تقرير / 21 سبتمبر .. ثورة إنجازات

• فرضت اللجانُ الشعبية وبتعاونها مع الأجهزة الأمنية واقعاً جديداً عقبَ 21 سبتمبر الماضي وهروب اللواء علي محسن الأَحْمَـر من مقر إقامته في الفرقة أولى مدرع "المنحلة".

هزيمةُ الأَحْمَـر كانت الانجازَ الأكبرَ لثورة 21 سبتمبر والتي أطاحت بقوى النفوذ، معلنةً بدايةَ عهد جديد لا مكان للفاسدين فيه ولا للظالمين.

ووقفت أمام الثورة الشعبية جملة من التحديات والمعوقات، كادت تعصفُ بالبلد، وتحيل صنعاءَ تحديداً وبعض المحافظات إلَـى خراب كبير؛ نتيجة الفوضى الأمنية وعدم قيام الأجهزة الأمنية بواجبها المطلوب، فكان أول تحَدٍّ أمام الثورة الشعبية هو استتاب الأمن وتأمين المواطنين، فتشكلت سريعاً اللجان الشعبية، وانتشرت في حواري وشوارع العاصمة صنعاء؛ لإيصال رسالة للجميع بأن الترتيبات الأمنية هي للمواطنين وليست عليهم، فأوقفت اللجانُ الكثيرَ من الأعمال الإرْهَـابية التي هددت أمن العاصمة، وتمكنت من إلقاء القبض على الكثير من المجرمين وإحباط مخططاتهم الشنيعة، كما تمكنت اللجان الشعبية من ملاحقة العناصر التكفيرية وتطهير البيضاء وأرحب والعدين من مخاطرهم، كما واجهت اللجان الشعبية مخططاتِ الخارج وعلى رأسها أمريكا والسعودية، وعملت على إجهاضها، وبموازاة كُلّ هذه التحركات كانت اللجان الثورية تعمل بكل جد ونشاط على محاربة الفساد.

واصلت القوى الإجرامية وبتدخل كبير من السفارة الأمريكية بصنعاء في إحداث الفوضى الأمنية داخل صنعاء، وتمكن انتحاري من اختراق صفوف المتظاهرين في التاسع من أكتوبر، ما أدى إلَـى استشهاد 45 ثائراً وإصابة أكثر من 150 آخرين، في مشهد إرْهَـابي أثار استياءَ العالم كله.

حينها تحركت اللجانُ الشعبية بشكل كبير وبإجراءات أكثر حسماً لملاحَقة تلك العناصر التكفيرية ومداهمة أوكارها في صنعاء؛ لضبط الأمن داخل العاصمة، حيث ضبطت اللجانُ الشعبية سيارةً مفخخةً بعد يومَين فقط من تفجير ميدان التحرير في إحدى مواقف "مترو مول" بمدينة الأصبحي، كانت مجهزةً لاستهداف المواطنين خلال إحيائهم مناسبة "عيد الغدير".

وفي الثالث عشر من أكتوبر تمكنت اللجان الشعبية بمديرية بني الحارث من تفكيك وإبطال عبوة ناسفة وُضعت بالقرب من مخيَّم المعتصمين بالرحبة لاستهداف المعتصمين هناك.

وفي اليوم ذاته كان للجان الشعبية دورٌ كبيرٌ في حفظ الأمن في عدد من المحافظات التي تتواجد فيها، حيث ضبطت اللجان الشعبية انتحارياً يحمل حزاماً ناسفاً في محافظة عمران أثناء الاستعداد للاحتفال بيوم الغدير، كما تمكنت اللجان الشعبية من ضبط سيارة مفخخة من نوع "صالون" موديل 93 دخلت العاصمة صنعاء بقيادة الإرْهَـابي/ محمد علي عبادة بعد أن تحركت من مأرب إلَـى صنعاء.

وأمامَ كُلّ تحرك جاد من قبل العناصر الإجرامية لإحداث الفوضى في صنعاء وغيرها من المحافظات كانت اللجان الشعبية تقف لتلك المحاولات بالمرصاد وبحزم كبير، في معركة أثبتت اللجان الشعبية فيها قدرةً فائقةً على مواجهة تلك التحديات.

وركَّزت تلك العناصرُ على استهداف المنشآت الحيوية داخل صنعاء، وفي مقدمتها مطار صنعاء الدولي، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل.

وتمكَّنت اللجانُ الشعبيةُ في السادس عشر من أكتوبر من إبطال وتفكيك عُبوة ناسفة وُضعت من قبل شخص مجهول بجوار بوابة جامع المؤيد بمنطقة ضلاع همدان.

وحاولت العناصر الإجرامية التنقلَ من مكان إلَـى آخر؛ لتفجير الوضع واستهداف اللجان الشعبية ورجال الأمن، غير أن يقظة اللجان كانت لهم بالمرصاد، ففي الثاني والعشرين من أكتوبر الماضي تمكنت اللجان الشعبية من إلقاء القبض على خلية إرْهَـابية كانت تصنِّع العبوات والأحزمة الناسفة في محافظة عمران، وتم تدريبُ عناصرها في جامعة الإيمان.

وبثت قناة المسيرة في ذلك اليوم اعترافاتٍ لعدد من المقبوض عليهم، كشفوا عن طبيعة الدروس التي كانوا يتلقونها في أروقة الجامعة، وكيف حوّلوا الطلاب إلَـى خبراء في صناعة المتفجرات خلال ستة أيام، وكيفية استخدامهم للصواعق وغيرها.

بدأ شهر نوفمبر حاملاً فاجعةً لكل الـيَـمَـنيين، فالمخطط القادم للعناصر التكفيرية كان يتمثل في ملاحقة ومتابعة الدكتور محمد عَبدالملك المتوكل أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء؛ ليتم اغتياله في الثاني من نوفمبر أثناء مروره بشارع العدل بالقُرب من منزله، لكن الرد المناسب للجان الشعبية على تلك العناصر تمثل في طرد التكفيريين من مديرية جبل رأس بمحافظة الحديدة في اليوم ذاته واستعادة مبنى أمن المديرية الذي تسللت إليه العناصر التكفيرية وقتلت 11 جندياً بدم بارد.

وقبلَ اغتيال الدكتور المتوكل بساعات تمكَّنت اللجان الشعبية من إحباط عملية تفجير برميل مليء بالعبوات الناسفة كانت مزروعة في صندوق دراجة نارية بالقرب من المجلس السياسي لأَنْصَـار الله بصنعاء، حيث اكتشف أحدُ أفراد اللجان الشعبية هذا البرميل والذي كان بداخله 7 قذائف وأسطوانتا غاز مليئة بالمتفجرات ومتصلة بجهاز تلفون، حيث كانت الدراجة النارية محملة بالعبوات، إضافة إلَـى أنها كانت مموهةً بأكياس من المواد الغذائية الخفيفة "البفك والطرزان".

وفي اليوم الثاني تمكنت اللجان الشعبية وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية من ضبط 3 عناصر تكفيرية كان بحوزتها متفجرات أمام بوابة مطار صنعاء الدولي كانت على متن سيارة وتحمل العديد من المتفجرات.

وأمامَ الضربات المتتالية التي تلقتها العناصرُ التكفيريةُ من قبل اللجان الشعبية حاولت تلك العناصرُ التحرك صوب محافظة تعز، وذلك بدعم ورعاية من عدة قيادات اصلاحية، ومنها القيادي حمود سعيد المخلافي، في محاولة من قبل الجماعات لنقل الصراع إلَـى محافظة تعز تحت مسميات طائفية بعد أن فشلت في عدَّة محافظات، وكان الغرض من ذلك هو جَرَّ المحافظة إلَـى مربع العنف تحت عناوين طائفية ومناطقية وزرع الحقد والكراهية بين أبناء المجتمع.

وتمكنت اللجان الشعبية في الخامس من نوفمبر من إلقاء القبض على تكفيريين كانت بحوزتهما حقيبتان مفخختان، كما لاحقت آخرين في شارع الثلاثين وألقت القبضَ عليهما.

وحاولت العناصر الإجرامية مرة أخرى استهدافَ مطار صنعاء الدولي في الخامس من نوفمبر، ودارت اشتباكات بين مسلحين واللجان الشعبية في الأحياء المجاورة للمطار، والتي بدورها تمكنت من دحر المسلحين وتطهير وتأمين محيط المطار والأحياء المجاورة.

وفي اليوم التالي أكَّد مديرُ عام مطار صنعاء الدولي خالد الشايف أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على أحد المهاجمين الذين أطلقوا النار على المطار.

وفي الخامس عشر من شهر نوفمبر تمكنت اللجان الشعبية في مطار صنعاء الدولي من إلقاء القبض على شخصين يحملان هويات "مزوّرة" كانا من ضمن العناصر المتهمة بذبح الجنود في محافظة حضرموت، وكانت بحوزتهما بطائق مزوّرة.

وكشف مديرُ أمن العاصمة صنعاء العميد عَبدالرزاق المؤيد عن أهم وأبرز الإنجازات التي حققتها أجهزة الأمن إلَـى جانب اللجان الشعبية بالعاصمة صنعاء خلال شهرَي نوفمبر وديسمبر.

وحسب تصريحات له نقلتها صحيفة ”الحارس” الناطقة باسم وزارة الداخلية فإن الأجهزة الأمنية بالتعاون مع اللجان الشعبية استطاعت ضبط أكثر من 838 جريمةً بنسبة 90% من نسبة الجرائم، حيث تم ضبط 1.060 مطلوباً أمنياً، بينهم عناصر من تنظيم القاعدة مسؤولة عن تجنيد عناصر إرْهَـابية.

وأوضح أن نسبة الجريمة انخفضت بنسبة 3% خلال الشهرين الماضيين نوفمبر وديسمبر، مُشيْراً إلَـى أن أيَّة جريمة لم تُقيد ضد مجهول.

وخلال العام 2014 م كشف مديرُ أمن العاصمة أن عدد الجرائم بلغت في هذا العام حوالي 12.122 جريمة وتم ضبط 10.532 جريمة بنسبة 87 %، أحيل منها 5.347 للنيابة العامة كما تم ضبط 11.980 متهماً في هذه الجرائم.

 

* صدى المسيرة