تفاصــــــيل خاصــــــة عن أجنـــــدة مؤتمـــــر أصــــدقاء اليمـــــن المنعقـــــد في الرياض اليــــوم تنويه: تقديم اجتماع أصدقاء اليمن 4 مليار دولار كمساعدات لبلادنا فاجأ ليس فقط الكثير من وسائل الاعلام التي ظلت حتى قبيل انعقاد الاجتماع اليوم الأربعاء

تنويه: تقديم اجتماع أصدقاء اليمن 4 مليار دولار كمساعدات لبلادنا فاجأ ليس فقط الكثير من وسائل الاعلام التي ظلت حتى قبيل انعقاد الاجتماع اليوم الأربعاء تتوقع خروجه بدون مساعدات، بل فاجأ حتى مسئولين يمنيين مشاركين في وفد حكومة باسندوة ايضا. فقد تناقلت مواقع اخبارية تصريحات لمسئول حكومي يمني لم تسمه قبيل انعقاد الاجتماع توقع أن الأخير لن يقر "أي تعهدات مالية لليمن من جانب الدول المشاركة مشيرا إلى أن الاجتماع سياسي أكثر منه اقتصادي". لكن التقرير الخاص الذي نشرته قبل انعقاد الاجتماع أمس في صحيفة "الأولى" كان قد كشف النقاب عن محاور أجندة الاجتماع متضمنة المحور الاقتصادي. وقال التقرير إن أجندة الاجتماع تتضمن ثلاثة محاور رئيسية يتكون كل منها من عدة ملفات كالتالي: المحور السياسي، المحور الانساني والمحور الاقتصادي، مدمجا الملفات الأمنية في اطار المحور السياسي. وأكد الاجتماع في معظم مجرياته والبيان الختامي الذي خرج به المعلومات التفصيلية الواردة في تقريري هذا. فقد تحدث بيان أصدقاء اليمن عن ثلاثة محاور رئيسية ناقشها الاجتماع أوردها على النحو التالي: المحور السياسي، المحور الاقتصادي والمحور الأمني، مدمجا القضية الانسانية في اليمن ضمن المحاور الثلاثة. كان من المهم إيراد هذا التنويه قبل الدخول في نص التقرير الذي يتضمن خلفية تحليلية وتفاصيل أخرى لن تجدوها في البيان الختامي لإجتماع الرياض:
------------------------
ينعقد مؤتمر أصدقاء اليمن في العاصمة السعودية الرياض اليوم الأربعاء بحضور ممثلين عن الدول العشر ودول المجلس الخليجي والمبعوث الأممي جمال بن عمر ووفد من الحكومة اليمنية برئاسة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة. وقالت مصادر خاصة وموثوقة إن المؤتمر سيستمر في الانعقاد مابين ساعتين إلى ثلاث يتم خلالها بحث جملة من القضايا المتعلقة بملفات الانتقال السلمي للسلطة والتحديات المتصاعدة في اليمن.
وكشفت المصادر النقاب عن تفاصيل أجندة المؤتمر الذي سيناقش ثلاثة محاور رئيسية ويخرج بخطة لمعالجة المشاكل والتحديات التي تواجهها اليمن. هذا التقرير الخاص يقدم أول معلومات تفصيلية دقيقة حول محاور أجندة مؤتمر أصدقاء اليمن الذي ستشهدون انعقاده في الرياض والقرارات المتوقع خروجه بها يومنا هذا الأربعاء.
ثلاثة محاور رئيسية من المقرر أن يناقشها المؤتمر اليوم: المحور السياسي، المحور الانساني والمحور الاقتصادي، بحسب مصادر خاصة وموثوقة طلبت عدم الكشف عن هويتها. وكشفت المصادر النقاب عن الملفات التي من المقرر مناقشتها في اطار المحاور الثلاثة اليوم، وقدمت معلومات تفصيلية حول ملفات كل محور على حدة.
المحــــــور السياســــــي:
----------------------------
المحور السياسي، وهو المحور الرئيسي في المؤتمر سيناقش جملة من الملفات أبرزها أربعة: ملف القاعدة والحرب على الارهاب، الحوار الوطني، الاصلاحات السياسية والقضية الجنوبية.
وفي اطار هذا المحور، سيبحث المؤتمر قضية الحوثيين أيضا لكنه سيبحثها كقضية ثانوية بخلاف القضية الجنوبية التي باتت تعد قضية رئيسية. وأوضحت المصادر أن القضية الجنوبية أصبحت في الآونة الآخيرة موضع اهتمام متزايد من قبل المجتمع الدولي مقابل قضية الحوثيين التي تراجعت في الاهتمام الدولي إلى "قضية ثانوية" على حد وصفها.

المحــــــــور الإنســـــــاني:
-----------------------------
المحور الرئيسي الثاني الذي من المقرر أن يبحثه المؤتمر اليوم هو المحور الانساني. وقالت المصادر إن ملف النازحين في اليمن جراء الحروب والنزاعات المسلحة يشكل الملف الرئيسي الذي سيناقش في اطار هذا المحور أن لم يكن الوحيد.
وسيقف المؤتمر أمام مشكلة النازحين جراء الحروب والنزاعات المسلحة السابقة والحالية في اليمن والذين يقدر عددهم بحوالي 250 ألف نازح أغلبهم في الشمال.
وسيبحث المؤتمر مشكلة نازحي حروب صعدة السابقة ونازحي النزاعات المسلحة الأخيرة بين الحوثيين والاصلاحيين في حجة وبقية المناطق التي شملها هذا النزاع.
ويشمل ملف النازخين الذي سيقف المؤتمر أمامه اليوم نازحي نزاعات أرحب والحصبة وعددهم كبيرفي تقديرات المنظمات الدولية.
ملف النازحين يشمل أيضا نازحي المناطق الجنوبية جراء حروب تنظيم القاعدة وعلى رأسهم نازحو أبين.
ومن المتوقع أن يخرج المؤتمر بتخصيص مساعدات للنازحين تتمثل في توفير الخدمات الانسانية على خمسة محاور رئيسية: المأوى، الماء، الاصحاح (الصرف الصحي)، الصحة والغذاء. وهذه المحاور لا تشكل على الأرجح كل جوانب البرنامج الانساني الذي من المفترض بالمؤتمر الخروج به اليوم لمعالجة مشكلة النازحين في اليمن، وفق برامج التدخل الإنساني.
توفير الخدمات الانسانية بمحاورها الخمسة للنازحين تشكل المرحلة الأولى فقط من البرنامج الانساني الذي من المفترض بمؤتمر أصدقاء اليمن الخروج به من اجتماع اليوم من أجل معالجة هذا الملف وهي تدعى بـ"مرحلة الاستجابة السريعة" في برامج التدخل الإنساني.
عدا عن هذه المرحلة، يتكون البرنامج الانساني الذي يفترض بالمؤتمر الخروج به اليوم من مرحلتين أخريين: مرحلة الانعاش المبكر ومرحلة التوطين. لكن من الواضح أن المرحلة الأولى ستستحوذ على الاهتمام.
ويواجه المؤتمر تحديات كبيرة أمام قضية النازحيين في اليمن، وعلى رأس هذه التحديات: أسبابها. فمشكلة النازحيين في اليمن ناجمة عن نزاعات مسلحة وليس عن كوارث طبيعية ما يجعل منها مشكلة معقدة ومركبة: انسانية وسياسية أيضا.
ولا تبدو العلاقة بين المشاكل الانسانية والسياسية في اليمن بسيطة، بل هي على الأرجح وثيقة وعميقة جدا بحيث يبدو من الصعب معالجة احداهما بمعزل عن الأخرى.
وتبدو مشكلة النازحيين مثالا جيدا على هذا. فمن أجل معالجة ملف نازخي أبين أو حجة أو صعدة أو الحصبة أو أرحب مثلا، يتطلب الأمر أولا معالجة أسباب هذه المشكلة: النزاعات المسلحة الناجمة عن الصراع السياسي والعسكري على على السلطة والنفوذ في البلاد.
ويبدو التحدي الكبير الذي سيواجه المجتمع الدولي، من أجل الخروج بخارطة طريق لانقاذ الأوضاع المتدهورة في اليمن، ماثلا في تداخل المشاكل وأسبابها في اليمن. وهذا أمر سيختبره المؤتمر اليوم.
سيناقش المؤتمر المحورين السياسي والانساني كمحورين منفصلين ومستقلين أحدهما عن الآخر. لكن من المستبعد كثيرا أن ينجح المجتمع الدولي في انقاذ الأوضاع السياسية والانسانية في اليمن في حال قام بمعالجتها وفق خطة تتعامل مع هذين المحورين باعتبارهما منفصلين احدهما عن الآخر وليس بوصفهما محورا واحدا.
ولا يبدو هذان المحوران الوحيدين اللذين يتعين على المؤتمر معالجتهما كمحور واحد. فهناك منظمات دولية تدفع باتجاه إعتبار عدد من المشاكل الإقتصادية المتفاقمة في اليمن كقلة الغذاء ومحاولة تأمينه على رأس المحور الإنساني، وهذا من شأنه أن يقود إلى إعتبار المحور الثالث والأخير مع المحورين السابقين محورا واحدا.

المحـــــــــــور الإقتصـــــــــــادي:
---------------------------------
المحور الثالث والأخير الذي من المتوقع أن يناقشه مؤتمر أصدقاء اليمن اليوم في الرياض هو المحور الإقتصادي. وكشفت المصادر عن عدد من الملفات التي من المتوقع تطرق المؤتمر إليها اليوم في إطار هذا المحور.
دعم الميزانية العامة للدولة يأتي في مقدمة ملفات المحور الإقتصادي. ويتضمن هذا الملف الميزانية التشغيلية للدولة بما فيها الأجور والخدمات الأساسية بشكل عام: كهرباء، مياه، صحة، تعليم، الطرقات والصيانة.
ويحمل ملف توسيع شبكة الضمان الإجتماعي كما هو متوقع الرقم (2) بين ملفات المحور الإقتصادي. ويتركز هذا الملف على تقديم الإعانات الإقتصادية للفئات الإجتماعية الأشد فقرا ومنها بخاصة: المعاقون، الأرامل، المطلقات، العجزة.
وعدا عن هذين الملفين، يتضمن المحور الإقتصادي ملفات أخرى لم تحددها المصادر، لكنها رجحت أنها تدور في فلك الوعود التي قطعتها الحكومة: كتوظيف الشباب ورواتب الشهداء ومعالجة الجرحى وغيرها.
ولا يبدو المحور الإقتصادي مختلف عن المحورين السياسي والإنساني فيما يتعلق بتراتبية الأسباب والنتائج وتداخلها. فهو ليس محورا يتعلق بمشاكل وحلول إقتصادية صرفة، بل تتداخل أسبابه ونتائجه مع البعدين السياسي والإنساني.
هذا على الأرجح ما يدفع منظمة "أوكسفام" البريطانية من وقت طويل الى إعتبار قلة الغذاء قضية إنسانية لا تقل أهميتها عن قضيتي مكافحة الإرهاب والإنتقال الديمقراطي.
في اليمن، 5 مليون نسمة لا يجدون ما يأكلونه. هذه ليست مشكلة إقتصادية بل مجاعة تتطلب تدخلا دوليا سريعا في اليمن. لهذا، تضغط "أوكسفام" من أجل إدراجها في المحور الإنساني بحيث يتم التعامل مع النازحين والجوعى وفق المعايير الدولية الإنسانية القاضية بالتدخل الدولي السريع في إنقاذ أرواح ما لا يقل عن 5 مليون يمني لا يجدون ما يأكلونه.
• عن "الأولى"ـ الأربعاء 23 مايو 2012.
____________________________________________________