الرئيس هادي : لا يوجد بيدي جيش !!!

كلام "مهين" للقوات المسلحة منسوب للقائد الاعلى للقوات المسلحة!
نقلت صحيفة الاولى في عددها الصادر اليوم الثلاثاء قولا غريبا وخطيرا لرئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة المشير عبد بربه منصور هادي تمثل بنفيه وجود جيش يمني حتى "يتم هيكلته" وان الموجود لديه "مليشيات تابعة لأحمد علي ومليشيات تابعة لعلي محسن "!
جاء ذلك في رد الرئيس القائد الاعلى للقوات المسلحة على سؤال لاحد اعضاء لجنة الحوار بخصوص توحيد قيادة الجيش قبل الحوار كمانصت عليه ورقة الضمانات التي قدمتها اللجنة الفنية للرئيس الاسبوع الماضي
واضاف هادي "ليس لدي جيش عشان أهيكله, والموجود هو فقط مليشيات تابعة لأحمد علي ومليشيات تابعة لعلي محسن"!..انتهى
القول المنسوب للرئيس كما ورد انفا ماذا يعني ؟
وما علاقة كلام الرئيس بامكانية او صعوبة قرار توحيد الجيش واقالة قادة "المليشيات" الذين اشار اليهم بالاسم في حديثة السابق ؟
من وجهة نظري واذا ما صح الكلام المنسوب للرئيس فهو كلام خطير وهروبي وعبثي في نفس الوقت وسواء كان الرئيس يوصف به حقيقة الجيش اليمني او بعض وحداته فعلا وانها مجرد مليشيات تابعة لهذا الشخص او ذاك او انه يكشف ضمنا مخطط غير معلن يستهدف "حل الجيش الموجود" عموما او حل كل من الوية الحرس الجمهوري والفرقة الاولى مدرع باعتبار"الجيش" او "الفرقة والحرس" مجرد مليشيات مسلحة خارج القانون .
الرئيس وبدلا من اقالة كل من قائد الحرس وقائد الفرقة باعتبارهما "قادة مليشيات" كما وصفهما وباعتبارهما سببا للانقسام داخل الجيش كما هي الحقيقة وكما يطالب بذلك الثوار وطالبت به لجنة الحوار فان الرئيس يهرب بهذا القول الغريب والخطير الى الامام كاشفا خطة حل الجيش اليمني او حل بعض وحداته "الميليشياوية" تماما كما حدث بالنسبة لالوية ووحدات الجيش التي كانت تتبع جيش اليمن الديمقراطي وتم حلها وتسريح افرادها قسرا بعد حرب 1994م
وهي الخطة نفسها التي سبق وان تحدثت عنها تقارير عديدة منسوبة لبعض الاطراف السياسية والايدلوجية التي لا تثق بمؤسسات الدولة عموما وبمؤسستي الجيش والامن تحديدا بقدر ثقتها بكادرها ومليشياتها الخاصة التي تسعى الى دمجها ضمن مؤسسات الدولة او لتكون بديلا لها ومنها مؤسستي الجيش والامن .
واضح ان الرئيس لم يقصد كشف المخطط المبيت للقوى النافذة تجاه الجيش اليمني او ما تبقى منه حتى الان بقدر ما حاول ان يتملص من مطلب ملح لليمنيين جميعا وهو انهاء الانقسام داخل الجيش والامن واقالة كل رموز وقادة الجيش والامن الذين يرتبطون بصلة قرابة او شراكة في ممارسات الفساد والاستبداد لنظام الرئيس صالح وعلى راسهم كل من احمد علي وعلي محسن الاحمر وغالب القمش ويحي محمد عبد الله صالح واخرين
وهو القرار الذي تاخر كثيرا وما يجب ان يتم الان وليس غدا ليس فقط باعتباره هدفا من اهداف الثورة الشعبية المستولى عليها ولكن لان اقالتهم اصبح يمثل ضمانة للحوار وشرط لايقاف مخطط تقسيم الجيش وتمزيقه وتدميره من ناحية ولايقاف حالة الانفلات الامني الخطير الذي ادى الى حدوث العديد من جرائم القتل السياسي والتفجيرات الارهابية والتي ذهب ضحيتها المئات فضلا عن تهديد استمرار هذا الوضع الانقسامي كمظلة لضرب حالة الاستقرار وانهاء العملية السياسية العشة نهائيا .
بالمناسبة هل يكفي الرئيس ان يتحفنا باعترافه الغريب بقوله المفيد بان الحرس والفرقة مليشيات ؟
الجواب لا لان هذا الكلام يمكن ان نفوله نحن ونتحدث عن اعتبار وحدات الجيش اليمني كمليشيات ولكننا نشير دائما عدم انضباطها والى توظيفها لمصلحة هذا الطرف او ذاك من اطراف الصراع وليس باعتبارها "مليشيات" من حيث طبيعة تكوينها وانشائها وكيف لنا ان نقول ذلك ونحن نعرف بان الجندي او الضابط في هذه الوحدة او تلك انتسب الى سلك الجيش باعتباره جنديا او ضابطا في القوات المسلحة اليمنية ويخضع لقانون القوات المسلحة والامن وهو ما نطالب باستمرار ليس الى اهانة الجندية واتهامها بالخروج عن القانون ولكن الى اقالة القيادة التي تحاول ان تتصرف بالوية ووحدات الجيش من موقع الدولة ولكن كقادة للمليشيات وليس للقوات المسلحة ، اما ان ياتي هذا الكلام من رئيس الجمهورية والقائد الاعلى للقوات المسلحة وهو يصف بعض وحدات الجيش التي يفترض انها تحت قيادته وتاتمر بامره فهو غير مقبول وغير مفهوم .
الست يا فاخامة الرئيس قائدا عاما او على للقوات المسلحة ما يعني انك القائد الفعلي لهذه المليشيات حق محسن واحمد علي وانك المعني الاول والاخير عن سبب وصولها او بقائها على وضعية "مليشيات" مسلحة خارج القانون ومع هذا تستلم اموالا هائلة وموازنات ضخمة من خزينة الدولة ؟
ثم الا يمثل قولك عن بعض وحدات الجيش بانها مليشيات اهانة كبيرة لكل هذه الالوية العسكرية وجميع منتسبيها من جنود وضباط وصف ضباط ومن ضمنها تلك الاولية التي ضميتها مؤخرا الى مليشياتك الخاصة "الحرس الرئاسي " بقيادة الولد "ناصر"
ان الكلام المنسوب اليك يا فخامة الرئيس يمثل إهانة شخصية لك ايضا ولموقعك باعتبارك رئيسا للجمهورية وقائدا اعلى للقوات المسلحة .اليمنية بما فيها "مليشيات احمد علي وعلي محسن" والوية الحرس الرئاسي التابعة للولد ناصر ؟
اتمنى ان لا يكون الكلام المنسوب الى الرئيس بهذا الخصوص صحيحا اوانه مجرد فلتة لسان سرعان ما سيتم تصحيحها والاعتذار عنها .
يبقى ان اقول بان رد الاعتبار للجيش وللثورة والدولة اليوم يبدا باقالة قادة الانقسام في الجيش والامن وليس اي شيء اخر مهما حاولت التقارير والوشايات المغرضة ترويج كلام مهين من نوع حل وحدات الجيش "المليشياوي" بدلا من اقالة ومحاسبة من يسعى الى تحويل الجيش اليمني الى ورقة صراع رخيصة بايدي بعض القادة والساسة الذين يعانون من نقص حاد في النزاهة والوطنية معا .

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 11 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.