السعودية تعيد تجميع حلفائها في اليمن لمواجهة الحوثيين "تقرير"

بثت قناة آزال التابعة لأبرز حلفاء السعودية في اليمن الشيخ عبدالعزيز الشايف يوم أمس تسجيلا مصورا لإفطار رمضاني في منزل الشايف جمع حلفاء السعودية في اليمن.
وظهر في الفيديو اللواء الاحمر والشيخ صادق الأحمر وبعض إخوانه والشيخ صغير عزيز ، ومشائخ وجنرالات شاركوا في الحرب على صعدة..
يأتي هذا الإجتماع تزامنا مع زيارة هادي للرياض قادما من أمريكا ، وبعد أيام من عودة عثمان مجلي أحد أبرز مشائخ السعودية إلى صنعاء قادما من الرياض بعد غياب استمر سنوات من مغادرته صعدة  تحت تأثير الحرب مع الحوثيين.
محللون يرون في هذا الإجتماع خطوة  سعودية لإعادة حلفاءها إلى الواجهة ، بسبب التزايد الملحوظ لأنشطة الحوثيين وخصوصا في العاصمة صنعاء وفشل كل الحلفاء التقليديين في مواجهتهم خصوصا وانهم كانوا يقدمون أنفسهم كأطراف فاعلة وقوية وبإمكانهم التحكم في كل المسارات وحتى لا يكون هادي رجل المرحلة للسعودية.
فليس بمحض الصدفة أن يجتمع مشائخ الحرب بعد يوم واحد من المسيرة الضخمة التي نظمتها جماعة أنصار الله  يوم "القدس العالمي" وسط العاصمة صنعاء ،  وليس بمحض الصدفة أن يأتي بعد أيام من الحديث عن اجتماع سلفي لتدارس الحرب في دماج ، وليس بمحض الصدفة أن يلتقي فرقاء اليمن حلفاء السعودية وأن يصافح "بن عزيز صادق الأحمر" والشايف على محسن الاحمر بعد أيام  من عودة عثمان مجلي من السعودية إلى اليمن ، وهو ما يعني أن مشائخ الحرب يعدون لخوض حرب قادمة مع جماعة الحوثيين الخصم الأقوى لهؤلاء جميعا ، وذلك لإثبات الولاء لأسرة "آل سعود" وللحصول على مبررات بقاء الدعم المالي السعودي الذي تراجع مع تنامي المد القطري التركي ،  وأصبح من الضرورة عودته بعد انحسارهما متأثرا بالتغييرات التي حصلت في قطر ومصر.
مصادر تحدثت في وقت سابق بأن هيئة رسمية كلفت  بإعادة رسم تحالفات المملكة مع ذوي التأثير من حلفائها في اليمن وعمل مراجعة لكافة علاقاتها السابقة  بعد الفشل الذريع الذي منيت به السعودي في تحرير القنصل السعودي علي الخالدي عبر المشائخ الذين تدفع لهم في اليمن نكسة كبيرة ، وهو ما مثل تراجعا للنفوذ السعودي الذي ظل مسيطرا على اليمن أمدا طويلا والذي زاد وجود الحوثيين كحركة وطنية تناهض السعودية بعدا أمنيا بالغ الخطورة.
كما يعتبر هذا اللقاء الذي ضم مشائخ السعودية هو الأول من نوعه بعد قطيعة استمرت لأكثر من عامين وأدت إلى اشتباكات مسلحة دارت رحاها في الحصبة وصوفان وشوارع عديدة في صنعاء وأدت الى مقتل العشرات وجرح عدد كبير من مسلحي الطرفين.
وليس ببعيد أن يكون لجولة هادي المكوكية حساباتها في هذا الإجتماع ، وما الأحداث الأمنية التي شهدتها العاصمة صنعاء واستهدف النفط والكهرباء ، وما تحركات وزير الدفاع الأخيرة لألوية ومعسكرات الجيش اليمني إلا دليل على أن تنافسا قد يتطور إلى صراع بين هذه القوى المشائخية وبين هادي ومن معه من حلفائه العسكريين ، محور التنافس هو الإلتزام بتنفيذ الأجندات السعودية بما لا تتعارض مع التغيرات الحاصلة في المنطقة وسقوط مشروع الإخوان في مصر وقطر.
وتزامنا مع جولة هادي المكوكية بجعبةٍ يحمل فيها تطمينات ومراوغات ، الهدف من ورائها هو التوصل لدعم وحشد دوليين لصالحه ولصالح التمديد ، يقوم وزير دفاعه بزيارات ميدانية للألوية والمعسكرات في أكثر من منطقة عسكرية ، كل ذلك ليضمن الدعم والحشد من الخارج ، ويعمل على تجيير المؤسسة العسكرية لصالحه في الداخل.
إذاً السعودية ترغب في حليف قوي يعمل على مجابهة التغيير أولا ومواجهة الحوثيين ثانيا ، أو يساهم في صنع تغيير يستوعب مصالحها وأجنداتها ويقصي الحوثيين من أي تأثير في صنعه ، ولا تمانع في أن يكون الحليف القديم في وصفة مشائخ وقبائل اليمن أو حليف جديد بالإمكان ان يكون هو عبدربه منصور هادي..
يقول أحد الصحفيين اليمنيين: اليوم يحاول علي محسن لملمة جبهة المشائخ من بيت الأحمر والشائف وغيرهم من المشائخ المؤثرين من بوابة أن مصالحهم في خطر فيما لو نجح التغيير الشامل والكامل ، ولهذا كان لابد من أن يجتمعوا لإيقاف عجلة التغيير هنا فمصالحهم خط أحمر وإذا إستدعى الامر إستخدام رجال الدين ضد مؤتمر الحوار أو أي تجمع يحاول الوصول الى تحقيق أهداف الثورة .
بإمكاننا القول أن التنافس على تحقيق أهداف الثورة يغيب عن جميعهم فهادي يبحث عن التمديد وبأي ثمن ، وهؤلاء يبحثون عن استمرار المال السعودي ، وكل ما في الامر أنهم عبارة عن اوراق وخيارات خارجية  يسعى الخارج من خلالهم المحافظة على مصالحه ليضمن حليفا أقوى من السابق  ، ليبقى مؤتمر الحوار مجرد تفاوض شكلي يوفر فرصة زمنية للسعودية وأمريكا خلفها بإعادة ترتيب الأوراق على طاولة موفمبيك.