الجمعة الدامية.. ومسؤولية القوى السياسية

يضرب الإرهاب مجدداً، في جريمة بشعة اهتزت لها العاصمة صنعاء واليمن عموماً وفيما سارعت القاعدة إلى تبني التفجيرين الانتحاريين بجامعي بدر والحشوش، اكتفت الأحزاب والقوى السياسية ببيانات الإدانة والاستنكار، دونما شعور بالمسؤولية الحقيقية تجاه مخاطر ومآلات التأزم السياسي، والتغاضي عن مواجهة القاعدة وجرائمها البشعة بحق اليمنيين لسنين طويلة.

تراوغ القوى السياسية وتستمرئ لعبة إضاعة الوقت، فيما اليمن تتعرض لمؤامرة تنسج خيوطها في الداخل والخارج على نحو مكشوف، ما يستوجب على مختلف القوى الوطنية تقديم تنازلات حقيقية لبعضها البعض، والخروج من طاولة (موفنبيك) بحلول عاجلة ومسؤولة وفقاً للتفاهمات المنجزة، المستندة إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، واتفاقية السلم والشراكة، وبما يساعد على إنهاء ترتيبات الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية.الوطن الدامي يستغيث العقول الحكيمة والحريصة، لتفعل شيئاً قبل فوات الأوان.

ولتكن الدماء الزكية التي سقطت يوم أمس صرخة إنذار لكل القوى والمكونات السياسية والاجتماعية والأقلام المسؤولة، بحيث تتضافر كل الجهود الوطنية للتصدي للمخططات والعمليات الإرهابية التي لا تفرق بين يمني وآخر. إن الإرهاب يستهدف حياة وأمن واستقرار كل اليمنيين.

ولذا فإن التصدي لمخاطره مسؤولية جماعية لا ينبغي لأية قوة التنصل عنها، أو تقديم الذرائع والتبريرات الزائفة لمرتكبيها. فلن ينتصر أحد في لعبة الإرهاب، حتى وإن توهم البعض ذلك. ولن يخسر طرف بعينه، وإن خطط البعض لذلك. ولم يعد في الوقت متسع لحسابات سرعان ما سيتبين خسران من يراهن عليها.

بقلم / المحرر السياسي- صحيفة الثورة