المؤتمريون أرق قلوباً وألين أفئدة .

المؤتمريون أرق قلوباً وألين أفئدة .. بقلم عبدالرحمن العابد

لنتحدث بتجرد دون غسيل الدماغ الحاصل مؤخراً , فالمؤتمر الشعبي العام أحد ضحايا صالح الذي اختطفه وجعله مسيراً لا مُخير مستغلاً طيبتهم فهم من هذا الشعب الصابر , لكنه يبقى حزب يمني بامتياز وليس كبعض الأحزاب التي استوردت أفكارها من الخارج بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها , وللمؤتمر الشعبي العام فضيلة الميثاق الوطني الذي كان نتيجة استفتاء الشعب كاملاً بجميع مكوناته , وبذرة غراس الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي .

أنا لست مؤتمرياً ولا أحمل بطاقته لكني أحب وأحترم أعضائه فهم من حولنا منذ عقود .. نجدهم في أفراحنا .. ونجدهم في عزائنا .. نقيل معهم ونلتقي بهم , وحتى على صفحات الفيسبوك يكونون أكثر تهذيباً في ردودهم , وشعرنا بهم مثلنا يتنفسون الصعداء بمغادرة صالح , وأصبحوا شوكة الميزان مؤخراً والكل سيخطب ودهم بما فيها الأحزاب التي سفهت بهم وأنكرت آدميتهم ونعتتهم بما ليس فيهم .

حتى مرشحهم الرئاسي تركهم اليوم , ومع هذا لا يجرحون فيه . يطلبون لقائه ليردوا عليهم أأنه في اجتماع مع المجلس الوطني , وبعد ساعه مع أحزاب اللقاء المشترك , وبعد ساعتين من المجلس الانتقالي , وبعد ثلاث ساعات مع اللجنة التنظيمية .. رغم انهم نفس الجهة يكاد هادي لا يفارقهم إلا للقاء السفير البريطاني لا غير حيث يسترجع معه هادي لغته الانجليزية , ويذكره بالقواعد حتى لا ينساها , أو عندما ينام في شارع الستين تحت حماية قائد الفرقة الذي يحذره من الذهاب لدار الرئاسة .

المؤتمريون الذين يتفرجون يميناً ويساراً ببساطة ويرون كل شيئ يتسلل من بين أيديهم وعلى محياهم ابتسامة يرددون "نخشى على البلاد" ليس أكثر والمكشرون أمامهم لا يجرؤون على الاقتراب فالمؤتمري الطيب آلة تدمير إذا ما استفزه أحدهم . غير قابلين أن يدجنوا ويجعلوا وحوش سيرك إلاّ المتمصلحين منهم ممن انضموا للمؤتمر للاسترزاق وهم من جلبوا عليه سوء السمعة , وأتحدى أن هناك مؤتمري أصيل ممن تساقطوا ليلة جمعة الكرامة بل هم ممن يسمونهم ( فيتارا ) سكان منقول من اليمين .

المؤتمريون حتى الآن لم يكشروا عن أنيابهم لعلمهم بمشروعية ثورة التغيير ويُعاب عليهم صبرهم الطويل لكنهم في الأخير ( جرّادة ) وهذا الاسم يطلق على من يجمعون الجراد الذي يأكله اليمنيون ومحلل شرعاً , يظلون ينشون الجراد عن وجوههم بصبر حتى يأتي المساء فيحملون أكياسهم ومعاولهم ويذهبون لموضوع مبيت الجراد فلا يبزغ الفجر إلاّ وقد جمعوه في أكياسهم تمهيداً لوضعهم بالتنور .
وإذا رأيت أنياب المؤتمري بارزةً فلا تحسبنه يبتسم

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
4 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.