جريمة زنجبار ..من ينكر وجود القاعدة !! .

قتل عشرات الجنود اليمنيين بصورة وحشية على ايدي جماعات تكفيرية وارهابية منسوبين الى تنظيم القاعدة كما حدث في زنجبار وتناولته بعض وسائل الاعلام يوم امس الاحد هو بحد ذاته وبغض النظر عن دوافعه والاطراف التي تقف ورائه جريمة بشعة يجب ادانتها بشدة من قبل كل الاحزاب والمنظمات 
وفي مثل هذه الاعمال الاجرامية لا يصح التردد في رفضها واستنكارها مثلما لايصح الحياد فيها او التقليل من شانها من قبل المجتمع عموما والاولى من قبل الرئيس والحكومة والاحزاب السياسية باتعبارها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وباعتبارها تهدد امن واستقرار البلاد جديا وبصورة خطيرة 
ان التقليل من جريمة قتل الجنود في زنجبار وجرائم اخرى مشابه ترتكبها القاعدة وغيرها من التنظيمات المتشددة كما تعمل وعملت بعض الاطراف السياسية والاعلامية اليمنية المتصارعة يؤدي بالضرورة الى استمرارها والى توسيع نطاقها والى افلات الجناه من العقاب وهو ما حدث في جرائم مشابه اوصلت الاوضاع الى ما هي عليه من التفاقم
ولا شك ان اتهام الاطراف المتصارعة بعضها للبعض الاخر بتسهيل مهمة القاعدة والى درجة انكار وجود تنظيم متشدد مثل القاعدة يعلن عن نفسه وعن اعماله كل يوم وبعد كل جريمة يرتكبها او يعلن مسئوليته فيها هو في الحقيقة لعب باوراق النار التي لا يجوز اللعب بها لما لذلك من خطورة على الجميع وعلى اليمن اولا واخيرا مثلها مثل اللعب بورقة وحدة الجيش ومحاولة تقسيمه الى جيشين احدهما موال ولاخر معارض او ثائر الامر الذي ضرب معنويات الجيش وجعله عرضة للانهيار والتناحر وغير قادر على المواجهة مع اي جهة او تنظيم يستهدفه او يسعى لتفكيكه كمتا حدث في زنجبار وحوادث اخرى مشابهه ودون توجيهات على الارجح ولكن بسبب الحالة الاقسامية والهلامية التي يعيشها وتعيشها وحداته المختلفة بسبب طبيعة الصراع الاجرامى حوله وباتجاه تقسيمة وربما حله وقتل او تسريح جنوده وضباطه ونهب اسلحته و معداته 
ان من ينكر وجود القاعدة وغيرها من التنظيمات المتشددة في اليمن انما يغطي اعمالها الاجرامية ويجعلها تنتشر تحت غطاء التهم التي توزع جزافا هنا وهناك كلما ارتكبت جريمة ارهاب وذهب ضحيتها مواطنيين يمنيين. 
الحوثي يسارع الى اتهام السفير الامريكي كلما ارتكبت جريمة ارهابية في صعدة والاصلاح يسارع هو الاخر ووسائل اعلامه الى اتهام "عفاش" كلما ارتكبت جريمة ارهابية في بقية المحافظات ودقي ياموسيقى ....ووسط هذا الضجيج "والكلام الفارغ" والتهم الجزافية تضيع الجريمة ويفلت الجناة بصورة تواطئية خطيرة وبوعي وبدون وعي 
لا احد ينكر ان امريكا والسعودية تتغاضى عن جرائم معينه تقوم بها القاعدة وتنظيمات متشددة اخرى بالذات تلك الجرائم التي ترتكب في حق المناهضين للمشروع الصهيوامريكي في المنطقة 
كما لا ينكر احد ان نظام الرئيس صالح استفاد في بعض الاحيان من تهويل خطر القاعدة وبالمثل لا ينكر سوى جاهل او كاذب ان علي محسن وجماعته عملوا من قبل ويعملون الان على توضيف بعض اعمال القاعدة في صراعهم ضد خصومهم السياسين وضد النصف الاخر من النظام ولكن كل هذا شيء وانكار وجود قاعدة وارهاب ومنظمات اسلامية تكفيرية عنيفة واجرامية شيء اخر تماما 
القاعدة ومن يسمون انفسهم اليوم انصار الشريعة موجودين في اليمن وبصورة كبيرة وخطيرة بل انهم يسيطرون على اربع محافظات تقريبا ويستعدون كما تشير مؤشرات الاسلحة والجهاديين للسيطرة على مدينة عدن نفسها فيما البعض ينكر وجود القاعدة ويعمل ليل نهار على التقليل من شانها و خطرها بغباء او بقصد اجرامي !
الاف المقاتلين العرب والاجانب يعيثون في ابين وشبوه ودماج فسادا ويرتكبون ابشع الجرائم في حق عشرات اليمنيين عبر التفجيرات الانتحارية وغير الانتحارية افيما طرفي الصراع يتهم احدهما الاخر بخلق تنظيم ارهابي او الادعاء بوجوده وهو غير موجود اصلا !!
تتناقل وسائل الاعلام بين فترة واخرى عن اعدامات وبتر للاعضاء تحدث في مناطق سيطرة هذه الجماعات بحجة اقامة شرع الله ومع هذا يطلع البعض ويغطي ذلك كله متهما "عفاش" او مقولة او السفير الامريكي 
وفي حين يضخم البعض ويهول من الخطر الحوثي والتمدد الشيعي بطريقة تبدو مريبة وتهويلية مقابل التغاضي او التقليل من شان القاعدة 
ياتي الحوثي في المقابل ليشير الى السفير الامريكي باعتباره خبير متفجرات يزرع كل يوم عبوة ناسفة في صعدة وبطريقة ساذجة وكانه لا يوجد هناك من يكفر الحوثي ويعلن وعلى مراء ومسمع الجميع عن صوت النفير والجهاد ضد الحوثي بل ويرسل مقاتلين بالفعل من كل انحاء اليمن الى دماج وكتاف واماكن اخرى للجهاد في سبيل الله ضد الحوثي ليس بقرار امركي مباشر ولكن بقرار عقائدي تكفيري يرى الحوثي واتباع المذاهب الاخرى كفره واخطر من اليهود والنصارى وهنا تكون استفادة امريكا واسرائل من اعمالهم وربما توظيفها وفي اعمال واحداث بعينها ولكن الاصل انها موجودة ولو لم تكن موجودة لما وظفت اعمالها اصلا 
وعلى هذا الاساس فان المطلوب هو ادانة الجريمة الارهابية التي ارتكبتها جماعة القاعدة في زنجبار بشدة وكل الجرائم المشابهه بغض النظر عن الطرف الذي ارتكبها او قام بتوجيهها اوسواء كان ذلك علي محسن او علي صالح او سعادة السفيرين الامريكي والسعودي المهم هو ان تدان الجريمة ويلاحق الجناة وتحديدا اولئك الذين يعلنون مسئولتهم عن الجريمة ويتباهون بارتكابها 
ان توظيف اعمال القاعدة سياسيا من قبل هذا الطرف او ذاك ليس حجة ولا يصح ان يكون حجة للتغاضي عن اعمالها ولا مبررا لانكار وجودها وعلى العكس تماما فان ذلك يجعلنا نؤكد على اهمية الوقوف في وجهها بصورة اكبر اباعتبارها اداة من ادوا الجريمة في اليمن وباعتبار التطرف والتكفير مشكلة يمنية قبل ان تكون سعودية او امريكية 

للتأمل !
---
ومع التاكيد على رفضي القاطع للتدخل السعودي والامريكي الصارخين في شئون اليمن وبطريقة وقحه وتفاقم من مشاكل اليمن وليس الاسهام في حلها وبالذات ملف الارهاب والقاعدة 
اعزي اسر شهداءالقوات المسلحة الذين استشهدوا في زنجبار واقدم العزاء والمواساة لاسر الشهداء والجرحى جراء الحادث الاليم وبقية الحوادث الاجرامية المشابه بما فيها جرائم التفجيرات الارهابية في المكلاء وصعدة والبيضاء واماكن اخرى 
واتسائل لماذا لم يعلن يوم حداد رسمي لمقتل وجرح عشرات الجنود اليمنيين مثلما اتسائل عن موقف الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني والاحزاب السياسية التي اعتقد انها لا تزال غافلة ولاتقدر البتة خطورة الصمت أوالمناكفة تجاه قضايا الارهاب والتكفير والتطرف في اليمن

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.