تقرير .. حيس... ساحة حرب مفتوحة

 

تحولت جبهة حيس إلى ساحة حرب نوعية تتجدد يومياً في مختلف محاور المدينة الساحلية، وقد باتت معقلاً غير مستقر للقوات الجنوبية الموالية للإمارات، ولا تزال تحت خط النار حتى اليوم .

 

أعادت القوات الموالية لحركة «أنصار الله» تموضعها في ثلاثة محاور رئيسية في حيس، وتمكنت من تضييق هامش تحرك القوات الموالية للإمارات في الاتجاهين الشمالي والشرقي للمدينة، بالإضافة إلى استمرار سيطرتها على القرى المتواجدة في الجانب الغربي، وهو ما منحها هامشاً واسعاً لتنفيذ عمليات نوعية ضد القوات الجنوبية الموالية للإمارات خلال الأيام الماضية، تباينت بين استدراج تلك القوات ونصب كمائن محكمة لها، ومهاجمة مواقعها في شمال وشرق المدينة، واستهداف تجمعاتها بصواريخ موجهة وسلاح المدفعية.

 

على مدى الأيام الماضية، نفذت القوات الموالية للإمارات عدداً من العمليات العسكرية المضادة أيضاً في شمال حيس وجنوبها، وتوغلت في عدد من القرى الواقعة في ضواحي المدينة بتغطية كثيفة من قبل طيران «الأباتشي» الإماراتي والطيران الحربي، وحاولت التقدم للسيطرة على قرى الجلادة والعبادية العليا والسفلى والبغيل، وهي التي تتبع مديرية الجراحي، إلا أن العمليات النوعية التي تشنها «أنصار الله» دفعت تلك القوات إلى الانسحاب .

 

يومَي الثلاثاء والاربعاء الماضيين، نفذت القوات الموالية لـ«أنصار الله» أكثر من عملية عسكرية خاطفة، استهدفت المواقع التابعة للقوات الموالية للإمارات في شمال المدينة، وقد تسبب تمترس القوات داخل المدينة بأضرار لحقت منازل المواطنين.

 

مصدر محلي في حيس ، أكد لـ«العربي» أن القوات الجنوبية الموالية للإمارات مسنودة بـ«المقاومة التهامية»، نفذت مساء الاربعاء عملية تمشيط واسعة في الإتجاه الجنوبي للمدينة، بمحاولة منها لتأمين طريق الإمداد الذي يربط حيس بمنطقة يختل، وفيما تم تأمين طريق الإمداد، أكد مصدر عسكري في الحديدة لـ«العربي» أن قوات الساحل الغربي الخاصة «تمكنت من إحباط عملية تسلل نفذتها قوات من جهة يختل إلى أطراف حيس، ودمرت 17 مدرعة من نوع هامر وسبعة أطقم عسكرية ودبابتين».

 

القوات الموالية للإمارات اتهمت «أنصار الله» الخميس باستهداف أحد جوامع المدينة ومنزلين اخريين، بالإضافة إلى تحميلها مسؤولية مقتل مدني نتيجة إصابته بقذيفة صاروخية أطلقتها القوات الموالية لـ«أنصار الله»، بحسب قولها .

 

مساعد الناطق الرسمي للقوات المسلحة العقيد عزيز راشد، اتهم القوات الموالية للإمارات باستخدام سكان مدينة حيس كدروع بشرية، وأكد لـ«العربي» أن تلك القوات «تتمركز داخل الأحياء السكنية وتعرض السكان للخطر»، لافتاً إلى أن تلك القوات «قامت بتجنيد المئات من أبناء حيس بالإغراء أو بشكل جبري خلال الفترة الماضية» .

 

وحول مسار العمليات العسكرية في مدينة حيس، أكد العقيد راشد أن «قوات الجيش تستخدم تكتيك عسكري مناسب لمعركة حيس، باعتبارها معركة مفتوحة ويستخدم فيها العدو الأسلحة المدرعة»، مشيراً إلى أن التعامل مع تلك القوات وقدراتها تم منذ اليوم الأول لمعركة الساحل الغربي، وكان له فاعلية كبيرة على الأرض، وهو وعد بأن «تتحول معركة الساحل الغربي بشكل عام إلى محرقة للغزاة ومحرقة للدبابات والأسلحة الحديثة».

 

نطاق السيطرة

 

تسيطر القوات الموالية للإمارات على مدينة حيس وتفقد السيطرة على ضواحيها الشمالية الشرقية، ولا تزال «أنصار الله» تسيطر على على طريق حيس – شمير، والذي يعد خط الإمداد الرئيسي الرابط بين تعز والحديدة، كما لاتزال مسيطرة على طرق الإمداد الذي يربط العدين ـ بجبل رأس، وبالإضافة إلى الطرق المؤدية إلى مدينة الجراحي كافة.

 

بينما تسيطر القوات الموالية للإمارات على طريق الامداد جنوب حيس، وتحاول التقدم نحو مديرية الجراجي من الإتجاه الشمالي الشرقي لحيس، وتهدف إلى السيطرة على قرى الجلادة والعبادية العليا والسفلى، وقرية البغيل التي تتبع إدارياً الجراحي، وتدور فيها مواجهات عنيفة بصورة يومية.