عشية وصول هادي إلى السعودية تدهور أمني وسط العاصمة صنعاء

تشهد العاصمة صنعاء وبعض محافظات اليمن اضطرابات وتدهور في الأوضاع الامنية جراء الانفلات الامني الناتج عن فشل حكومة الوفاق ، والذي يزداد يوما ، وتتواصل أعمال التقطعات القبلية والنهب والسلب والاعتداء على خطوط النفط والكهرباء والإختطافات والإشتباكات المسلحة.
أكد ذلك الاحداث التي شهدتها بعض محافظات الجمهورية والعاصمة صنعاء خلال اليومين الماضيين، حيث تنذر هذه الاحداث بمزيد من التدهور الامني في ظل عدم قدرة وزارة الداخلية والدفاع على فرض الأمن والإستقرار .
فالعاصمة صنعاء تعيش منذ ايام توترات امنية جراء الاشتباكات التي شهدتها بين مسلحين قبليين إثر خلافات على أراضي في سعوان وأخرى في حي النهضة واسفرت عن مقتل عدة أشخاص من الأطراق المتناحرة ، وخيم حالة من التوتر المدينة السكنية سعوان جراء انتشار كثيف لمسلحين يتبعون جماعات سلفية بهدف تأمين اجتماع لمشائخ سلفيين وقادة مليشيات مسلحة في جامع السنة بالمدينة  الأسبوع المنصرم.
واستشهد شابان من شباب الثورة في ساحة التغيير بصنعاء وجرح اربعة أخرون في التاسع عشر من يوليو- 2013-م ، إثر قيام تعرضهما لإطلاق الرصاص الحي من قبل مجهولين يستقلان دراجة نارية ويعتقد أنهما ينتميان لجماعات متشددة كانت قد هاجمت جامع التيسير واطلقوا الرصاص على المصلين ما أدى إلى جرح ثمانية منهم.
كما تعرض دبلوماسي ايراني للاختطاف من قلب العاصمة صنعاء بتاريخ فيما لا يزال مصير الصحيفة الهولندية وزوجها مجهول حتى الان بعد مرور اسابيع على اختطافها .
وأعلنت الاجهزة الامنية قبل المنتصف من شهر رمضان عن عثورها على عبوة ناسفة وضعت في سوق شعبي بشارع هائل بقلب العاصمة، كما كما غتال مسلحون مجهولون مقتل الممثل الكوميدي الشاب سام المعلمي، حيث تنتشر مجاميع مسلحة في مناطق متعددة من البلاد ويستقلون سيارات لا تحمل لوحات معدنية.
ووقع انفجارين ناتجين عن عبوتين ناسفتين زُرعتا في سيارتين لضابطين أمنيين الأول في شارع الرباط أدى إلى إصابة ضابط المحضار بجروح طفيفة فيما نجا نجله ، والانفجار الثاني في حي القادسية ولم يسفر عن خسائر بشرية.
كما قتل جنديان وأصيب خمسة آخر ين يوم أمس بعد قمع جنود الحماية الرئاسية بقمع محتجين عسكريين في الجيش احتجوا امام الرئاسة  للمطالبة بصرف إكرامية رمضان ، وأغلقت قوات من الحرس الرئاسي، تساندها قوات من الأمن الخاص والشرطة العسكرية محيط دار الرئاسة وميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، وانتشرت عشرات الأطقم والمدرعات في مداخل الشوارع المؤدية إلى ميدان السبعين ودار الرئاسة، منذ مساء أمس.
وقالت مصادر صحافية صباح اليوم إن حالة من الغضب تسود في أوساط جنود من قوات الاحتياط في معسكر السواد، على إثر قمع زملاؤهم المحتجين الذين عبروا عن احتجاجهم سلميا وعزل من السلاح.
وأشارت المصادر أن هناك أطراف مهدت لقمع المحتجين، بتسريب معلومات بأن المحتجين يريدون اقتحام دار الرئاسة، ويحملون السلاح.
وعلى الصعيد الأمني تقيم القبائل المحيطة بالعاصمة منذ ايام قطاعات قبلية لابتزاز القاطرات والشاحنات وقطع الطرقات الامر الذي ادى الى افزاع المسافرين على طريق صنعاء - الحديدة وطريق صنعاء - مارب وصنعاء - عمران .
ويستمر احتجاز عسكريين من اللواء 14 مدرع و 13 مدرع لما يقارب من 350 شاحنة للغاز والمشتقات النفطية جوار مقر المنطقة العسكرية الثالثة في مدينة مأرب للمطالب بصرف اكرامية العيد .
وذكرت مصادر محلية في مأرب أن جنود اللواءين العسكريين يحتجزون قاطرات النفط والغاز منذ امس ورفضوا وساطات للافراج عن الشاحنات.
كما فجر مسلحون قبليون أنبوب تصدير النفط في كيلو 30 منطقة العريقين بالدماشقة في محافظة مأرب مساء اليوم .
وقالت مصادر محلية ان مسلحين من ال عيشان كانوا قد قاموا امس بالحفر على انبوب النفط وان السلطات علمت بالعملية لكنها لم تحرك ساكنا, قبل ان يقدموا مساء اليوم على تفجير الانبوب .
واشارت المصادر الى ان تفجير انبوب النفط ادى الى اشتعال النيران و توقف الضخ عبر الانبوب الذي يربط حقول صافر مع ميناء راس عيسى على البحر الاحمر غرب اليمن.
وكان شخصان قتلا أثناء تقطع مجموعات مسلحة لمحتفين بذكرى استشهاد الإمام علي في مديرية الرضمة في  الــ"23" من رمضان.
من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، أنها ستغلق سفارة بلادها في اليمن يومي الأحد والاثنين القادمين "بسبب ما وصفتها بالمخاوف الأمنية المتزايدة.
جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم الخارجية البريطانية قال فيه أن سفارة بلاده ستغلق في 4 و5 أغسطس الجاري"، مضيفاً " لقد سحبنا عدداً من طاقمنا في صنعاء، بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة". وتابع "حدّثنا إرشادات السفر إلى اليمن في 2 أغسطس الجاري لتتماشى مع توصياتنا"، وأشار إلى أن بريطانيا تبقي "إرشادات السفر وأمن طاقمها وبعثاتها قيد المراجعة الدائمة"، لافتاً إلى أن "إرشادات السفر توصي بحذر كبير خلال شهر رمضان، الذي يمكن أن تزداد خلاله الاضطرابات.
كذلك أعلنت كل من السفارة الأمريكية والألمانية والفرنسية التوقف عن العمل يومي 4 و5 من الشهر الحالي.
ويأتي هذا الإعلان في وقت لا زال فيه الرئيس هادي خارج البلد وتحديدا في السعودية والتي قدم إليها اليوم بعد زيارة استغرقت ايام في قطر وأمريكا.