قضية صعدة وعلاقتها بحرب صيف 1994م ضد الجنوب

ربما - ولاسباب وعوامل كثيرة- قد لا يدرك بعض شباب (انصار الله )بان حروب صعدة لم تكن في بعض وجوهها سوى احدى نتائج ازمة وحرب صيف 1994م الاجرامية .
ثقافة الاقصاء ورفض الشراكة الوطنية واستخدام القوة والحرب لاقصاء الخصم هي جذر قضية صعدة مثلما هي جذر القضية الجنوبية والامساك بها يمثل احدى اسس حل القضية بل القضيتين .
منذ الايام الاول لانتهاء الحرب ضد الجنوب وحتى انفجار الحرب الاولى في صعدة 2004م جرت في صعدة حملة مقابلة ضد الالاف ممن كان يطلق عليهم بحلفاء الحزب الاشتراكي في الازمة والحرب والمقصود بهم حينها - قيادات واعضاء حزب الحق - او من كانوا يوصفون بالملكين .
-اعتقال العشرات بل المئات على خلفيات سياسي والموقف من الحرب تحديدا
-عمليات تفخيخ منازل اوضربها بقذائف البازوكا طالت العشرات ممن ترشحوا في انتخابات 1993م البرلمانية على قوائم حزب الحق اولا والاشتراكي ثانيا كما طالت منازل كل النشطاء السياسيين الذين ناهضوا حرب 1994م .
-جرائم قتل طالت نشطاء عديدون في صعدة وحرف سفيان ومحاولة اغتيال استهدفت اخرين من العلماء والنشطاء والقيادات الحزبية (حزب الحق اولا - الحزب الاشتراكي ثانيا ) من بينهم العلامة بدر الدين الحوثي نائب رئيس حزب الحق حينها الذي اضطر بعد الملاحقات ومحاولات الاغتيال الاثمة التي طالته الى الهروب من اليمن الى سورية ومن ثم ايران وهكذا بالنسبة لحال الاخ محمد مصلح الشهواني الذي فاز عن قائمة الاشتراكي في دائرة حرف سفيان حينها الذي اضطر الى ترك اليمن وتم التنكيل بجمهور الحزب وحملته الانتخابية في صعدة وحرف سفيان وعيال سريح ومناطق اخرى من شمال الشمال .
-مئات الكوادر في التربية والتعليم والاوقاف والواجبات اقصوا او فصلوا من اعمالهم فقط النهم من صعدة ومن ماطق بعينها وبعضهم تم استهدافهم باسمائهم واسمء اسرهم
-مئات المدرسين والموظفين تم توزيعهم ظلما الى بقية المحافظات وبعضهم الى محافظات نائية وبدوافع انتقامية وثارية قبيحة .
-واخرين تم ايقاف منحهم الدراسية وتجميد او توقيف الدرجات الوظيفية التابعة لمحافظة صعدة عموما
كل هذا كان له عوامل كثيرة اجتماعية ومذهبية وسياسية ولكنها تمت على خلفية ازمة وحرب صيف 1994م على الجنوب وبتهمة ان من شكلوا عصب الحركة الحوثية لاحقا كانوا حلفاء الاشتراكي او من اطلق عليهم حنها وصف قوى الردة والافنصال
والخلاصة ومثلما سلم الجنوب للفيد والنهب والتنكيل والقهر اخذت صعدة ومحيطها نصيبها من التنكيل والقهر بعد ان اعيد تسليمها من جديد الى الشيخ عبد الله وقبيلته لممارسة الانتقام والثار ضد كل من حاول التطاول على سلطتهم على ابناء صعدة وحرف سفيان وباعتبراهما الحديقة الخلفية لال الاحمر منذ المصالحة بين الملكيين والجمهورين وحتى اليوم
المفارقة انه ومثلما كانت الحركة الحوثية احدى تداعيات سياسة الاقصاء والانتقام وتسعير الحروب كانت حروب صعدة احدى عوامل بروز الحراك الجنوبي
ومثلما كانت جماعة انصار الله " قد ولدت من رحم حزب الحق وما طال كوادره من تنكيل فان الحراك الجنوبي كان قد ولد من رحم الحزب الاشتراكي اليمني وما طال كوادره من تنكيل ايضا وعلى خلفية حرب صيف 1994م القذرة
يبقى ان نقول بان عدم معرفة الجيل الجديد من الطرفين "الحراك - وانصار الله ) بتاريخهما المشترك من القهر وبالتالي عدم قدرتهما على اعادة تعريف قضيتيهما بصورة واضحة يعود الى سبب رئيس - من وجهة نظري - وهو قطع احدهما صلته بالحزب الاشتراكي اليمني وتحويله الى متهم في القضية الجنوبية بدلا من ان يكون رافعتها وقطع الثاني صلته بحزب الحق وتحويله الى متهم او اعتباره - والحزبية عموما - سببا للتنكيل بهم ...في حين ان ذلك التوصيف لم يكن دقيقا البتة .
لا بد من اعادة تعرف القضية الجنوبية وقضية صعدة من نقطة ثقافة الحروب والاقصاء ورفض الشراكة الوطنية
ولعل ذكرى حرب صيف 1994م الاجرامية على الجنوب فرصة او محطة للمراجعة بالنسبة لليمنيين عموما ولابناء الجنوب وصعدة خصوصا لاعادة تعريف قضاياهم المصيرة
بانها قضية الشراكة الوطنية في الدولة والثروة من ناحية ورفض ثقافة الحروب وتسعيرها والتهديد بها ضد اي طرف محلي اخر ثانيا
لنعبر غدا عن رفضنا لحرب صيف 1994م ضد الجنوب اولا ولكل ثقافة الحروب في صعدة وفي عموم اليمن ثانيا
بالمناسبة افهم ان لا يشارك من لايزالون يرفضون الاعتذار عن حرب صيف 1994م في مظاهرات غدا ضد اجتياح الجنوب ولكن لا افهم الا يشارك فيها كل من تضرر منها ومن نتائجها المدمرة من بقية اليمنيين في الشمال وعلى راسهم الاشتراكي والحوثيين

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
14 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.