السيد نصر الله : قرار ترامب بخصوص القدس يشكّل وعدَ بلفور جديداً

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص القدس يشكّل وعد بلفور جديداً بعد 100 عام على وعد بلفور.

 

ويأتي كلام نصر الله رداً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأربعاء الذي اعتبر القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل وقرّر نقل سفارة بلاده إليها.

 

ورأى نصر الله في كلمة متلفزة أنّ هناك شعوراً بوجود وعد بلفور جديد، ورأى في القرار الأميركي إهانة واعتداءً على مشاعر مئات ملايين المسلمين والمسيحيين، مضيفاً "نحن أمام عدوان أميركي سافر على القدس وأهلها ومقدساتها وهويتها الحضارية".

 

وبعد فترة وجيزة من بداية خطاب نصر الله نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أبلغ ترامب بأنه "يصنع التاريخ كما فعل بلفور".

 

وقال نصر الله إنّ إدراك مخاطر القرار الأميركي سيشكل حافزاً للجميع لتحمل المسؤولية والتحرك، مشيراً إلى أن إسرائيل وقادتها لا يحترمون القوانين والمواثيق والاتفاقات الدولية ولا يحترمون ما يسمى المجتمع الدولي.

وتابع "سنسمع بعد أيام أصواتاً عربية تقلل من مخاطر قرار ترامب بشأن القدس".

 

وأكد الأمين العام لحزب الله أنّ الموقف الأميركي شكّل حاجزاً أو مانعاً للهيمنة الإسرائيلية المطلقة للقدس "ومن هنا نفهم خطورة قرار ترامب".

وأضاف أنّ الحاجز الأميركي أمام هيمنة إسرائيل المطلقة في القدس سقط بفعل موقف ترامب.

نصر الله تسائل عن مصير السكان الفلسطينيين في القدس المحتلة وأملاكهم هناك، ونبّه إلى أنّ المرحلة المقبلة ستشهد ظاهرة استيطان إسرائيلي هائلة وسريعة وبلا قيود في القدس والضفة الغربية.

 

وحذّر أمين عام حزب الله من أنّ مصير المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في خطر شديد وأنّ الخطر الأكبر يتهدد المسجد الأقصى، لافتاً إلى أنّ هذه المقدسات باتت لإسرائيل بحسب الموقف الأميركي.

وفي هذا الإطار، شدد على أنّ القدس هي قلب القضية الفلسطينية ومحورها، وأنّ قرار ترامب يعني انتهاء القضية الفلسطينية بالنسبة لأميركا واضعاً ذلك برسم "المؤمنين بالمفاوضات".

 

كما تطرق نصر الله إلى مصير الجولان السوري المحتل ومزارع شبعا المحتلة والضفة الغربية بعد التجرؤ على إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.

واعتبر أنّ السكوت على قرار ترامب ينطوي على مخاطر كبيرة أبرزها الاستباحة الأميركية لكل شيء في العالم العربي.

 

وأشار نصر الله إلى أنه في الظاهر دول العالم ترفض قرار ترامب بشأن القدس وجميع الدول العربية والإسلامية ترفضه أيضاً، مضيفاً "ترامب لا يحترم أحداً ولا يحترم الإرادة الدولية وما شهدناه أمس هو استهانة بالعالم من أجل إسرائيل"

 

كما قال إنّ الإدارة الأميركية لا تحترم القرارات الدولية ولا الاتفاقات الدولية، لافتاً إلى أنّ "العالم صار محكوماً بشريعة الغاب وأهواء الرجل الذي يسكن البيت الأبيض".

وتساءل نصرالله "ما هي قيمة حلفاء أميركا من الدول العربية والإسلامية؟ لا شيء".

 

وأضاف "الأول بالنسبة لأميركا في المنطقة هي إسرائيل ومصالحها..إننا أمام ظلم تاريخي كبير للمقدسات والأمة وأمام استكبار وظلم كبيرين".

 

 

 

أوقفوا التطبيع والاتصال بإسرائيل

 

الأمين العام لحزب الله أكد أنّ "كل ما عنوانه احتجاج ورفض وإدانة لهذا العدوان الأميركي مطلوب وكذلك إعلان التضامن مع فلسطين والقدس".

وأضاف "يجب أن تسمع الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني الشجب والرفض على امتداد العالمين العربي والإسلامي"، مشدداً على أنّ أضعف الإيمان أن يدين الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قرار ترامب خلال أيام وأسابيع.

كما دعا إلى إصدار البيانات من كل الفعاليات العربية والإسلامية لإدانة قرار ترامب بشأن القدس وإقامة الاعتصامات والمظاهرات دعماً للقدس ورفضاً لقرار ترامب بشأنها.

 

وبحسب نصر الله فإنّ الشعب الفلسطيني يقف في خط الدفاع الأول عن القدس والقضية الفلسطينية، وقال إنّ ينبغي على الدول العربية والإسلامية أن تستدعي السفراء الأميركيين وإبلاغهم الاحتجاج الرسمي على قرار ترامب الذي وضع المنطقة أمام وضع خطير غير معلوم النتائج.

 

نصر الله دعا أيضاً إلى وقف كل الاتصالات مع إسرائيل "السرية والعلنية" وإلى قطع العلاقات الدبلوماسية معها ووقف خطوات التطبيع.

واعتبر أنّ أي خطوة من خطوات التطبيع مع إسرائيل هي أكبر خيانة للقدس.

 

وقال نصر الله إنه يجب إعادة تفعيل قوانين مقاطعة إسرائيل على كل المستويات، إضافة إلى "إصدار إعلان فلسطيني بأن ترامب أنهى عملية السلام وقضى عليها".

وأوضح الأمين العام لحزب الله أنه "يجب إبلاغ ترامب برفض العودة للمفاوضات قبل تراجعه عن قرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل".