أبو علي الحاكم يكشف عن مصير الجنود الذين انضموا إليه !

 

كشف رئيس الاستخبارات العسكرية عن المبالغ المالية التي دفعها العميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح لكل فرد من أفراد الحرس الجمهوري الذين انضموا إليه خلال الفترة الماضية.

 

وقال اللواء عبدالله الحاكم في تغريدة له على موقع تويتر، إن طارق صالح دفع مبلغ 100 ألف ريال لكل فرد أعلن انضمامه إليه، وأنهم لم يكونوا يعلمون أن هذا المبلغ هو ثمن “اغتصابهم” في سجن بئر أحمد في عدن، مؤكداً أن سجن بئر أحمد بات ممتلئاً بـ”الطوارق الهاربين من جبهات الغدر والخيانة”.

 

وخاطب الحاكم جنود وضباط الحرس الجمهوري المنضمين للتحالف بأنهم أهانوا أنفسهم وأنه كان عليهم أن يبقوا شرفاء في صف الوطن ووجه لهم نصيحة بأن يقاتلوا المحتلين ومرتزقتهم.

 

وخلال فترة ثلاثة أشهر ظل العميد طارق صالح يجمع أفراد وضباط قوات الحرس الجمهوري، وكلف ضباطاً بالتواصل الشخصي مع الجنود والضباط من قادة الألوية وقادة الكتائب والسرايا ومحاولة إقناعهم بالانضمام إلى التحالف والقتال في صفوف طارق صالح ضد قوات حكومة الإنقاذ، بدعم وتمويل وتسليح وتحت قيادة القوات الإماراتية في الساحل الغربي.

 

وعلى الرغم من التحشيد والدعم المالي المقدم من الإمارات لطارق صالح لإغراء قوات الحرس الجمهوري إلا أن الرجل لم يتمكن سوى من جمع قرابة الـ1500 جندي وضابط فقط، وهم إجمالي من تبقى من القوات التي كانت قد انضمت إليه وانتقلت إلى الساحل الغربي ثم انسحبت وغادرت المعسكر قبل بدء معركة الساحل الغربي الأخيرة، وبعد أن وجد المنضمون أنه تم خداعهم والضحك عليهم كي يقبلوا بالانضمام للقتال ضد الحوثيين، حيث تم إقناعهم بأنهم سيقاتلون دفاعاً عن الجمهورية ضد قوات حكومة الإنقاذ ولن يكونوا ضمن قوات هادي أو يعترفون بها كما لن يكونوا تحت قيادة القوات الإماراتية، وحين وصلوا وجدوا المدرعات الإماراتية التي تم توزيعها على قوات معسكر طارق وعليها العلم الجنوبي، بالإضافة إلى أن “طارق صالح كان بمثابة الضابط الذي يعمل تحت إمرة الإماراتيين”، حسب وصف أحد الضباط العائدين.

 

وكان مصدر عسكري في الحرس الجمهوري قد كشف في وقت سابق لـ”المساء برس” عن انسحاب 500 جندي وضابط من الحرس انضموا مع طارق صالح، وعادوا إلى محافظة ذمار بعد أن وجدوا أنه لا صحة لما تم إغرائهم به وهو “القتال ضد الحوثيين حفاظاً للوحدة والجمهورية وعدم الاعتراف بهادي والتحالف”.

 

وقد أدى إخفاق طارق صالح في حشد قوات الحرس الجمهوري إلى صفوف التحالف، إلى الاستعانة بقوات من المحافظات الجنوبية من الموالين للإمارات، كما دعت الإمارات عبر المجلس الانتقالي الجنوبي وفتحت باب التجنيد للجنوبيين للانضمام إلى قوات طارق صالح والمشاركة في عمليات الساحل الغربي.

 

وفي أول عملية خاضتها قوات طارق صالح في الساحل الغربي ضد قوات الإنقاذ، تعرضت القوة لخسائر كبيرة جداً أدت إلى وقف الإمارات دعمها لطارق وقواته ووقف العمليات العسكرية في الساحل الغربي بعد أن خسرت 28 مدرعة وآلية عسكرية في أقل من 12 ساعة فقط من الهجوم الذي شنته قوات طارق على المواقع العسكرية التابعة لقوات الإنقاذ في المخا ومعسكر خالد بالساحل الغربي.

 

وكانت خسارة قوات طارق قد تصاعدت بشكل كبير ومتسارع بعد أن قام عشرات من الجنود ببيع أسلحتهم والهروب من الجبهة باتجاه مناطق سيطرة قوات الإنقاذ، وبعد أن تم تعويض قوات طارق بمقاتلين جنوبيين لتغطية العجز في الأفراد، هرب أكثر من 800 جندي وضابط من الجبهة بعد أن قاموا ببيع أسلحتهم، غير أن هروبهم من الجبهة باتجاه الجنوب أوقعهم في قبضة قوات طارق التي كانت قد نصبت نقاط تفتيش بين المخا وعدن لإيقاف الهاربين من الجبهة واحتجازهم.

 

وكشفت صحيفة “عدن الغد” الموالية للتحالف عن مصادر عسكرية أن الجنود الـ800 الذين هربوا بعد أن باعوا أسلحتهم وقع المئات منهم في أيدي قوات طارق التي قامت بتسليمهم للتحالف بالمخا، والذي بدوره قام بنقلهم عبر باصات وسط ترافقها قوات عسكرية من مسلحي طارق وأطقم عسكرية لقوات سودانية وتم احتجازهم في سجن بئر أحمد بمحافظة عدن.

 

الجدير بالذكر أن إعلام فصيل المؤتمر الموالي للإمارات تناول قضية هروب 800 جندي من المعركة بعد بيعهم لأسلحتهم، بعد أن كشفت صحيفة عدن الغد القضية وانتشرت المعلومات على مستوى واسع في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الموالية للتحالف والمناهضة له، غير أن إعلام المؤتمر الموالي لطارق بما فيها قناة اليمن اليوم المستنسخة والتي تبث حالياً من القاهرة بتمويل إماراتي زعمت أن قوات طارق صالح أرسلت 800 جندي من المنضمين الجدد إلى عدن بغرض تدريبهم، غير أن رواية إعلام طارق لم تكن مقنعة حتى لمؤيديه الذين تساءلوا عن أي تدريب للمجندين الجدد في سجون بئر أحمد، فيما علق ناشطون على تبريرات إعلام طارق بالتساؤل: “هل يستدعي نقل مجندين جدد بغرض تدريبهم، هل يستدعي نقلهم إلى عدن وجود عشرات الأطقم العسكرية من القوات السودانية تحرسهم؟”.