لأول مره بن دغر يهاجم «التحالف»: أنقذوا الريال... وإلا!

 



 

في تصريح هو الأول من نوعه، هاجم رئيس حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر، قيادة «التحالف»، مطالباً إياها بإنقاذ الريال اليمني تحت طائلة «تغير الموقف الدولي من الأزمة في اليمن». يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على السعودية بهدف إبقاء ميناء الحديدة مفتوحاً، استدراكاً لـ«أسوأ أزمة جوع في العالم»، على حد توصيف برنامج الأغذية العالمي

 

في ثالث عملية من نوعها منذ بدء العام الحالي، أطلقت القوة الصاروخية في الجيش واللجان الشعبية صاروخاً باليستياً قصير المدى على مطار جازان الإقليمي. ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية عن مصدر في القوة الصاروخية تأكيده أن «الصاروخ أصاب هدفه بدقة».

 

 

واعترفت السلطات السعودية بإطلاق الصاروخ، لكنها قالت إنها «تمكنت من اعتراضه وإسقاطه». وكرّر المتحدث باسم قيادة «التحالف»، تركي المالكي، اتهامه إيران بالمسؤولية عن إطلاق الصواريخ التي تستهدف «أمن المملكة والأمن الإقليمي والدولي»، مجدداً دعوته المجتمع الدولي إلى «اتخاذ خطوات أكثر جدية وفاعلية لوقف الانتهاكات الإيرانية السافرة».

 

وسبق للقوة الصاروخية اليمنية أن استهدفت، في الـ11 من الشهر الجاري، معسكر القوات الخاصة السعودية في نجران بصاروخ باليستي من نوع «قاهر M2». وفي الـ5 من الشهر نفسه، استهدف صاروخ باليستي قصير المدى معسكر «قوة الواجب» التابع للجيش السعودي في نجران.

 

على خط مواز، دعت الأمم المتحدة، أمس، «التحالف»، إلى إبقاء ميناء الحديدة مفتوحاً حتى ما بعد يوم الجمعة المقبل الذي حددته السعودية موعداً نهائياً للسماح بإدخال البضائع. وأشارت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة، «يونيسيف»، ميريتكسيل ريلانو، خلال مؤتمر صحافي عقدته في صنعاء، إلى أن «الميناء سيُفتح حتى يوم الـ19 من هذا الشهر، وبعد ذلك لا نعلم ما إذا كان التحالف سيغلقه أم سيتركه مفتوحاً»، مستدركة بأن «الشعور العام هو أنهم سيمددون هذه الفترة حتى يسمحوا بدخول السلع التجارية، خاصة الوقود». ولفتت ريلانو إلى أن «أكثر من 11 مليون طفل يمني يحتاجون مساعدات إنسانية»، متابعة أن «25 ألف مولود يمني يموتون عند الولادة أو قبل بلوغ شهرهم الأول».

 

من جهتها، نبهت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بيتينا ليوشر، إلى أن «اليمن بين براثن أسوأ أزمة جوع في العالم»، مضيفة أن «ما يحدث الآن كابوس». وناشدت ليوشر، في تصريحات من جنيف، «الأطراف على الأرض السماح لنا بمواصلة جلب الغذاء والدواء بانتظام حتى يمكن درء المجاعة». ورداً على سؤال بشأن الحديدة أجابت المتحدثة بأن «من الواضح أنه قد تم استيراد وتشغيل الروافع، فنحن نأمل، ومتفائلون، بأن عملنا سيستمر».

 

بدورها، حذرت فضيلة شعيب، من منظمة الصحة العالمية، من أن حالات الإصابة بمرض الدفتيريا «تنتشر بسرعة»، مع ظهور 678 حالة إصابة و48 حالة وفاة خلال أربعة أشهر، لافتة إلى أن إب والحديدة هما الأكثر تضرراً من بين محافظات اليمن المصابة، وعددها 19. وشددت على أنه «يمكننا وقف انتشار المرض بتوفير المضادات الحيوية والتطعيم».

 

في سياق متصل، أفيد عن قيام السلطات السعودية ببيع حاويات تعود إلى تجار يمنيين في مزاد ميناء جدة، «بسبب انتهاء الوقت المسموح به لبقاء البضائع داخل الميناء». وتحظر السعودية على التجار اليمنيين استخدام سيارات الدفع الرباعي في نقل بضائعهم إلى اليمن، الأمر الذي يحتم عليهم استخدام سيارات صغيرة وخاصة لا تتلاءم وطبيعة عملهم. وانطلاقاً من ذلك، أصدر التجار بياناً قبل أسابيع طالبوا فيه حكومة الرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، و«التحالف»، بالسماح لهم بإدخال بضائعهم إلى اليمن، محذرين من خسائر كبيرة سيتعرضون لها في حال تم بيع بضائعهم في المزاد العلني بميناء جدة.

 

جنوباً، منعت قوات «التحالف» 13 سفينة من الدخول إلى ميناء عدن، بعد توقفها في منطقة الانتظار لأكثر من شهر. ونبه رئيس موانئ خليج عدن، محمد أمزربة، في رسالة إلى وزير النقل في حكومة هادي، إلى أن تلك الخطوة تنذر بـ«توقف بعض الخطوط المنتظمة لنقل البضائع المتجهة إلى ميناء عدن، وذلك بسبب تأخير إصدار التصاريح»، متابعاً أن «توقف الخطوط المنتظمة يعني مزيداً من الضغط الاقتصادي على اليمن، ومزيداً من الخسائر، التي ستنعكس مباشرة على كاهل المواطن اليمني».

 

في خضم ذلك كله، وفي ظل التدهور المتواصل في سعر صرف الريال اليمني، والذي وصل خلال الأيام القليلة الماضية إلى حوالى 500 ريال للدولار الواحد، برز تصريح لافت لرئيس حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر، هاجم فيه مبطناً قيادة «التحالف»، داعياً إياها إلى «إنقاذ الريال اليمني من الانهيار التام»، معتبراً أن «الوديعة وتوفير المشتقات النفطية للكهرباء فقط، إجراءات كافية لإنقاذ الريال اليمني واليمنيين من الانهيار». وحذر بن دغر من أنه «بسبب الانهيار الاقتصادي؛ الأصوات الخافتة التي تطالب اليوم بوقف إطلاق النار، والاعتراف بالأمر الواقع، سوف تعلو غداً، وسيسمعها العالم، وستشكل ضغوطاً قوية على موقف الشرعية وعلى التحالف، وسيتغير الموقف الدولي من الأزمة في اليمن، وعلينا أن نتحمل ما سيحدث بعدها». وفيما سرت أنباء عن أن تصريح بن دغر الأول من نوعه قد يُترجم خلال الساعات المقبلة إلى خطوة عملية من قبيل تقديم استقالته، أفيد عن اتصال هاتفي بين هادي وبين ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ناقش الوضع الاقتصادي، في ما قد يكون محاولة لفرملة تصعيد بن دغر.