الحراك الجنوبي المناهض للاحتلال والعدوان

علينا الاعتراف اليوم بأن هناك حراكاً جنوبياً حراً، يضم العديد من شرفاء وأحرار الجنوب، وهم من المناهضين للاحتلال الإماراتي السعودي للجنوب والعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني على اليمن، هذا الحراك بدأ يتشكل في ظل اتساع الأصوات المطالبة برحيل «المجلس الانتقالي» وحكومة «الشرعية» وقوات الحرس الجمهوري وطارق وعمار عفاش، والتواجد العسكري الإماراتي السعودي ودول «التحالف العربي» من الجنوب.

 

حيت بدأت قوات الحراك الجنوبي المناهض لاحتلال الجنوب والعدوان السعودي على اليمن، تنشط بين صفوف المواطنين وتطالبهم بالتحرك الفوري لإنقاذ مدينة عدن من الكارثة والجحيم المتواجد فيها من مجاعة وفقر وبطالة وحرمان وعقاب جماعي تمارسه قوات الاحتلال ضد أبناء عدن، بشكل خاص، والجنوب بشكل عام، الرافضين لتواجدهم واحتلالهم للجزر اليمنية واستقطاع الأراضي في محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى وميون، حيث بدأت الناس تدرك اليوم أن الامارات جاءت للجنوب ليس لمساعدتهم وإنما لإخضاعهم، وعرقلت أي مساع لتطوير ميناء عدن في ظل التنافس الدولي الكبير للسيطرة على الممرات الاستراتيجية الهامة لحركة الملاحة الدولية.

 

 

فميناء عدن هو إحدى الموانئ البحرية الرئيسية والهامة بمنطقة خليج عدن، والذي يقع بمدينة عدن في اليمن.

 

يعتبر ميناء عدن من أكبر الموانئ الطبيعية في العالم، وخلال الخمسينات من القرن الماضي تم تصنيفه كثاني ميناء في العالم بعد نيويورك، لتزويد السفن بالوقود.

 

تستمد مدينة عدن أهميتها وحيويتها من خلال ميناء عدن، وتعود قصة عدن كمركز تجاري عريق إلى أكثر من 3000 سنة. عرقلت الإمارات قيام أي نشاط تجاري واقتصادي لميناء عدن

 

وفي العام 1800م تطور ميناء عدن وبدأ بتقديم خدمة التزود بالوقود والفحم والمياه للسفن البخارية. إتسعت الخدمات المقدمة من قبل الميناء، وخاصة بعد فتح قناة السويس العام 1869م، ليصبح ميناء عدن العام 1950م واحداً من أكثر الموانئ ازدحاماً لتموين السفن بالوقود، ومركزاً للتسوق والتجارة في العالم. كانت الصنادل تقوم بنقل البضائع بين السفن الراسية في الميناء الداخلي والأرصفة بينما تقوم السفن الشراعية بنقل البضائع من وإلى الموانئ الإقليمية.

 

توقف الزمن بالنسبة لعدن مع إغلاق قناة السويس حتى عام 1975م و تغير المسار التجاري بتغيير المسار الملاحي لحركة البضائع عبر القرن الأفريقي، مما دفع بدول الجوار للقيام ببناء موانئها و تجهيزها بأحدث الوسائل لمواكبة ازدياد الحركة، وذلك بتشييد مراسٍ مباشرة عميقة تلبية للطلب.

 

يقع الميناء في خليج عدن على الساحل الجنوبي لليمن، على خط عرض 47 درجة، و12 دقيقة شمالاً. وخط طول 58 درجة، و44 دقيقة شرقاً. ويبعد بنحو 95 ميلاً بحرياً شرقي باب المندب، البوابة الجنوبية للبحر الأحمر.

 

تمتد حدود الميناء من رأس أبو قيامة بزاوية 166 درجة وبمسافة 1.76 ميلاً إلى خط عرض 12 درجة و44 دقيقة شمالاً، وخط طول 44 درجة و57 دقيقة شرقاً، ومن ذلك المكان وبزاوية 90 درجة إلى خط عرض 12 درجة و42 دقيقة شمالاً وخط طول 45 درجة وصفر دقيقة شرقاً، ومن ذلك المكان وبزاوية 7 درجات ومسافة 3.15 ميلاً إلى الجزيرة المدورة (دنافة).

 

يقع ميناء عدن على الخط الملاحي الدولي الذي يربط الشرق بالغرب، ولا تحتاج السفن لأكثر من 4 أميال بحرية فقط لتغيير اتجاهها للوصول إلى محطة إرشاد الميناء. ويتميز الميناء بأنه محمي طبيعياً من الأمواج، والرياح الموسمية الشمالية الشرقية، والجنوبية الغربية، وذلك لأنه يقع بين مرتفعي جبل شمسان على بعد 553 متراً وجبل المزلقم على بعد 374 متراً، مما يمكنه من العمل دون توقف طوال العام. ويغطي الميناء مساحة مقدرة بـ 8 أميال بحرية من الشرق إلى الغرب و5 أميال بحرية من الشمال إلى الجنوب.

 

تستمد مدينة عدن أهميتها وحيويتها من خلال ميناء عدن، وبالتالي سعت الإمارات والسعودية إلى احتلال مدينة عدن لأنها تدرك أن مدينة عدن تستمد أهميتها وحيويتها من خلال ميناء عدن، ولذلك سعت الإمارات والسعودية إلى عرقلت أي مساعٍ تبذل لإعادة عدن إلى الوضع الطبيعي كما هو مفروض أن يكون؛ عدن كمدينة تستمد أهميتها وحيويتها من خلال ميناء عدن، فعرقلت الإمارات قيام أي نشاط تجاري واقتصادي لميناء عدن. مات ميناء عدن وماتت معه عدن كمدينة تستمد أهميتها وحيويتها من خلال الميناء، وانتشرت البطالة والمجاعة والفقر والفوضى بسب حرمان مدينة عدن وسكانها من نشاط ميناء عدن، وهو أمر بدأ ينكشف يوماً بعد يوماً، وبدأت الناس تدرك أن الاحتلال الإماراتي للجنوب هو وراء موت مدينة عدن وميناء عدن، وبدأت الأصوات تتعالى برحيل الإمارات عن الجنوب الحر، وبدأت قوات الحراك الجنوبي المناهض للاحتلال والعدوان تتسع يوماً بعد يوماً. سترحل الإمارات وتبقى عدن، كمدينة تستمد، مثل ما كانت، أهميتها وحيويتها من خلال ميناء عدن.

 

المصدر : العربي