لجنة الانتخابات .. مشاريع تمرر بعيدا عن الحوار

 
علي احمد جاحز
لعل من الصفقات الرخيصة التي عقدها طرفا النظام السابق ( السلطة والمعارضة ) إعادة اللجنة العليا للانتخابات السابقة بعد أن ضمن طرف معين تمثيله بشكل جيد فيها و فيما سينتج عنها . رغم ان اللجنة العليا للانتخابات أهم صورة من صور الفساد التي قامت الثورة من أجلها ، و كان اصلاحها على رأس اهم مطالب المعارضة التي كانت ممثلة في المشترك في ايام صالح .
لماذا لم تعد اللجنة العليا للانتخابات و قانون الانتخابات و السجل الانتخابي مشكلة لدى القوى التي اصبحت في السلطة " المشترك او بالاصح الاصلاح و الاشتراكي " بعد ان وصلوا الى تمثيل مربح و ضامن بداخلها و يتقاسمون مع المؤتمر و القوى النافذة في الطرفين مستقبل النتيجة التي قد يصل اليها الاقتراع خلال السنوات القادمة .
اليوم سوف تجتمع اللجنة العليا للانتخابات مع الأحزاب النافذة و تناقش مقررات هامة و خطيرة على مستوى تشكيلة اللجنة و قوامها و آليات عملها و فرق العمل و السجل الجديد و مدخلاته و الية ادخال البيانات و الية الرقابة فيه بعيدا عن الرقابة الشعبية و بعيدا عن الرقابة الثورية و بعيدا عن اجندات الحوار الوطني ايضا .
 حزب الإصلاح مثلا يستبق نتائج الحوار الوطني و يمرر مشاريع و مقررات و صفقات يفترض أن تكون من نتائج الحوار مثل تشكيل اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء ، والسجل الانتخابي ، و لا احد يعترض ، خصوصا من القوى الوطنية سواء منها المستقلة او الحزبية او المكونات الثورية ، لا احد يعترض الا بعد ان يشعر الجميع ان الامر قد انتهى و من الصعب تغييره .
 حزب الإصلاح يستغل سيطرته على وزارة الداخلية ويضع خطة تنظيمية لأعضائه للحصول على البطاقة الشخصية الجديدة كما تقول مصادر مطلعة في اجهزة الداخلية المعنية ، في ظل صمت و تبلد حزبي و ثوري غير مسبوق .
حزب الإصلاح يعقد العديد من الاتفاقيات الفنية المتعلقة بالجوانب الانتخابية كاتفاقيات التمويل و الرعاية للجنة العليا و للسجل الانتخابي الالكتوني مستغلا نفوذه في أجهزة الدولة ( وزارة التخطيط والتعاون الدولي , وزارة الداخلية , وزارة المالية ) و مع ذلك يبدو الأمر و كأنه اعتياديا و لا تأثير له في مستقبل اليمن و مستقبل السلطة و الدولة و قيادة الجيش و الأمن و استقلاليتها و استقلالية القضاء.. و غيرها من احلام اليمنيين ..
أنا اقول حزب الاصلاح لأنه الحزب الوحيد المنظم و المتمكن و المتغلغل وفق تنظيم عالي و دقيق و هيكلة متماسكة داخل مفاصل الدولة و لأنه الحزب الوحيد القادر على اللعب بالكثير من الاوراق داخل منظومة الحكم على المستوى العسكري و المدني ، و مع احترامي لبقية الاحزاب الموجودة على الساحة لكنها للأسف ليست اكثر من شخوص و تفتقد الى التنظيم و على رأسها حزب المؤتمر الشعبي العام الذي لا يمتلك في اعتقادي ربع الترابط الهيكلي الحزب الذي يمتلكه حزب الاصلاح .
أنا هنا لا استهدف حزب الاصلاح من منطلقات طائفية او عدائية من اي نوع كانت ، بل اطرح الواقع الذي المسه و يلمسه الكثيرون ، و يتجاهله الكثيرون ايضا لسبب او لآخر .
إن من المهم في هذا التوقيت التركيز على موضوع لجنة الانتخابات و ما يتعلق بها ، و الضغط على الاحزاب المتقاسمة ان تحيل مشاريع اللجنة الى مؤتمر الحوار و مناقشتها داخل اروقة الحوار و التوافق عليها عبر الحوار ايضا . لأن تمريرها بعيدا عن الحوار معناه عودة لجنة الانتخابات الى الاحضان القديمة التي كانت تستحوذ عليها ايام صالح .

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
3 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.