المشترك بلا مشترك وبلا سياسة ايضا !

للمشترك ايجابيات وسلبيات كثيرة ولكن اخطر سلبياته اليوم انه جمد الحياة السياسية وجعل خيارات الشعب السياسية ضيقة ومحدودة ما ترك الشارع السياسي خال من المعارضة ومن السياسة معا
لقد تعطلت فاعلية المشترك منذ وقت مبكر لانشائه وتحديدا حين فرض عليه ولاسباب وعوامل كثيرة السير بعجلات الطرف الاكثر جاهزية والاكثر امكانية تنظيمية ومالية ولكن الاكثر تعاليا على الواقع السياسي والاجتماعي في البلاد والاقل حساسية تجاه تعزيز الثقة مع حلفائه الفعليين قبل المحتملين
...والاهم الاقل قدرة على التقاط اللحظة السياسية الراهنة وادراك علاقتها الفاعلة في تحديد مسار القضايا المصيرية لليمن وللعملية السياسية ولاطراف المشترك نفسه .
والحقيقة انه وبسبب الجاهزية التنظيمية التي يتمتع بها الاصلاح من ناحية وتحفزه الدائم للاستحواذ على المشهد والاستفراد بالقرار السياسي من ناحية ثانية وتسليم الاطراف الاخرى تسليما قدريا بصيرورته من ناحية ثالثة فقد كان من الطبيعي امام كل هذه العوامل المعطلة للحركة والفعل السياسي التدافعي ان يتدخل الزمن نفسه لضبط اولويات بقية احزاب المشترك على ايقاع اولويات " الاصلاح " في السياسية وفي الخطاب السياسي والى درجة اصبح فيها المواطن العادي غير قادر على التفريق بين "المشترك "كتحالف" سياسي وبين "الاصلاح "كاحد اطراف هذا التحالف...
مع ملاحظة ان مكونات ومفردات خطاب الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني والتي تبرز -بين فترة واخرى-محاولة اعادة ضبط المشهد السياسي واعادته الى مكانه الصحيح عادة ما تخلق فروقا نسبية بين الطرفين في وعي المواطن العادي وفي وعي المجتمع السياسي ايضا ولكن دون ان تعكس مفاعيل هذا الخطاب نفسها وتاثيرها في اداء المشترك اوفي تغير سياساته وسرعة او بطء حركته تجاه كل القضايا المصيرية للوطن .
واضح ان السبب يعود الى ان المعني بالخطاب بدرجة رئيسية وهو من يتحرك المشترك على عجلات عربته المكشوفة لا يزال يرفض الاستماع الى هذا النوع من الخطاب النقدي فضلا عن الاخذ به بقدر ما يرفض وباصرار مريب التوقف امام هذا النوع من المراجعة النقدية وعلى خلاف ذلك يصر على التعالي على كل ما يطرح من اراء بهذا الخصوص اما بتجاهلها وعدم ايلائها الاهمية الكافية او باتهامها ومحاولة عزلها في خانة العداوة والتامر عليه وعلى المشترك بل وعلى البلاد ايضا
واذا ما تحركت باتجاه التغيير الجزئي او الكلي في اداء بقية الاطراف داخل المشترك سارع الى محاولة تطمين هذه الاطراف وتهدئتها او الالتفاف عليها بتقديم تنازلات شكلية وتكتيكية في الخطاب او في السياسة ولكن سرعان ما يعود الى مربعه الاول وفي اول محك عملي للقضايا والرؤى التي يطرحها او يبرر بها مواقفه هنا وهناك ومع حلفائه وخصومه سواء بسواء !.
لقد مثل المشترك حين انشائه وفي محطات هامة من حياته حالة سياسية راقية وقد اثبت نظريا ان اطراف اليمين بتنوعاته الدينية والسياسية واطراف اليسار بتنوعاته الوطنية والقومية واليسارية ايضا بل وبتنوعات الاحزاب الدينية نفسها في العقيدة والمذهب الفقهي يمكن ان تتعايش وتتشارك في قضايا وطنية مشتركة هي الديمقراطية والياتها الانتخابية وقد ساهم اللقاء المشترك فعلا وبمجرد قيامه في تهدئة حدة الخطاب الصراعي وفي ضرب مفاعيل خطاب التخوين والتكفير بين التيارات السياسية والفكرية الى حد كبير وهو الامر الذي حد من حالة الاحتقان والصراعات الجذرية التي كانت تعيشها اليمن قبل انشاء المشترك وان كان هذا العامل نفسه قد ساهم لاحقا في تجميد العملية السياسية وايقاف عملية التدافع الايجابي بين الناس واضعف فكرة التعددية نفسها خصوصا بعد ان تحول المشترك الى حالة من الجمود بعد ان مثل حالة اختراق هائلة للخارطة التقليدية .
في انتخابات 2006م الرئاسية نجح اللقاء المشترك وبمساهة فاعلة من مرشحه الشجاع والعصامي المرحوم فيصل بن شملان ان يحدث حراكا ديمقراطيا وانتخابيا فاعلا وان يفتح افاقا جديدة بدت ممكنة للتغيير السلمي والديمقراطي وفي كسر حاجز الخوف لدى فئات واسعة من الشعب تجاه التعرض او النقد لرأس النظام بل وامكانية الاطاحة به ديمقراطيا وكان هذا هو اهم انجاز سياسي للمشترك حتى ذلك التاريخ .
ومما لا شك فيه ان انتخابات 2006م التنافسية ومهرجانات مرشح المشترك الجماهيرية والتعبوية الواسعة التي ازدحمت بها ساحات اغلب محافظات الجمهورية قد كانت احد العوامل التراكمية وغير المباشرة في تفجير ثورة 11فبراير 2011م السلمية وقبلها في تهيئة ظروف بروز الحراك السلمي الجنوبي الا ان قيادة احزاب المشترك ولاسباب عديدة تعود الى طبيعة العلاقة وقاعدة التحالف بين اطراف المشترك لم تسفيد من نتائج ذلك الاستحقاق الهام في نشاطها وفي خطابها اللاحق سواء في موضوع تعميق وعي الناس السياسي ولا في ضخ دماء جديدة من اوساط المجتمع الى شريانات السياسة المتجمدة
وبدلا ذلك تعاملت المعارضة مع نتائج السباق الرئاسي كحدث منقطع عن سياقاته السابقة واللاحقة وقد كان من الطبيعي ان تذهب هذه المخرجات السياسية بعيدا عن المشترك وخارج العملية السياسية برمتها وبما اسهم في بروز قوى واطراف جديدة على هامش المشهد السياسي وضدا عليه .
لقد تفاقمت الازمة بين السلطة والمعارضة بعد الانتخابات الرئاسية وبعد ان تخلت المعارضة بغباء شديد عن العامل الجديد وهو الشعب في التاثير على القرار السياسي وعلى السلطة المتغولة والمستبدة وتحولت العملية السياسية اليمنية منذ ذلك التاريخ الى سباق عدمي ودائري بين الرئيس صالح ونظامه الامني العسكري من ناحية وبين المعارضة في المشترك واطرافها المختلفة من ناحية اخرى
..صراع دائري حول نقطة واحدة فقط هي ثنائية الدفاع عن وحدة المشترك او تمزيقها وفي ذلك الصراع العدمي الذي تكونت على قاعدته الازمة اليمنية في اكثر من مسار كان الطرف الاول وهو "صالح " يقاتل في سبيل تمزيق المشترك متلاعبا على ورقة التباينات الايدلوجية والسياسية بين اطرافه في المقابل كانت قيادة المشترك " الطرف الثاني" تستميت في الدفاع عن وحدة كيانها الداخلي وافشال مخططات خصمها التمزيقية عبر تقديم وثائق وبرامج نظرية يدعي فيها المشترك متانة "الوحدة في صفوفه واتفاق اطرافه على كل شيء في البلاد الكبير منها والصغير دون ان تدرك ان الاتفاق لم يكن مطلوبا ولا ضروريا في كل شيء وان الاتفاق المزعوم كان فقط في مواجة مخططات صالح وليس حول القضايا والاحداث التي تمر بها البلاد لانها في الاساس لم تطرحها للحوار الجدي فيما بينها اصلا .
ومع ان الطرف الاول قد فشل في تمزيق الثاني وبقيى المشترك موحدا كاطار تحالفي الا ان المشترك قد فشل هو الاخر في اختراق الازمة السياسية الطاحنة للبلاد وللعملية السياسية والديمقراطية عموما لا عبر الحوار الجدي مع النظام ولا عبر النزول الى الشارع وملئه بالسياسة بدلا من ان يملاء بقوى من خارج السياسة ومن خارج الدولة وهو ما حدث لاحقا في مسارات صعدة والجنوب وتاليا في الثورة الشعبية السلمية .
لقد تحولت الازمة بين الطرفين الى جمود سياسي قاتل والى غطاء واسع لبروز قوى واطراف فاعلة من خارج العملية السياسية خصوصا بعد ان حاول كل منهما الاستقواء بها على الاخر فيما كانت النتيجة هي استقواء كل منهما على الوطن وعلى العملية السياسية والحزبية وبما يسهم في ضمورها وانكماشها وهكذا مضت الازمة الى ان وصلت العملية السياسية الى الموات الكامل عشية تفجير الثورة الشعبية الشبابية السلمية والى التهديد بفشل وانهيار الدولة وتفتت المجتمع وتعفن او تاكل البلاد وهو ما لم يكن ليحدث لولا فشل السياسية وفشل السياسيين في اختراق الازمة .
لم تكن المشكلة في ضعف شعبية وجمهور المشترك ولا في محدودية امكاناته المادية -وهي لم تكن كذلك منذو نشاته وحتى اليوم- ولكنها كانت ولا تزال في عدم اتفاق اطرافه المختلفة على طبيعة الدولة القادمة وعلى ما بعد سقوط نظام الرئيس صالح ومعالم الدولة الجديدة ودستورها واليات الحكم فيها من ناحية وبسبب تعامل اطراف المشترك مع بعضها ومع غيرها بصورة تكتيكية بما في ذلك تجاه القضايا المصيرية التي تدعي المعارضة انها متفقه حولها من ناحية اخرى
طبيعة علاقات المشترك الملتبسة والتكتيكية مع بعضه البعض ومع الاخرين تجاه قضايا بناء الدولة المدنية وتجاه مفهوم اطرافه المختلفة للقضية الجنوبية والموقف من حروب صعدة وغيرها من القضايا الوطنية وعدم اتفاقها على ما بعد سقوط الرئيس صالح مقابل عمل بعضها ضمن اجندات مستقلة وغير معلنة وفي مناء عن بقية الحلفاء هي المشكلة الحقيقية التي عانى ويعاني منها المشترك اليوم
لقد كانت هذه الاشكالية هي سبب ارباك وتردد بعض قيادات المشترك من الموقف من نتائج استحقاق 2006 الرئاسي وهو نفس السبب تقريبا الذي جعل بعض قيااتها تتردد في المشاركة في الثورة الشعبية منذ الاسابيع الاولى لاتفجر ها وكذا في محاولتها عرقلة العمل الثوري والسعي الى عسكرة وقبيلة الثورة بعد انفجارها وفرض الامر الواقع على بقية الاطراف ثانيا
عدم اتفاق اطراف المشترك حول قضايا المشترك الاساسية " طبيعة الدولة " وكيفية الحكم بعد سقوط الرئيس صالح هي مشكلة المشترك وسبب ضعف اداء المشترك وارتهانه او سيره على وقع اولويات الطرف الاكثر جاهزية وهي ذاتها المشكلة التي يرفض المشترك طرحها على نفسه والحوار الجدي حولها حتى اللحظة وتحت عناوين واهية من نوع امكانة عودة نظام الرئيس الراحل فيما الواقع الفعلي في المشهد هو خلاف ذلك تماما.
الواقع الذي لا يدركه البعض او لايريد ادراكة للاسف هو ان اطراف في المشترك واخرى خارجه تعمل ليل نهار ومن وراء المشترك للستيلاء على كامل مؤسسات الدولة وكادرها الوظيفي وبغطاء المشترك نفسه .
تلك هي الحقيقة المرة التي تحكمت بطبيعة العلاقة بين اطراف المشترك منذ وقت مبكر ولكن احد من اطراف المشترك لا يريد الاقتراب منها او مناقشتها بجدية اما بوهم الخوف على وحدة المشترك او بوهم امكانية الاحتماء بالمشترك وتحقيق بعض المصالح والحصول على بعض الحقوق ولو بالتوسل والرجاء او كان ذلك على حساب الدولة وكل ما نتبناه من رؤى ومشاريع قيمية ووطنية بخصوص الوطن والمواطنة .
نهاية ام بداية ؟
--
امام هذا الجمود السياسي من ناحية والتكالب على الاستحواذ على السلطة والدولة والثورة من ناحية ثانية والبحث عن عدو وهمي ليكون محفزا لوحدة المشترك من ناحية ثالثة ورابعة لم تجد بعض اطراف المشترك " الكبيرة" باسا وهي تفرط ببقية الاطراف "الصغيرة" متهمة ايها بانها موالية للرئيس السابق دون ان تدرك بانها بذلك تفرط باخر معنى قيمي او سياسي للمشترك نفسه ودون ان تدرك ان ذلك المعنى هو رافعة الابهار في تجربت المشترك اي تنوع الطيف السياسي والفكري داخل المشترك وقبول بعهضا بعضا في اطار واحد وهو ما اشر حينها لامكانية ان يكون المشترك كاطار سياسي تحالفي انموذجا تقريبيا لامكانة التعايش الاجتماعي في الدولة والمجتمع بين اليمنيين على مختلف تياراتهم واحزاهم السياسية غير ان هذه المقولات تبدو اليوم وفي كل تجربة عملية يمر بها المشترك مجرد مقولات نظرية لا غير وعلى خلافها ظهر المشترك في محك الواقع عبارة عن اطار صداقة لبعض الاشخاص في قمة الهرم مقابل صراعات لا حدود لها في قاعدته وعلى مستوى المجتمع خصوصا بعد ان ارتطمت كوادر هذه الاحزاب ببعضها بعضا في ساحات الثورة لتكتشف ان المشترك ليس مشتركا الا في حالة واحدة هي "موافقة الجميع لاجندات الواحد" والسير معه وخلفه في كل شيء والا فان الواحد الاحد مستعد ان يفجر العلاقة او يتهم من يطالب بقيامها وتمتينها على اسس صحيحة وموضوعية وسياسية بانه متامر ومن خارج " اهلي وعشيرتي " حسب تعبيرات الرئيس مرسي .
على المشترك ان اراد ان يبقى مشتركا ان يقف مع ذاته ويطرح على نفسه وبين اطرافه المختلفة قضايا الوطن الكبرى والمصيرية للحوار الجاد والصريح وليتبين بعدها اين تتفق اطرافه فيها واين تختلف واين تتفق او بعضها مع بقية الاطراف السياسية والاجتماعية من خارج المشترك واين تختلف ...؟
...اذا عمل المشترك -ولايبدو انه سيعمل للاسف -حينها يمكن ان يحدد المشترك ما اذا كان هنالك حاجة لاستمراره مشتركا ام انه بحاجة الى مشترك اخر وحول قضايا محددة وواضحة اخرى هي قضايا الوطن اليوم وفي المستقبل اي " معالم وحدود الدولة المدنية " ونصوص دستورها وليس قضايا الامس " التي انحصرت في مواجهة استفراد صالح بتقرير مصير الانتخابات ونظامها الانتخابي وشروط واليات صحتها ونزاهتها وقبل ذلك وبعدة الدفاع عن وحدة المشترك ولكن بدون قضية لوحدة المشترك .
لقد ذهب المشهد الذي تشكل فيه المشترك اول مرة بكامله واصبح المشترك او قياداته هي المشهد نفسه ولا يصح ان يبقى المشهد الاصلي صورة وانعكاسا لمشهد شكلي اخر وعهد مختلف او منتهي .
على المشترك مرة اخرى ان اراد ان يبقى موحدا ومتماسكا ان يطرح قضايا الدولة ودستورها كمحدد طبيعي لاي علاقة تحالفية فيما بين اطرافه المختلفة
غير ان قيادات في المشترك تصر حتى اللحظة على السير بالمشترك ولكن بدون قضية مشتركة ،مثلما تصر على سياسية الهروب الى الامام ولكن بعجلات طرف واحد لا علاقة له لا بالمشترك ولا بالشراكة الوطنية بل ان سياساته وممارساته على النقيض من ذلك تماما .
لا يوجد تفسير منطقي او موضوعي يفسر لنا هذا الوضع الغريب الذي يوجد فيه "المشترك" ولكن لا يوجد فيه قضايا مشترك فيما يعضهم لا يزال يبشرنا باستمرار المشترك على هذا الوضع لعشرين سنة قادمة ولاكنه لا يقول لنا كيف وضد من ومن اجل ماذا ؟حتى ليخيل لي انه لم يعد هنالك ما يبرر بقاء قياداة المشترك مع بعضها بعضا في خيمة واحدة سوى الخوف من بعضها بعضا او من هواجس وتهويمات لاو جود لها اصلا وان كانت بعض هذه القيادات قد نشاءت وشاخت على وقعها .
*يبقى ان اختم بالقول :ما يؤسفني وامام هذا المشهد السياسي اليمني الجامد والمتخثر صديدا وعفنا "بان السياسة قد ماتت وشبعت موتا في المشترك وفي اليمن عموما ...
وان الازمة التي تفجرت ثورة شعبية عظيمة قد عادت لتكون ازمة سياسية عظيمة ايضا ولكن بادوات الازمة السياسية السابقة للثورة العظيمة نفسها .
*الهواء يملاء حيز الفراغ !
---
هناك من استحوذ على كامل السلطة وتحايل على ان يبقي حلفائه الاقربين غطاء لاستفراده بها وليس شركائه فيها كما يجب وكما يفترض
لم يدرك صاحبنا انه بهذا سيترك الشارع السياسي فارغا بلا معارضة سياسية وان هناك من سياتي حتما ليملاء الفراغ الذي تركه في حيز المعارضة ولكن لمواجهة استفراده وتحايله في اَن
تذكر يا سيدي ان تركك للمكان لن يبقيه فارغا !؟
المشكلة ان هناك من يريد ان يستولي على السلطة وعلى المعارضة في وقت واحد ...وهذا غير ممكن وهذا نفسه ما يفسر اتساع شعبية " انصار الله " انه فراغ الشارع السياسي ايضا
*تغريدة !
اكبر خديعة اليوم ان يعتقد البعض بان هنالك طرف ثاني في السلطة الانتقالية اليمنية
بعد انهيار صالح ومنظومته الاقرب لم يعد هناك شريك اخر في السلطة غير الجماعة الحاكمة وبعض حلفائها في الجيش وجهاز الامن السياسي

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
18 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.