الإمارات متمسكة بطارق صالح: احتجاز ضباط هادي «آخر الدواء»؟

 

 في ظل الجمود الذي يسيطر على عمليات «التحالف» والقوات الموالية له في الساحل الغربي، تكثّف القيادة الإماراتية جهودها لتذليل العقبات أمام تسلّم طارق صالح قيادة تلك الجبهة. في هذا الإطار، يدور الحديث عن ضغوط مضاعفة تمارسها أبو ظبي على قادة «ألوية العمالقة»، بهدف إرغامهم على قبول صالح قائداً للعمليات

 

بعد رفض الألوية السلفية التابعة للرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، الخطة الإماراتية لتسليم جبهة الساحل الغربي لنجل شقيق الرئيس السابق، طارق محمد عبد الله صالح، تعمل أبو ظبي اليوم على تصعيد ضغوطها على تلك الألوية، بهدف إرغامها على القتال تحت راية طارق.

 

وفقاً لآخر المعلومات، فإن قيادة القوات الإماراتية في جبهة الساحل الغربي عقدت، في الأيام القليلة الماضية، عدة لقاءات لإلزام قادة «ألوية العمالقة» البالغ عددها خمسة، وبقية الألوية التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة في القوات الموالية لهادي، وكذلك «لواء تهامة»، وبعض كتائب «الحزام الأمني» المحسوب على أبو ظبي، لإقناع قادة تلك التشكيلات بوجوب قبول طارق صالح قائداً عاماً للقوات المحلية في الساحل الغربي، غير أن قادة «ألوية العمالقة» رفضوا بشدة الطلب الإماراتي، معللين ذلك بأن طارق يرفض الاعتراف بـ«شرعية» الرئيس هادي.

 

وعلى إثر ذلك، استدعت القيادة الإماراتية، طبقاً للمعلومات، قادة «العمالقة» إلى ميناء عصب في إريتريا، ومن هناك نُقلوا إلى أبو ظبي، حيث من المتوقع أن تُمارس عليهم ضغوط مضاعفة لحملهم على الانصياع لمطلب الإمارات. ضغوط يخشى ضباط في الألوية الخمسة من أن تصل حدّ احتجاز قادة ألويتهم في أبو ظبي، بعد تسريب أنباء عن أن مسؤولي المخابرات الإماراتية طلبوا من قادة «العمالقة» استقدام عائلاتهم إلى الإمارات، في محاولة تحفيزية لهم على على الموافقة على طلبها.

 

وكانت الإمارات قد بدأت، منذ فترة، محاولاتها لإقناع «ألوية العمالقة»، التي تُعدّ من أكثر الألوية حافزية لقتال «أنصار الله»، والتي يؤمن قادتها بوجوب «طاعة ولي الأمر» (الذي هو في نظرهم عبد ربه منصور هادي)، بقبول تسلّم صالح جبهة الساحل الغربي، لكن قادة تلك الألوية لم يرقهم الطرح الإماراتي، وبلغ بهم الأمر حد التهديد بالانسحاب من الجبهة، تزامناً مع المعارك الأخيرة التي دارت في عدن في كانون الثاني/ يناير الماضي.

 

وإلى جانب مساعيها لدى قيادات جبهة الساحل، تمكنت الإمارات، بفعل النتائج التي أسفرت عنها معارك عدن، من ترويض قوى وفصائل جنوبية على قبول طارق صالح، ولولا تلك المعارك لكان من الصعب «توطين» الرجل في عدن، وتسليمه قاعدة بئر أحمد المحمية من قبل القوات الإماراتية، كمعسكر تدريب وانطلاق للقوى الشمالية الملتحقة به. والجدير ذكره، هنا، أن طارق، المتهم بارتكاب فظاعات بحق اليمنيين الجنوبيين، يعمل على تجنيد مقاتلين من المحافظات الجنوبية، ولا سيما من أبين مسقط رأس هادي، في وقت تُدرَّب فيه قوات جديدة (من الجنوب والشمال) بشكل مكثف في جزيرة عصب الإريترية.

 

وجاءت مضاعفة الإمارات جهودها لتشكيل فصيل قتالي جديد بقيادة طارق صالح، بعدما شهد مطلع العام الحالي زيادة في وتيرة هجمات قوات «التحالف» والقوى المحلية المدعومة منه على الجبهات كافة. هجمات تكررت خلالها الأساليب والتكتيكات عينها التي جرت العادة على استخدامها منذ بداية العدوان. وكالمرات السابقة، أظهر «التحالف» إصراراً على تحقيق إنجازات عسكرية ولو شكلية، إلا أنه، باستثناء خروقات بسيطة على جبهة الساحل الغربي قابلتها اختراقات للجيش واللجان الشعبية على جبهة نهم شرقي صنعاء، بقيت المراوحة والدوران في دائرة مغلقة هي النتيجة الفعلية لهجمات السعودية والإمارات. كذلك، يأتي العمل على تأهيل طارق صالح ومقاتليه ضمن موجبات السياسات الإماراتية، القائمة على هيكلة القوى المحلية اليمنية بما ينسجم مع مصالح أبو ظبي، وتنويع الأذرع العسكرية وتوزيعها مناطقياً وفئوياً، على نحو يسهّل السيطرة عليها والتحكم بها، وخصوصاً بعدما تمكن الإماراتيون من تشكيل ميليشيات موالية لهم في المحافظات الجنوبية، تشمل «الحزام الأمني»، و«النخبة الحضرمية»، و«النخبة الشبوانية»، وألوية تابعة لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» بقيادة عيدروس الزبيدي.

 

الأخبار اللبنانية