح ينذر بالفشل وأن السعودية سينتهي بها المطاف دولة فاشلة تضاف إلى لائحة الدول الفاشلة في الشرق الأوسط، وفق ما جاء في التقرير.

وأشار إلى أن هناك لاعبا قويا آخر في هذه المعادلة وهو المتمثل في «حزب الله» اللبناني الذي يعتبر القوة القتالية غير الحكومية الأكثر تنظيما في العالم، مضيفة أن لديه نحو 20 ألف مقاتل مسلح بقدر كبير من التقنيات العسكرية التي اكتسبها من إيران ومن السوق السوداء.

وقال إن «حزب الله» يمتلك دبابات وطائرات بدون طيار وأكثر من 150 ألف صاروخ، وأنه يحصل على التمويل والأوامر التوجيهية من إيران، مضيفا أن محاولات السعودية تغيير الواقع اللبناني ستكون غير مجدية، وذلك نظرا لنفوذها المحدود في لبنان فـ«حزب الله» هو المهيمن على البلاد.

ورأى أنه لا ينبغي للمرء أن يتوقع أن تقوم (إسرائيل) بتقديم العطاءات للسعودية في هذا السياق، وذلك بالرغم من تحالفها المتزايد معها.

وأوضح أن النظام السوري الذي سعت السعودية للإطاحة به أصبح يحقق نجاحات بفضل الدعم الذي لقيه من روسيا وإيران، ومن تركيا إلى حد ما، وأن في العراق قوة واقعة تماما تحت النفوذ الإيراني، وأن الإيرانيين على صواب عندما يتفاخرون بتزايد نفوذهم في العراق وسوريا ولبنان، بينما لا تمتلك السعودية شيئا من هذا القبيل.

وذكر أن السعودية تفقد نفوذها في مصر التي تمتلك أكبر جيش بالمنطقة وتحتسب من المعسكر السني، فالرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» أعلن أنه ضد الحرب، كما أن الأردن يتجنب هذا الصراع، وهو مشغول بالتعامل مع الملايين من اللاجئين السوريين ومراقبة مواطنيه الفلسطينيين.

وبحسب التقرير، فإن الإمارات دولة غنية ولكن ليس لديها الكثير لتقدمه في هذا السياق، وسط معاناتها من خلافات إزاء السياسات الخارجية.

وقال إن المعسكر الشيعي يصعد تدريجيا على حساب المعسكر السني الذي يفتقر لقوة الإرادة، وإن روسيا تقدم الدعم للمعسكر الشيعي، مضيفا أنه ما لم تقم الولايات المتحدة برفع التزاماتها تجاه المنطقة، فإن المعسكر السني سيستمر بالفشل.

وأشار إلى أن أمام الولايات المتحدة خيارين، فإما أن تختار زيادة دورها في العديد من الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط أو أن تقرر مباشرة مواجهة إيران باعتباره الخيار المنطقي.

المصدر : صحافة