لهذا السبب يزحف الأتراك نحو البحر الأحمر!!

يتساءل العديدون عن سبب زيارة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" للسودان، لا سيما بعد أن منح الرئيس السوداني تركيا حق إعادة إحياء جزيرة سواكن على البحر الأحمر وتهيئتها سياحيا، وفيما يلي يوضّح بعض المتابعين لما يحصل سبب التوجه التركي الأخير نحو البحر الأحمر.

 

حيث يؤكد المستشار الأول لرئيس الوزراء التركي الدكتور عمر قورقماز، أن تركيا ستتواجد خدميا وامنيا وعسكريا واقتصاديا في البحر الأحمر وإفريقيا، لا سيما أن رئيس الأركان التركي كان حاضرا في السودان؛ لإعادة تأهيل الجيش السوداني وتسليحه، وعقد اتفاقات الصناعات الدفاعية المشتركة لحماية أراضي السودان من التمزيق بعد أن قسموها شمالا وجنوبا، ولا يمنع مستقبلا أن يتم الترتيب لبناء قاعدة عسكرية مشتركة.

 

وتابع قورقماز، لوكالات أنباء عربية أن هناك شركة سودانية تركية قطرية تصنع الملابس العسكرية للجيش السوداني، إلى جانب إسهاماتها في مجالات الصناعات الدفاعية، وتركيا تفتح أمام الشعب السوداني الكثير من الأبواب من خلال العلاقات الأخوية، مشيرا إلى أن وجود تركيا لا يزعج أحدا وليس ضد أحد، فالصومال ظلت 26 سنة بلا دولة، ولم يأخذ بيدهم أحد لاعربي ولا أوروبي، كما أن تركيا عرضت على السعودية بناء قاعدة عسكرية مشتركة على أراضيها، لكنها رفضت بشدة.

 

ويرى أمين عام حزب الأمة الإماراتي د.حسن الدقي، أن تركيا ذهبت إلى منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر بحثا عن حلفاء للدفاع عن أمنها القومي، بعد أن استهدفتها منظومة الانقلابات العسكرية التي تديرها الإمارات وأمريكا، ما أدى إلى دخول تركيا في مواجهة صناع الثورات المضادة بما تمتلكه من قوة ناعمة وخشنة لإعادة صناعة التحالفات في المنطقة.

 

في حين أكد عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى المصري د.محمد جابر، أن الوجود التركي في البحر الأحمر له جذور تاريخية، حيث كانت الدولة العثمانية تشرف على البحر الأحمر لفترة طويلة من الزمان، وتركيا الآن تعود لما كانت عليه لفترات طويله من الزمن.

 

وتابع أن من الأسباب الهامة لذلك هو الوجود القوي للكيان الصهيوني في تلك المنطقة؛ ما يدفع تركيا للحضور بقوة من أجل إحداث قدر كبير من التوازن في المنطقة، كما أن وجود قواعد عسكرية تركية في بعض تلك المناطق يساعد في تأمين طرق التجارة العالمية، ويحد من عمليات القرصنة البحرية أيضا.

 

ويعد وجود قواعد وموانئ تشرف عليها تركيا في تلك المنطقة أمرا إيجابيا، وفق جابر، في ظل امتلاء هذه المياه الإقليمية بالكثير من القواعد وحاملات الطائرات لبعض الدول، كما أن التواجد التركي يأتي كنتيجة طبيعية لتراجع الدور القوي لبعض الدول الإقليمية مثل مصر وغياب دورها التاريخي والحضاري، وتفريطها في أجزاء من أراضيها، واشتراكها في مؤامرات على بعض دول الجوار.

 

من جهته يرى المحلل السياسي التركي، مصطفى أوزجان، أن حرص تركيا على التواجد التجاري والسياسي في تلك المنطقة قديم منذ أيام الرئيس تورجوت أوزال، بعد أن كانت تركيا أعطت ظهرها لإفريقيا، بينما الجديد أن الوجود العسكري بدأ مع التواجد التركي في الصومال، حيث وجدت هناك غيابا تاما للدولة الصومالية ولأكثر من عقدين، وهي مفككة ومُعرضة للقرصنة، وتهيمن عليها الدول الغربية من أجل مصالحها، بينما أهملت الشعب الصومالي.