كارثة الجرعة تضع مصداقية الحوثي على المحك!

خطاب قائد انصار الله السيد عبد الملك الحوثي الرافض للجرعة والذي تابعه الملايين عبر قناة المسيرة عشية المظاهرات كان من ضمن أكثر الخطابات الأخيرة للرجل قرباً من الشعب وتعبيراً عن همومه ومعاناته، وقد كان هذا وحده كافياً لخروج مظاهرات مليونية في اكثر من ثلاثين مدينة ومديرية لم تسر مثلها الجماعة من قبل، وضمت كل أطياف المجتمع بعيداً عن التسييس الذي حاول أن يصبغ المظاهرة ويضعف من تأثيرها الشعبي والسياسي فيما بعد.

منذ البداية كان عديد من اليمنيين معجبين بصمود وشجاعة الحوثي في الدفاع عن نفسه وعن الشعار الذي رفعه مؤسس الحركة لكن ذلك كان مجرد إعجاب من بعيد، بل ومشوباً بالحذر والريبة

ولكن أبناء الشعب عموماً لم يقتربوا من انصار الله اكثر ولم يسارعوا إلى احتضان الجماعة وقائدها في أوساطهم بل وفي مقدمة صفوفهم إلا حين شعر الشعب - كل الشعب- بأن الحوثي مستعد للوقوف مع الشعب كل الشعب مدافعاً بشجاعة ومصداقية عنه وعن حقوقه ومصالحه المعيشية وقضاياه المصيرية بعيدا عن المذهبية والمناطقية والحزبية وهو ما تجسد جليا ولأول مرة في تاريخ الجماعة في موقف السيد عبد الملك الحوثي الرافض للجرعة الإجرامية التي مست وستمس أساسيات الحياة لدى غالبية اليمنيين.

لقد انبرى بنفسه وعلى مسؤوليته وبعد أن تخلى كل الأدعياء عن الناس الغلابا ليدافع بنفسه وبجماهيره عنهم ويذود عن قضاياهم مهما كانت التضحيات أو هذا ما فهمه الناس في خطابه الأخير وهو ما لم يدركه للأسف كثير من النخب بما فيها نخب الحوثي نفسه !

في هذا السياق فإن من يروج لخبر تراجع الحوثي عن موقفه المعلن ضد الجرعة والساعي لإسقاطها وإرغام السلطة على التراجع عنها مقابل إدخال جماعته في الحكومة القادمة لا يدرك أبداً أن هذا الأمر سيمثل كارثة حقيقية على السيد عبد الملك الحوثي نفسه وعلى جماعة انصار الله عموما وقد تكون الخطوة الأولى على طريق تخلي الناس عنهم لأنها في الأساس تضربهم في اعز ما يملكونه في وعي الناس وهي المصداقية والمبدئية وعدم المراهنة على قضايا الناس المصيرية.

*ما يشاع في الصحف عن وجود صفقة بينهم والرئيس هادي تقضي بتغيير حكومة باسندوة وإشراكهم في الحكومة القادمة مقابل تمرير الجرعة والاكتفاء بالخطاب النظري الرافض لها دون العمل على إسقاطها أو اشتراط إسقاطها في أي حوار مع السلطة امر خطير للغاية وسيعني في ما يعني ضرب اهم نقاط الثقة والمصداقية والمبدئية وهي رأس مال الحوثي الوحيد مقارنة بغيره من قيادات عديد من الأحزاب والجماعات السياسية التي تخلت للأسف عن علاقتها بشعبها وجماهيرها وبغلابا الناس، وهم غالبية اليمنيين اليوم من قيادات الأحزاب والجماعات الأخرى.

 

*حتى الآن هذا ما يروج له خصومهم ومن يدعي البعض بانهم حلفاء أنصار الله المحتملين واقصد بهم هنا هادي وجماعته من ناحية وبعض اطراف في المشترك من ناحية أخرى ولم أجد أي مؤشر جدي لوجود مثل هذه الصفقة إلا في بعض تلميحات عدد من المحسوبين على انصار من الانتهازيين والطامحين إلى مقاعد مناصب في سلطة الفساد والارتهان القائمة خصوصا وانهم يعتقدون زيفاً بأن مجرد إسقاط حكومة باسندوة سيعني محاربة للفساد وتعويضا لليمنيين عما خسروه وسيخسرونه في بسبب الجرعة الكارثة والحقيقة أن مجرد افتراض صحة الإشاعة هو بحد ذاته كارثة حقيقية ليست فقط على هذا الشعب المقهور الذي راهن على هؤلاء وعلى مصداقيتهم في الدفاع ببسالة عن قضاياه المصيرية بعد أن سقطت كل رهاناته للأسف مع الآخرين بل وعلى جمهور انصار الله تحديدا الأمر الذي يحتم على قيادة انصار الله أن تسارع إلى توضيح هذا للشعب وإلى جمهورها بوضوح وبدون لبس وعبر اخذ تحذيرات ملايين المتظاهرين ضد الجرعة والمطالبين بإسقاطها على محمل الجد ولن يتم هذا إلا في تبني أنصار الله وغيرهم للعمل الثوري اليومي في عموم المحافظات حتى تسقط الجرعة، وإلا فإن الإشاعات تكفي لوحدها أن تضرب تلك المصداقية في صميمها.

*لا شك بأنها من أسوأ الحكومات وأفسدها وأكثرها ضعفاً وارتهاناً، ولكن من يعتقد بأن إقالة حكومة باسندوة أو تعديلها يمكن أن يفضي إلى محاربة الفساد في اليمن واهم ومغفل أيضاً، الفساد في اليمن بنيوي وليس شخصياً فقط وما لم يتغير نظام الفساد نفسه الذي يأتي بالحكومات أو يقيلها فلن يتوقف الفساد ولا نهب المال العام حتى لو أتيتم بأفضل وانزه الوزراء ولكم في مؤتمر الحوار مثال لإفساد أناس كنتم تظنون بعضهم عصيين على الكسر والانهزام.

*هذه السلطة لا تحترم شعبها ولا تعيره أي اعتبار، ولوكان فيها رجل رشيد ويهمه سماع راي الناس في الجرعة لكان قد استجاب فوراً لأصوات الملايين التي خرجت يوم امس في اكثر من ثلاثين مدينة أو مديرية يمنية تهتف بصوت واحد لتسقط الجرعة الإجرامية!..... الأمر ينطبق على الأحزاب والمنظمات والجماعات التي تبين أن معظمها تسرق باسم شعبنا، ولكنها تعمل لشعب آخر يعيش في مكان آخر غير اليمن !

*تغريدة ---------- من يتحدث عن تغيير الحكومة بديلاً لإسقاط الجرعة لا يسعى إلى إسقاط نظام الفساد بل إلى البحث عن فرصة للالتحاق بنظام الفساد !

منشور في كتابات
أضف تعليق!
إقرأ المزيد...
الإثنين, 04 آب/أغسطس 2014 13:40

الجرعة وحكاية "الفصل السابع"

الجرعة وحكاية "الفصل السابع"

محمد محمد المقالح

القول إن من سيعترض على الجرعة يعتبر من المعرقلين وسيدخل ضمن عقوبات الفصل السابع قول كاذب أولاً، وتافه ثانياً، وغير مقبول ثالثاً، وعاشراً. أما كونه كاذباً فلأن الأمم المتحدة لم تذكر هذا في قرارها الخاص باليمن من ناحية، ولا يمكن أن تتخذ مثل هذا القرار الأهوج من ناحية ثانية، ولم يسبق في التاريخ أن عاقبت الأمم المتحدة حزباً أو جماعة أو منظمة محلية فقط لأنها وقفت مع شعبها ضد قرار اتخذته حكومتها، وهو من صميم سيادتها وكانت نتيجته تضرر الغالبية العظمى من أبناء شعبها!

أما كون هذا القول عبارة عن تبرير تافه وحقير لسلطة انتقالية فاسدة اتخذت قراراً إجرامياً ضد شعبها، فلأن الأصل هو أن ترفض هذه الأحزاب والجماعات والمنظمات "الفصل السابع" وتحتج على إدخال اليمن ضمن بنود الوصاية الأجنبية من الأساس، لا أن تبرر لنفسها الخنوع والتخاذل تحت حجته، وبهذا المعنى فإن الأحزاب والجماعات والتيارات الوطنية - إن كانت وطنية بالفعل - معنية مباشرة في النضال بكل الطرق المشروعة وبكل جرأة وشجاعة ومسؤولية من أجل تحرير اليمن من "الفصل السابع" الذي ما كان له أن يتخذ لولا أن عملاء يمنيين هم من طالبوا به، وهم من صاغوا بنوده في عمومها، وكان تعبيراً عن فشل هؤلاء من ناحية، وعن خيانتهم من ناحية ثانية، وعن محاولة تغطية شرعيتهم المنتهية من ناحية ثالثة.

لتلك الأسباب كلها يجب أن تعمل هذه الأحزاب والجماعات والتيارات والمنظمات- إن كانت وطنية- من أجل إسقاط هؤلاء وإسقاط خياناتهم المتواصلة وآخرها خيانتهم الخاصة بقرار رفع أسعار المشتقات النفطية، بعد أن عاثت هذه العصابة الانتقالية في البلاد الفساد ونهبت خزينة الدولة بالرشاوى المالية والوظيفية الهائلة التي أثقلت كاهل المواطن والوطن بكامله.

يبقى أن نقول ونقول مراراً إن تبرير السلبية والتخاذل في عدم رفض الجرعة والعمل على إسقاطها بحجة الخوف من بنود الفصل السابع والتلويح بها، هو تبرير تافه وحقير ويكشف إلى أي حد أصبح البعض بلا قضية، وبلا هدف، سوى أنه موظف في نظام الفساد والفيد الشامل وأحد أدوات تبرير قراراته الإجرامية، وعلى حساب كل شيء في هذا الوطن بما فيه الوطن نفسه ومعاناة أبنائه!

يا قوم "التكتيك" لا يكون في الوطنية، ولا بالفكرة الأساسية التي تقوم عليها الأحزاب والجماعات، ولا بالقيم النضالية التي ضحى في سبيلها المناضلون والشهداء العظام، التكتيك إذا كان لا بد منه فهو من أجل كل هذه القضايا، لا بها أو على حسابها! والخلاصة فإن البعض يبرر موقفه المتخاذل بكذبة مكشوفة وخطيرة في نفس الوقت، إنها كذبة الفصل السابع التي يراد منا أن نبيع شعبنا ومواقفنا، بل وأن نبيع أحزابنا وأوطاننا حتى لا نكون جزءًا من عقوبات الفصل السابع!

* تغريدة

لا تكفي المواقف النظرية من الجرعة، على من يرفض الجرعة نظرياً أن يسهم في إسقاطها عملياً مع بقية أبناء الشعب وإلا فهي مواقف فشنك، وهدفها الضحك على الذقون!

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 11 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.