الدوله والقبيله ,من يحكم الاخر ! ا

ثابت لدى فقهاء السياسه ان الدوله هي التطور الطبيعي لكل تجمع إنساني سبقها ومنها القبيله , وبالتالي فإن وجود الدوله بناءا على نظريه العقد الاجتماعي يعني قيامها بمهام القبيله وقادتها في اداره حياه وشوؤن الافراد المتواجدين في اقليم ما وفي زمن ما .
لكن ماحدث ويحدث في اليمن إستثناء سلبي يعكس إستماته القبيله (ممثله فيمن يستفيدون منها ومن وجودها ) في البقاء ولو كان ذلك ع...لى حساب تعزيز دور الدوله وقوانينها وسطوتها ,ففي ثوره سبتمبر كان المكون القبلي(سلطه نوفمبر ) هو من افرغ الثوره من محتواها وجعلها مجرد لافته لحكم لم يتغير كثيرا عما كان سائدا قبلها (من الناحيه السياسيه على الاقل ) بل على العكس تم إستبدال حكم الفرد الاوحد الذي قامت الثوره ضده بحكم مجموعه قبليه تحكم في الظل بل وتفرض نفوذها وارادتها على الحاكم الجمهوري وتتدخل في إختياره وتغييره ان لزم الامر في حال الاختلاف معه مستخدمه في ذلك العديد من الاساليب منها وليس أخرها الاستقواء بالخارج تحت مسميات عديده ,وفي فبراير 2011 تكرر السيناريو المقيت بحجه حمايه الثوره واهدافها وان تغيرت الوجوه الا ان المخرج كان هو هو يشاهد مبتسما من خارج الحدود بساطه اليمنيين وسذاجتهم ان صح التعبير .
رفض القبيله للدوله ومفهومها المدني منطلقاته مصالح شخصيه بالدرجه الاولى وإسترضاء وتنفيذ رغبات الخارج الذي يكره اليمن لأنها اليمن فقط ! بل ويحرص على بقاء القبيله كونها تمثل ازدواجا سلطويا يقف حائلا امام التطور الطبيعي والمجتمعي في اليمن .
اليمن ليست الوحيده التي لها موروث قبلي في المنطقه على الاطلاق حتى تكون مشكله مستحيله الحل ,الاردن ,الامارات , وغيرها من دول المنطقه , كل تلك الدول عمل مؤسسوها على تعزيز وتقويه دور الدوله وإحترام القوانيين الخاصه بها ومن يمثلونها ,وفي المقابل قامت الدوله بشكلها الحضاري برعايه القبيله وابناءها من خلال توفير الخدمات الصحيه والتعليم والاعمال ..الخ (بعيدا عن سلطه الدوله ودروها المدني في بناء المجتمع وتوفير متطلباته وتلبيه إحتياجاته ) ,, اليمن حاله فريده بكل المقاييس ,الازدواجيه التي يعيشها الفرد تعكس الحاله العامه التي تعيشها الدوله , مثلا اذا حدث لفرد ان تعرض لمشكله فإنه مخيربين إتباع اسلوب التقاضي القبلي او المدني ,بل ان الحكم القبلي يعتبر حكما ابتدائيا في المحاكم المدنيه !
وجود القبيله بمفهومها المحلي وغياب الدوله بمفهومها المدني المتعارف عليه إنسانيا اوجد ايضا حاله من التمايز القبلي بين الافراد فمن ينتمي لهذه القبيله اقوى واقدر على تنفيذ رغباته واهوائه من غيره , والتي في الغالب تكون رغبات سلبيه لايقرها عقل ولامنطق ولاتتماشى مع هويه وطبيعه المجتمع المدني المنشوده.
ابناء القبيله الذين تعلموا ودرسوا وارتقى وعيهم وادراكهم تحتويهم القبيله وتفرض عليهم قوانيها واراءها بعيدا عن كل ماأمنوا به وهنا تكمن الازدواجيه التي تقف حائلا امام تقدم وتطور المجتمع القبلي وتماهيه مع المجتمع المدني بشكل عام وذلك بهدف إستمرار القبيله في مواجهه الدوله .
العديد من أبناء القبائل يحاولون جاهدين النهوض بمستوى الوعي لدى الناس في اطار القبيله الا انهم يصطدمون بالعادات والتقاليد والمورث القبلي المحكوم بالاعراف ,ومؤخرا وكنتاج للثوره (الازمه السياسيه اليمنيه ) بدأت الدعوات بتبني دوله مدنيه تحترم فيها الحريات وتتساوى فيها الحقوق ,الا ان تلك الدعوات تمت مقابلتها بالاستنكار والرفض من الجماعات الدينيه(احد اهم المكونات القبليه) التي تعيش حاله من نشوه الانتصار في التغيير التي سعت اليه معلله ذلك بأن هذا تقليد غربي لايتناسب وتعاليم الاسلام ! .
إن استمرار الازدواجيه بين الدوله والقبيله وعدم فرض هيبه الدوله على جميع مكونات المجتمع اليمني يقف حائلا وعائقا امام التطور والارتقاء بالمجتمع .
تُرى هل يدرك مشائخ القبائل ان اليمن تحتضر وانها تغوص في بئر سحيق لايمكن معه انتشالها وإصلاح شأنها الا بتظافر الجهود المخلصه والبناءه من جميع المكونات المجتمعيه وخصوصا القبيله وذلك بتعزيز هيبه وسطوه الدوله في مجتمعاتهم وإحترام قوانينها وقراراتها والعمل بكل من شأنه صلاح اليمن وإغفال المصالح الشخصيه الضيقه .

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.