أهمية التحرك في الساحة الدولية

ندرك جميعا أن من مصلحة التحالف السعودي الأمريكي أن تظل الساحة الدولية خالية من أي تحرك أو عمل يكشف فداحة وبشاعة ما ارتكبه تحالف العدوان من جرائم بحق الشعب اليمني ويخشى من نقل صوت الآلاف من ضحايا العدوان إلى العالم بأسره.

 

ولذلك دفع النظام السعودي المليارات التي اشترى بها العديد من وسائل الإعلام والعديد من المنظمات بل والحكومات لكي يحول دون أن يصل هذا الصوت إلى شعوب العالم والى المؤسسات الدولية المختصة للنظر في الانتهاكات الخاصة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لتعلقها بالسلم والأمن الاجتماعي كمحكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان.

 

وتقاعس هذه المؤسسات دون ان تعمل شيئا حيال ما وصل إليها من انتهاكات تتعلق بجرائم الحرب يحرج المجتمع الدولي كثيرا ويكشف زيف الادعاء بحماية حقوق الإنسان.

 

وفي الحقيقة والمشجع أيضا أننا لمسنا ما يمكن أن نسميه بداية للتحرك الدولي من عدة مستويات إعلاميا أو قضائيا أو سياسيا خاصة بعد قدوم الأستاذ حسين العزي إلى وزارة الخارجية وتعيينه نائبا للوزير ونتمنى ان يستمر هذا التحرك وبزخم أكبر خاصة في ما يتعلق بإعداد الملفات الجنائية وتقديمها للمحاكم الدولية .

 

لذلك يقوم النظام السعودي بالحيلولة دون وصول هذا الصوت وهذا يؤكد أهمية أن نتحرك في الساحة الدولية وألا نتركها للأعداء يسرحون فيها ويمرحون كيفما شاءوا.

 

لازال هناك أحرار في العالم يتحركون من منطلق ودافع إنساني، ومثال على ذلك ماقام به سام ولتون من موقف شجاع وأبدى تعاطفه مع مظلومية اليمنيين بطريقته حين رمى العسيري المتحدث الرسمي لتحالف العدوان بالبيض، وقد أخبرني شخصيا عن رغبته في زيارة اليمن.. وأيضا ما تقوم به المحامية الدولية أم كلثوم باعلوي ونوجه لها التحية والتقدير لما تقوم به من جهود إنسانية ووطنية وهناك الكثير ممن لازال يحمل في داخله إنسانية من منظمات وشخصيات سياسية وإعلامية دولية يمكن أن نعمل على توحيد هذه الجهود وتحريكها للدفع بمحاكمة التحالف السعودي الأمريكي ومرتزقتهم في المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب نظير ما قاموا به من جرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق الشعب اليمني من تعمد لقتل المدنيين وقصف للمباني والمنشآت المدنية ومن استخدام للأسلحة المحرمة كالقنبلة الهيدروجينية التي ألقيت على جبل نقم وعطان وأيضا قصف الأحياء السكنية في العاصمة والقرى في محافظة صعدة الآبية بالقنابل العنقودية إضافة على ذلك الحصار الجماعي المفروض على الشعب اليمني والذي يعد بنظر القانون الدولي جريمة إبادة.

 

كل تلك الجرائم لم تعد خافية على أحد وهناك تقارير دولية تؤكد ارتكاب التحالف السعودي الأمريكي جرائم حرب ولا يمكن لهذه الجرائم أن تسقط بالتقادم ولا يمكن للنظام السعودي وحلفائه ان يتنصلوا منها ولابد ان تطالهم يد العدالة ويطالهم العقاب.. ما علينا إلا البدء بالتحرك والدفع بالمساءلة الجنائية الدولية فهناك تساؤل لدى المواطنين عن سبب عدم رفع قضية واحدة ضد تحالف العدوان أمام المحاكم الدولية والحقيقة أن الإجراءات المتخذة للوصول إلى محكمة الجنايات الدولية معقدة، لكن هناك بابا يمكننا التحرك من خلاله فهناك وجود شرط في النظام الأساسي للمحكمة هو إحالة القضية من مجلس الأمن ومعلوم ان مجلس الأمن تحت الهيمنة الأمريكية وطريق أخرى هي ان يحال الملف ويرفع من المدعي العام للمحكمة وهو ما علينا التحرك عبره من قبل المنظمات المحلية والدولية وعبر محامين دوليين والدفع بقوة لأن يقبل المدعي العام تبني القضية وتقديمها للمحكمة وأما ما يتعلق بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فهو يتلقى التقارير المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان من حكومات الدول ومن المنظمات.

 

لذلك تقع المسؤولية في ذلك على منظمات المجتمع المدني وهي كثيرة جدا في بلدنا إلا أنها في سبات ونوم عميق وكأن الأمر لا يعنيها وكأنها لا ترى جرائم التحالف السعودي الأمريكي البشعة بحق الشعب ولكنها أزعجتنا صراخا حول ادعاءات بتجنيد طفل هنا أو هناك، ولم تر قتل عشرات بل آلاف الأطفال مما يضع علامات استفهام كبيرة على أداء وعمل هذه المنظمات ويجب على المعنيين في البلد إعادة النظر في التراخيص الممنوحة لهذه المنظمات، فمنها ما هي وهمية ومنها من يؤدي عملاً مشبوهاً ومنها من تؤدي فعلا دوراً إنسانياً ووطنياً.

 

 

 

 

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
6 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.