السفير الأمريكي يعرقن اليمن ويدشن الصحوات في أبين !

نتذكر جميعاً قصة الصحوات في العراق وكيف تم تأسيسها من قبل الأمريكيين لمواجهةتنظيم القاعدة الذي لطالما استخدمه الامريكيين ذريعة لتدخلهم العسكري في مختلف بلدان العالم .
التدخل الأمريكي في اليمن ليس وليد اللحظة , لكن الجديد في الأمر هو عدم اكتفاء الأمريكيين بالتعاون الرسمي الذي وصل الى حد وصايتهم على الملف الأمني والعسكري بل والسياسي وبشكل اكبر من ما كان سائداً أيام صالح , حيث انتقلوا الى مرحلة جديدة أخطر بكثير من التعاون الرسمي وهي مرحلة ( التعاون الشعبي المباشر ) أو بالأصح (الوصاية على الشعب ) .
إن الوصاية التي يمارسها السفير على النظام في اليمن يمكن ان تنتهي او تقل بعد اولانتخابات برلمانية ورئاسية حقيقية , لأن من سَيُنتَخب سيكون مديناً لناخبيه بشكلأساسي وليس للسفير وسيكون موضوع رفض الوصاية مادة لمزايدة الأحزاب ضد بعضها .
لكن الوصاية على الشعب التي تتم عبر الدعم الأمريكي المباشر لبعض القبائل أو ما سمي( اللجان الشعبية ) في الجنوب ليس من السهل التخلص منها لاحقاً , فمشايخ القبائل ليسوا منتخبين لنستبدلهم في أول انتخابات وليسوا جهة رسمية أو تجمعهم رابطة معينة لنتمكن من محاورتهم اضافة الى  ضعف سيطرة الدولة على المناطق القبلية .
كما أن هناك مخاطر كبيرة على النظام بل والدولة بشكل عام من ذلك التصرف الامريكي لأنه يجعل صانع القرار في اليمن – حتى لو كان منتخباً وبعيداً عن الوصاية الأمريكية - رهينة للسفير الامريكي والذي يمكنه تحريك القبائل – بحكم تواصله ودعمها المباشر لهم - ضد اي توجهات لا تعجبه من الحكومة أو ضد مجموعات داخلية لها توجه رافض للتدخلات الأمريكية , إضافة الى مخاطر تمرد تلك اللجان الشعبية المسلحة لاحقاً على الدولة .
اننا نريد أن يتخلص اخواننا في تلك المناطق من كل المجموعات المسلحة التي سببت لهما الكثير من المعاناة , لكن يجب ان لا نسمح بهذا التدخل الامريكي المباشر , فاذا كانت أمريكا جادة في محاربتها لتلك التنظيمات فلماذا لا تمول الحكومة بالمال و بالأسلحة اللازمة لتتمكن من القضاء عليها دون ايجاد ذرائع لتك المجموعات غبر التدخل الامريكي المباشر .
ان تواجد تلك المجموعات من الأساس وعملياتها المسلحة داخل اليمن كان بسبب تعاون نظام صالح مع الإدارة الامريكية في ما يسمى مكافحة الارهاب , حيث كان النظام يعتقل افرادها بسبب قتالهم للأمريكيين في العراق او افغانستان او الصومال مع ان قتالهم للأمريكيين تحديداً وفي تلك المناطق كان مبرراً بل ومشروعاً , وبسبب قيام النظام بذلك الدور تحول منهج تلك الجماعات من القتال خارج اليمن الى القتال في الداخل .
ان السماح للأمريكيين بالتعامل المباشر مع القبائل ودعمهم بالسلاح والمال سيبررلتلك الجماعات المعارك التي يخوضونها كمدافعين عن السيادة الوطنية وقد يكسبهم مزيداً من التعاطف , كما سيدفع بالقبائل للتسابق على ذلك الدعم وعند عدم الحصول عليه قد يسهلون دخول القاعدة مناطقهم أملاً في الحصول على الدعم اسوة بنظرائهم في المناطق الأخرى ,بمعنى آخر سيتم ابتزاز الحكومة في هذا الملف كما يتم ابتزازها في ملف الكهرباءوالغاز والنفط , فكلما اعطت الحكومة جزية لقاطع شبكة كهرباء او انبوب نفط او غازكلما زاد عدد المخربين وليس العكس .
على الحكومة دراسة ملف الصحوات في العراق لتعرف ما الذي ينتظرها من صحوات أبينوغيرها من المناطق , كما عليها أن تعالج موضوع القاعدة في اليمن كملف داخلي بعيداًعن المتطلبات الأمريكية الغير مشروعة التي تسبب تعاطف الكثير مع تلك التنظيمات .

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
6 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.