عضو وساطة يكشف معلومات جديدة عن أحداث صنعاء والساعات الأخيرة مع " علي صالح "

 

قال عضو لجنة الوساطة بأحداث صنعاء التي جرت مطلع الشهر الحالي الشيخ نايف الأعوج، إن أغلب قيادات المؤتمر الشعبي العام لم تكن على علم بمخطط صالح واستهدافه اسقاط صنعاء، وبأن قيادات المؤتمر استاءت كثيراً بعد سماعها لزعيمها وهو يعلن فتح صفحة جديدة مع العدوان، داعيا لاقتتال اليمنيين فيما بينهم، وقطع خطوط إمداد الجبهات.

 

 

وأوضح الأعوج في حوار له مع صحيفة “صدى المسيرة” التابعة للحوثيين أن مخطّط اسقاط صنعاء كان مخطّطاً تابعاً لدائرة عفاش ودائرة طارق داخل الحزب فقط.

 

 

وأشار الأعرج الى إمتلاك أجهزة الأمن معلومات أكدت أن هناك تنسيقاً بين صالح ودول التحالف لاستغلال مناسبة 24 أغسطس واحتقان الناس بسبب التحريض لتفجير الأوضاع في صنعاء.

 

 

وقال الأعرج: “حصلت الأجهزة الأمنية على معلومات تؤكد أن هناك تنسيقاً مع العدوان لاستغلال مناسبة 24 أغسطس واحتقان الناس بسبب التحريض لتفجير الأوضاع في صنعاء، وحينها اجتمعنا بالمشايخ وطلبنا لقاء المؤتمريين وأيضاً طارق وكلمناهم بكل شيء، لكنهم أنكروا تماماً.. وحصلت بعدها الاشتباكات في جولة المصباحي، وبعدين تم تكليف لجنة تحقيقات وقد واتضح كل شيء”.

 

 

في إجابته عن سؤال الصحيفة عن كيف تلقى المشايخ لجنة الوساطة والقيادات المؤتمرية علي صالح والذي أعلن فيه فتح صفحة جديدة مع التحالف ودعا الى انتفاضة في وجه الحوثيين، قال الأعرج: “دعوة صالح تلك تلقاها الجميع بألم كبير، وأول صدمة كانت عند المؤتمر أكثر من الناس كلهم وكذلك مشايخ القُبل، الذين شعروا بأنهم خدعوا بهذا الرجل وأنه سكب فوق تاريخه كيف ما كان “مدادا أسود”، ومد يده للعملاء وصفحة جديدة، ودعوته لإثارة الفتنة والاقتتال بين اليمنيين، وقطع خطوط الإمداد للجبهات، ووقف إطلاق النار مع العدو الخارجي”.

 

 

وكشف الأعرج أنه وبعد اعلان صالح مد يده لدول التحالف “دعينا قبائلنا قبائل طوق صنعاء وقلنا لا يمكن السكوت على هذا الموضوع، وضروري حسم عسكري، واحنا جانب الوساطات سنستمر، والتقيت بالغادر والعوجري ، وتواصلنا بـ علي صالح وجاوبنا عارف الزوكا قلنا له يعقل صاحبه، لكن تفاجأنا برده قائلا:قولوا للصماد يسلم نفسه خلال ثلاث ساعات.”، مضيفا بأنه تفاجأ بالرد ككل المشائخ الذين كانوا حريصين على عدم جر الطرفين الى مرحلة اللاعودة.

 

وقال الأعرج: “الذي عجبني أن الصماد كان يتعامل وكأنهم أولاده، وأنا جالس أنا والغادر، قلت له : ” ايشوا ” هذا الآدمي الناس بيمهلوه ثلاث ساعات، وهو حريص عليهم شغلنا احرصوا اتوسطوا، ولا تقطعوا التواصل، عساهم يعقلوا، ويرجعوا إلى جادة الصواب “.

 

 

ولفت الأعرج الى أن خطاب زعيم الحوثيين حينها والذي دعا فيه صالح الى تغليب مصلحة الوطن وحقن الدماء، تم فهمه فهما خاطئا، وظن صالح بأنه منتصرا وبأن الطرف الآخر خاسرا للمعركة.

 

 

وقال الأعرج: “هم فهموا أن الخطابَ يدل على أن وضع أنصار الله العسكري ضعيف ووضع الأجهزة الأمنية، ورأينا كيف كانت قنوات العدوان تغطي مؤامرة الخيانة للوطن الذي كان يقودها علي صالح وبعض القيادات المحيطة به وبطارق وبتواصل مباشر مع العدوان، مضيفاً: نحن كوساطة بذلنا جهوداً كبيرة وعرضنا على صالح أن يصدر بياناً يعتذر فيه للشعب عن الخيانة التي قام بها والفتنة، لكنه رفض كل أنواع الوساطات والعروض وأصر على تنفيذ مؤامرته وخيانته لبلده ووطنه، وإثارة للفتنة والاقتتال الداخلي”.

 

 

وأوضح الأعرج أنه وحتى اللحظات الأخيرة لم تكف لجنة الوساطة عن التواصل بالطرفين، ومحاولاتها إيجاد حلول.

 

 

وقال الأعرج: “بقينا على تواصل، واشتدت الأمور، حاولنا نهدئ لكنها خرجت من أيدينا، واتضح أن هناك مؤامرة خيانة كبيرة جداً وهي التي لم تنفذ في 24 أغسطس، ونفذها علي صالح في ذلك اليوم”.

 

 

ونفى الأعرج وجودَ اقتحامات لبيوت قيادات مؤتمرية في صنعاء، متحديا إثبات وجود بيوت تم إقتحامها من قبل أجهزة الأمن غير تلك البيوت التي كان أصحابها مشاركين في المخطط الذي استهدف صنعاء.

 

 

وقال الأعرج: “أنا أتحداهم أنهم يقولوا :إن الجيش واللجان الشعبية دخلت بيت فلان وهو لم يشارك بقتل الناس، وخطط ونفذ وشارك في الفتنة “.

 

 

يذكر أن العاصمة صنعاء شهدت مطلع الشهر الجاري أحداث عنف بين قوات أمنية تابعة لسلطات صنعاء وقوات حرس الرئيس السابق صالح وانتهت بمقتل الأخير في 4 ديسمبر 2017.