رئيس بين جيشين

__________________
عن الأولى .. الاثنين 13 فبراير 2012
_____________________
إذا لم تتم هيكلة الجيش و المؤسسات الأمنية تحت قيادة وطنية حقيقية وفق أسس وطنية و عقيدة قتالية وطنية .. فسنكون أمام رئيس بلا صلاحيات.. لأنه سيظل تحت رحمة ملاك القوة و النفوذ العسكري ..بوابته و موكبه و حياته كلها ستكون محمية بنظرهم و حتى تلفوناته ستبقى رهينة رقابة أجهزة الأمن القومي و الأمن السياسي .. "حقهم طبعا"..
كيف سيحكم النائب و الجيش مقسم بين طرفي اتفاقية جاءت أصلا لترضيهما بما يضمن لكل طرف مركزه و نفوذه .. و من سيكون صاحب الكلمة .. الرئيس هادي أم ملاك الجيش ..؟ و هل كانت ستأتي المبادرة و كل هذه الاتفاقات إذا كان الطرفان على استعداد للتنازل و تسليم السلطة و أسباب القوة التي كانت هي أصلا المشكلة التي جعلت من المبادرة تصبح أمرا واقعا و حلا وحيدا .. حسب ما يرونه ..؟

لسنا ضد أن يكون منصور رئيسا توافقيا للمرحلة الانتقالية .. كما أننا لا نشكك في حنكة و قدرة الرجل على قيادة المرحلة ..
لكن إذا قرأنا الواقع بعيون المبادرة فالجيش لن يتم هيكلته إلا وفق نفس معيار التقاسم الحاصل الذي بنيت عليه المبادرة ..

و ليس متوقعا أن يسلم أي طرف من المتقاسمين ، مقاليد الجيش إلى أيادي وطنية حقيقية إلا بفعل ثوري كالذي جعل صالح يسلم كرسي الرئاسة للنائب و جعل هذا يفر إلى صفوف الثورة و ذاك يتنصل من ماضيه مع صالح .. الفعل الثوري هو ما يمكن أن ينتزع الجيش من أيادي هذه العصابة .. و الحديث عن أن عبد ربه أو غيره ممكن أن يحقق أحلام ثورة عظيمة بحجم اليمن و طموحات شباب لايزالون يفترشون الأرصفة و يلتحفون الطرابيل .. بدون جيش وطني موحد تحت قيادة وطنية واحدة و بدون حتى جهاز أمني يحميه على الأقل.. فذلك الحديث ضرب من الخيال و غير واقعي على الإطلاق ..

غير أنه من المتوقع في أحسن الأحوال أن يتم هيكلة الجيش صوريا عن طريق استبدال شخوص بشخوص في قيادة الجيش وفقا لنفس قاعدة المحاصصة .. و ستسمى هيكلة وسيدافع عنها أنصار الطرفين كما دافعوا عن الحصانة و المبادرة و غيرها و ستحضى بنفس الدعم الخارجي و التجهيل المحلي

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.