اليوم.. "غاغة" صدق!

لم يكن الحوار في يومه الثاني من النزول الميداني للحوار أفضل من سابقه, قاعات تمتلئ وتفرغ في لحظات, برنامج غير واضح, البعض انتقلوا إلى محافظات, بينما الباقي ينتظرون نتائج, تسأل عن سر اللخبطة فيقال: الأمانة العامة, وآخرون يقولون: هيئة رئاسة الحوار لم تقم بدورها كما يجب. وتجد من يسأل عن رئيس الفريق ملمحا لمسؤوليته عن اللخبطة, وينقضي أغلب اليوم في ممرات القاعات .
أمس حسمت قضية رئاسة فريق صعدة, وتم اختيار الهيئة كلها من المستقلين, ولعله أهم إنجاز يسجل بقضية صعدة, وأسبوع النزول الميداني؛ لكن بالمقابل نزلت مجموعة الإخفاء القسري لمجلس النواب بناء على تنسيق وتواصل مسبق بين الأمانة العامة ومجلس النواب, وهناك لم تجد المجموعة سوى حراسة المجلس وموظفين, أما أعضاء لجنة الحقوق فما بين مسافر واجازة ومقاطع, وعاد الفريق من أقصر الطرق بخيبة أمل بحجم المجلس .
مجلس النواب الذي طال أمده وتجاوز مدته وخسر صلاحياته، ولا يذكر به سوى اعتصام القاضي احمد سيف حاشد وإصراره أنه برلمان ويجب احترام حصانة نوابه فعلا والقيام بدوره وممارسة صلاحياته, بينما المجلس نفسه لم يعد مباليا, ولا يجتمع كما يجب إلا متوافقا لتمرير أمر حسم خارجه, كقانون الحصانة, أما استقبال لجنة حوار تخوض في قضايا الانتهاكات والإخفاء القسري والعدالة الانتقالية, فأمر لا داعي له, ولا يلزم, والمجلس الموقر ذاته سيقر ويمرر أي قانون عدالة انتقالية تتوافق عليه الأحزاب الحاكمة, المتهم أغلبها بالانتهاكات, في العقود الماضية, بمباركة أممية وإقليمية, ولا عزاء للضحايا وذويهم, ولن يخجل نائب من ذلك أو ينسحب من مجلس عفا عن الجلاد وأدان الضحية, وكل شيء متوقع من مجلس براعي أو بلا راعي, لم يحسن سوى التمثيل بالشعب, ورحم الله بن شملان الذي انسحب يوما من عضويته لأنه مدد لنفسه .
المخرجات بالكواليس, نعم, لكن ستجد البعض قضيته بالحوار التحريض ضد مكون، الدفاع عن جلاد, تشويه رؤية طرف, النيل من شخص, استجلاب أشخاص انتقصوا تضحيات الشباب, بل وسفهوها, صالح الجناة, ستجد من يدافع عن فتوى التكفير في 94, باختراع فتوى تكفير لغالبية الشعب, الذي تعايش, دون أن يعرف الطائفية, ولا يمارسها، رغم الشكوى من الهيمنة السياسية, بحجة دينية, تجد هذا ولكن ليس بالقاعات, بل بالممرات أكثر, وتعرف من حركة هذا أو تلك أن لوجوده شأنا آخر غير الحوار: التقرب من مسؤول ما بنقل أخبار وأعلام وإثبات الولاء, ولا يخفى ملاحظة شغل أمني معتاد يجري بغرض محدد, وليس طمعا بنيل مكافأة ما.
وبالمقابل ستجد جدية وصدقا، ومعهما حسرة الخوف والأمل مما يدور, مصحوبة بعلامة استفهام واضحة بالوجوه, وسط هذا كله, وبمشهد مربك, سئلت من أحدهم: كيف الحوار اليوم؟ فقلت: "اليوم غاغة صدق", متذكرا نكتة للعزيز محمود ياسين, وفعلا كانت "غاغة" أتمنى ألا تطول .

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.