الحوار "المرتجى"

• كلمة "حوار" (dialogue) باللغة الإنجليزية مشتقة من الكلمة اليونانية (dialogos) والتي يعني مقطعها الأول (dia) "من خلال" ومقطعها الثاني (logos) "الكلمة" أي من خلال معنى الكلمة. إذن فهي حرفياً تصف أي اتصال يستخدم الكلمات لإيصال المعنى المقصود. لكن المصطلح حسب استخدامه في المجال العام في سياق ما بعد الحرب الباردة صار يعني نوعاً معيناُ من العمليات القائمة على المشاركة والذي يتلاءم مع تلبية الاحتياجات المجتمعية.
•  ويبحث الخبراء في سبل معنى الحوار والخصائص المميزة لعمليات الحوار، والتي يتم التعبير عنها كمجموعة من المبادئ الحاكمة النابعة من خبراتهم. وهذا بالنسبة للمنخرطين في مبادرات الحوار أشبه بمدونة لقواعد السلوك مستمدة من المبادئ الحاكمة.(كارلوس سارتي وآخرون، البرنامج الخاص لتعميق الحوار وتسوية النزاعات، الحوار والحوكمة في أمريكا اللاتينية، ورقة عمل 4 – مدينة غواتيمالا: منظمة الدول الأمريكية، 2004م ص 7، متاح على (< http//www.democraticdialoguenetwork.org
• يعرّف خبراء الحوار بمنظمة الدول الأمريكية الحوار ببساطة على أنه "عملية لحل المشكلات تُستخدم لمعالجة القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي لا يمكن حلها حلاً كافياً وفعّالاً على يد مؤسسة حكومية أو أكثر". وبالمثل وبناءً على استقصاء موسع لموظفي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أفاد مارك جيرزون أنه من بين مجموعة واسعة ومنوعة من التعريفات المعينة كان هناك تلاقٍ على بعض العناصر الأساسية حيث يقول : " تكون سمة الحوار حاسمة الأهمية في التقاء أطرافه في حيز آمن ليتفهم بعضهم وجهة نظر البعض الآخر لوضع خيارات جديدة للتصدي لمشكلة شائعة.(مارك جيرزون، نظرة إستراتيجية على الحوار" ، تقرير داخلي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي – يونيو 2005م. الصفحة2).
• ويقدم هال سوندرز من المعهد الدولي للحوار المستدام ومؤسسة كيترنع، هذا التعريف : " الحوار عملية تفاعل حقيقي ينصت خلالها البشر إلى بعضهم بعضاً بعمق كافٍ ليتغيروا بفعل ما يتعلمون، ويبذل كل واحد أقصى ما في وسعه لتفهم اهتمامات الآخر، حتى وإن بقيا على اختلافهما، ولا يتنازل أي مشارك عن هويته، بل يقر كل واحد بقدر كافٍ من مطالب الآخر الإنسانية المشروعة حتى إنه يتصرّف على نحو مختلف تجاه هذا الآخر".(هال سوندرز، عملية سلام عامة: الحوار المستدام لتحويل الصراعات العرقية والإثنية – نيويورك: بالغريف،1999م- الصفحة 22).
• وتقول المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات في "الحوار من أجل الديمقراطية" (عام 1999م) إن " الحوار يختلف عن الجدال من حيث تشجيع تنوع الأفكار والآراء لا كبت هذه الأفكار .. وفي ممارسة الحوار، هناك اتفاق على أن مفاهيم الشخص أو معتقداته يجب ألا تكون لها الأسبقية على مفاهيم الآخر أو معتقداته". وهذا يعني، بحسب لويز دايموند التابعة لمعهد الدبلوماسية متعددة المسارات، أن " النية في الحوار لا تكون الدفاع عن الرأي بل التقصي، وليست المجادلة بل الاستكشاف، وليست الإقناع بل الاكتشاف". ويوضح هال سوندرز أن " المناظرة تفترض إجابة واحدة فقط صحيحة وتوظف مواردها للتأكيد عليها والدفاع عنها، أما الحوار فيفترض إمكانية وجود إجابة أفضل من أي من النقاط الأصلية. والمناظرة تضيّق الرؤى وتغلق العقول، أما الحوار فيمكنه إقامة علاقات جديدة.( رويل فون ميجينفيلد، وكارلوس سانتيسو، ومارتن أنجيبي، الحوار من أجل التنمية الديمقراطية: خيارات السياسات – ستوكهولم: المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات،1999م- الصفحة 8، مقتبس في "ما الحوار والمداولة؟" على الموقع الإلكتروني للإتلاف الوطني للحوار والمداولة : <http:thataway.org/index.php/?page id=490>)، سوندرز، عملية سلام عامة، الصفحة 82).
• ويؤيد ديفيد بوم الفيزيائي ومشجع الحوار البارز، رأياً مماثلاً في الاختلاف بين الحوار والنقاش حيث يقول : " النقاش أشبه ما يكون بلعبة تنس الطاولة حيث يرمي الناس الأفكار جيئة وذهاباً والهدف من المباراة هو الفوز أو كسب النقاط لنفسك. ربما تستعين بأفكار شخص آخر لتؤيد أفكارك، فتتفق مع البعض وتختلف مع الآخر، لكن المقصد الأساسي هو الفوز بالمباراة ... وكثيراً ما يكون الحال هكذا في النقاش. أما في الحوار فلا أحد يحاول الفوز، فالكل يفوز إذا فاز أي واحد. وهناك روح مختلفة فيه".(ديفيد بوم، حول الحوار، المحرر لي نيكول – لندن: روتليدج، 1996م- الصفحتان- 6-7، مقتبس أيضاً في سوندرز، عملية سلام عامة،الصفحة 82).
• من المفيد مقارنة بين الحوار وعمليات حل الصراعات مثل الوساطة والتفاوض. يقول سيد أقا، خبير تابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن الحوار " أكثر ديناميكية وأكثر تغيراً وأكثر تجريباً" من التفاوض. إنه "مفهوم أوسع كثيراً من المفاوضات. فالحوار وما يلزمه من آليات وعمليات يجب أن يكون موجوداً قبل الصراع وأثناءه وبعده". (مقتبس في جيرزون، "نظرة إستراتيجية على الحوار"، الصفحة11).
•  ويعدد هال سوندرز في كتابه عملية سلام عامة، الذي يتناول الحوار الطاجيكي من 1993م إلى 1999م، أوجه اختلاف الحوار عن الوساطة والتفاوض الرسميين على النحو التالي :
- إن الناتج المأمول من الوساطة أو التفاوض هو الاتفاق الملموس. أما هدف الحوار فهو تغير في العلاقة.
- إن العملة المتداولة في التفاوض هي المصالح المادية وتحقيقها من خلال ترتيبات معينة تحظى باتفاق مشترك، أما الحوار فهو خلق إنسان جديد وقدرات سياسية على حل المشكلات.
- تتطلب المفاوضات أطرافاً مستعدين لمحاولة التوصل إلى اتفاق، أما الحوار فيمكن أن يكون مثمراً بإشراك أطراف ليسوا مستعدين بعد للتفاوض لكنهم لا يريدون استمرار علاقة هدّامة.
- التفاوض يتعامل مع سلع أو حقوق يمكن تقسيمها أو تقاسمها أو تحديدها بطرق ملموسة، أما الحوار يخلق أسساً جديدة للاحترام والتعاون. (سوندرز، عملية سلام عامة، الصفحة 85. للإطلاع على تحديث حول الطاجيكي المشترك بعد 1999م، أنظر العرض العام للحالة الذي أعده سوندرز بين "تجارب الحوار في مكتبة التعلم على :http://www.democraticdialoguenetwork.org/).
• المداولة هي عملية إمعان النظر ووزن الخيارات المطلوبة لاتخاذ قرارات صعبة لها مدلولات مهمة وتلعب فيها القيم في النهاية دوراً رئيساً.(فيلب توماس،"أين الجمهور في هذه الديمقراطيات؟ الحوار والمداولة: آليات ممارسة المشاركة المدنية"ورقة غير منشورة مقدمة إلى المؤتمر الدولي للوساطة، غواتيمالا سيتي، غواتيمالا،2/سبتمبر2004م، الصفحة 17). .. والحوار يؤكد على الاستماع والتقصي، يعدّ خطوة تعزز الاحترام المتبادل والتفاهم فضلاً عن الوعي بمختلف المعاني التي يضفيها الناس على تجاربهم المشتركة. ودور هذه الخطوة هو مساعدة الناس على تطوير رؤية للواقع أكثر شمولاً مما يمكنهم التوصل إليه وحدهم كأفراد أو أحزاب أو جماعات مصالح.(سوندرز، عملية سلام عامة،الصفحة88).
• إن مصطلح "الحوار الديمقراطي" واسع الاستعمال في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، حيث ركزت مجموعة واسعة من الحوارات على تعزيز الحكم الديمقراطي. ويستخدم تقرير لأحد المؤتمرات حول تجارب الحوار الوطني في المنطقة برعاية مشتركة من المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات والبنك الدولي مصطلحي " حوار " و " حوار ديمقراطي " بالتبادل ويقول : بقدر ما يعتبر الحوار أسلوباً، من الواضح أن الديمقراطية دونه تفقد معناها. وثمة ثلاثة معايير تساعد على التفرقة بين الحوار الديمقراطي والأنواع الأخرى وهي(إلينا دايز بينتو، "مذكرة سياسات"، وثيقة غير منشورة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي،2005م،الصفحة 5. بيتي برويت، "حلقة عمل التعلم "الثالثة") :
1- الغرض : التصدي للمشكلات الاجتماعية المعقدة التي لا تتصدى لها المؤسسات القائمة بشكل ملائم.
2- المشاركون : نموذج مصغر من النظام الذي يخلق المشكلة وممن ينبغي أن يكونوا جزءاً من الحل.
3- حوار مفتوح وشامل لكافة القطاعات بما يتيح بناء الثقة اللازمة للتوصل إلى اتفاقيات من أجل عمل ملموس.
• إن الحوار معترف به عموماً كأداة لا مثيل لها لمعالجة الخلافات التي فجّرت الصراع والحوار، مهما كان تعريفنا له، هو أسلوب ديمقراطي يهدف إلى حل المشكلات من خلال التفاهم والتنازلات المتبادلة بدلاً من الفرض أحادي الجانب لوجهات نظر أحد الطرفين ومصالحه.
• ويجري الحوار في ظروف عديدة وعلى مستويات مختلفة وفي موضوعات كثيرة. وقد تتراوح قضايا الحوار من الأمن الدولي إلى الوطني إلى حقوق الإنسان.
• ويدرك من اكتسب بعض الخبرة في مجال تيسير عمليات الحوار أهمية المعرفة المحلية تمام الإدراك. فالدروس المستفادة من أحد البلدان لا يسهل أبدأ نقلها إلى بلد آخر.
• الحوار علم يمكن تعلم قواعده الأساسية ودروسه وتبادلها على نطاق واسع. ويمكن اختصار عملية التعلم إذا بقينا مدركين تماماً أنه لا توجد نماذج عامة تناسب الجميع وأن الحوار يجب تصميمه حسب كل سياق وطني وثقافي معين بحيث يكون ملكاً صرفاً للمستفيدين النهائيين المفترضين.
• والواقع أن الحوار عملية سياسية هائلة. فهو من ناحية يلتزم بالحقائق الواقعة وغرضه وهو طلب الحصول على استجابات لمطالب ومظالم اجتماعية وسياسية ملموسة. من ناحية أخرى يتأثر بكيمياء العلاقات الإنسانية وهي كيمياء دقيقة ومراوغة.
• لكل مبادرة حوار غرضها الخاص بها والذي يكون مصمماً لملائمة مشكلة أو حاجة معينة. وتستخدم معظم المؤسسات التي تشجع الحوار عدد من النُهج تشمل جملة من القدرات المطلوبة للحوار ومنها :
1- القدرة على حل الصراعات سلمياً : في الأوضاع التي تتسم بتاريخ من الصراع العنيف أو التهديد به. ويتطلب منع الصراع المسلح أيضاً قدرة المجتمعات على معالجة الظروف الكامنة التي تولد الصراع كالفقر وعدم الإنصاف وأنماط التمييز أو الإقصاء الاجتماعي.
2- القدرة على التعاون على نحو يتجاوز الخطوط الحزبية السياسية : في عام 2002م تعاون المعهد الهولندي للديمقراطية متعددة الأحزاب مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتشجيع حوار عابر للخطوط الحزبية من أجل توفير بديل للتفتت السياسي والاستقطاب المتناميين اللذين كانا يمنعان السلطة التشريعية من المضي قدماً لتقوية اتفاقات السلام والتصدي للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية المستمرة في البلد. ولم تستطع النخبة السياسية قيادة البلد إلى الأمام؛ لأن أعضاءها كانوا عالقين في نمط أوسع مما سماه أحد المشاركين في الحوار "مجتمعاً يعبر عن أرائه لكنه لا يستمع لبعضه البعض". ( للإطلاع على الاقتباس من تقرير عرض تقديمي لحالة حوار غواتيمالا متعدد الأحزاب، أنظر بيتي برويت "حلقة عمل التعلم الثالثة حول الحوار الديمقراطي في بيونس آيرس بالأرجنتين، 1-3 ديسمبر 2003م، في برويت، تقارير من حلقات عمل التعلم، ص 146.).
3- القدرة على وضع أجندة عمل شاملة لكافة القطاعات : يجب أن تتوافر لدى الأحزاب السياسية الإرادة والمهارات لوضع خطط وبرامج تعالج احتياجات المجتمع ككل. ويحقق وضع مثل هذه الخطط، إذا تم بشكل جيد، توافقاً في الآراء حول المقترحات واصطفافاً وراء خطوات العمل التي تطرحها، وهي ضرورية لتأمين مساندة وتعاون الجهات الفاعلة المجتمعية مثل مؤسسات الأعمال ومنظمات العمال والمجتمع المدني. وفي هذا النطاق فإن برنامج التقييم الديمقراطي من خلال الحوار في جورجيا التابع للمؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات، كان هدفه "تعزيز الديمقراطية بتيسير تأمل وتفكير شاملين وجادين في المشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بتحديد أجندة إصلاحية ديمقراطية وبتوليد أفكار وأفعال موجهة نحو الحلول". وفي مبادرة رؤية باراغواي التي قادها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كان الهدف "إيجاد حيز لتوافق الآراء وبناء رؤية مشتركة للمساعدة على اجتياز الانقسامات المجتمعية (القطاعية، الثقافية، الاجتماعية – الاقتصادية،الخ) والتأثير على تنمية البلد".
4- القدرة على مشاركة المواطنين : في التحولات الديمقراطية فيما بعد الحرب الباردة، حيث واجهت الحكومات حقيقة أن الحكم في الديمقراطيات لا يمكنه السير كلياً في اتجاه من الأعلى للأسفل. كما توجد هذه الحاجة في الديمقراطيات الراسخة التي يتم التعبير عنها من خلال مطالبات جماعات المواطنين بنهج من الأسفل للأعلى في الحكم. وكما اقترح جوزيف شتغليتز، كبير الخبراء الاقتصاديين السابق بالبنك الدولي والحائز على جائزة نوبل، بأن " المشاركة لا تشير إلى مجرد التصويت .. تتطلب مشاركة الأفراد برأيهم في القرارات التي تؤثر عليهم". وتعمل المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات على تطبيق منطق مماثل في عملها في مساندة عمليات الحوار لغرض خلق أجندات تنمية وطنية، " فكلما كانت العملية أكثر شمولاً وتشاركية كانت المحصلات أكثر كفاءة ومشروعية". وتهدف مشروعات المؤسسة إلى بناء "مهارات ومواقف وسلوكيات" لمشاركة المواطنين بإعطاء الناس خبرة في العمليات التشاركية.
• ويعترف الخبراء بوجود أسباب عديدة يمكن أن تجعل الحوار يؤدي إلى خيبة أمل وإحباط، مثل غياب النية الصادقة في تغيير الوضع الراهن أو الافتقار إلى الإرادة أو نقص المتابعة.
• أخيراً، النادر أن يمكن التنبؤ بنتائج عملية الحوار الواقعية. (كل المراجع المشار إليها أعلاه وردت في: بيتي برويت وفيليب توماس، الحوار الديمقراطي – دليل عملي، الأمانة العامة لمنظمة الدول الأمريكية 2011م، المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات، 2011م، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي).
 

الحوار الديمقراطي – دليل عملي- "عرض عام"
Democratic Dialogue – A Handbook for Practitioners
إعداد د. جعفر شوطح
استشاري قانوني
• قام بتأليف الدليل العملي كل من، بيتي برويت، مؤرخة اجتماعية، وهي تعمل مديراً مشاركاً لمشروع الحوار المنتج، وهو مبادرة بحثية ذات منحى عملي لبناء المجتمع تركز على تطوير فهم لعمليات الحوار وتشجيع استخدامها في التصدي للتحديات العالمية (أنظر:http://www.generativedialogue.org/ ). وقد ألفت وشاركت في تأليف أربعة كتب والعديد من التقارير والمقالات ومن ضمنها "الحوار كأداة للتحويل السلمي للصراع" بالاشتراك مع كاترين كاوفر 2003م، متاح على (http://www.solonline.org/)، وفيليب توماس، شغل منصب مدير التدريب ومستشار أول لمدير برنامج منظمة الدول الأمريكية في غواتيمالا في ثقافة الحوار. وقد أسهم وهو في منصبة هذا في تصميم وتنفيذ عمليات حوار بين القطاعات وساند اللجان الوطنية التي تأسست بموجب اتفاقات السلام. ويعمل كاستشاري لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الدول الأمريكية وغيرهما في مجال الحوار.
• يجب أن يدرك المتحاورين إننا ما زلنا في عالم معقد ومضطرب يتواصل فيه تأجج الصراعات في أماكن كثيرة ، وكثير منها إما عانى من الإهمال (كما في الصومال) أو استعصى على جميع المحاولات الساعية إلى حلها (كالصراع في كشمير). وهناك صراعات أخرى عادت تساورنا بعد أن ظننا أنها قد حُلت بصورة ملائمة أو أنها في طريقها إلى حلول مرضية ، مثل هايتي وأفغانستان ولبنان، كما يشير الأخضر الإبراهيمي في تصديره للدليل العملي للحوار الديمقراطي المشار إليه أعلاه.
• ويشير الأخضر الإبراهيمي في تصديره للدليل العملي للحوار الديمقراطي، بأن الحوار معترف به عموماً كأداة لا مثيل لها لمعالجة الخلافات – الموضوعية منها والذاتية - التي فجّرت الصراع ، مهما كان تعريفنا له ، هو أسلوب ديمقراطي على نطاق يهدف إلى حل المشكلات من خلال التفاهم والتنازلات المتبادلة بدلاً من الفرض أحادي الجانب لوجهات نظر أحد الطرفين ومصالحه. وأما الديمقراطية كنظام حكم فهي إطار للحوار المنظم والمستمر.
• ويشير الأخضر الإبراهيمي في تصديره للدليل العملي للحوار الديمقراطي بالإشارة، بأن الحوار علم يمكن تعلم قواعده الأساسية ودروسه وتبادلها على نطاق واسع. ويمكن اختصار عملية التعلم إذا بقينا مدركين تماماً أنه لا توجد نماذج عامة تناسب الجميع وأن الحوار يجب تصميمه حسب كل سياق وطني وثقافي معين يكون ملكاً صرفاً للمستفيدين النهائيين المفترضين.
• ويشير الأخضر الإبراهيمي في تصديره للدليل العملي للحوار الديمقراطي، بالإشارة بأن الواقع أن الحوار عملية سياسية هائلة. فهو من ناحية يلتزم بالحقائق الواقعة وغرضه وهو طلب الحصول على استجابات لمطالب اجتماعية وسياسية ملموسة. ولكنه من ناحية أخرى يتأثر بكيمياء العلاقات الإنسانية وهي كيمياء دقيقة ومراوغة.
• ويؤكد الإبراهيمي أخيراً في تصديره للدليل للحوار الديمقراطي، بأن فهم القضايا السياسية الكامنة (والمظالم المتأصلة) والعلاقات الإنسانية التي تحرّف الصورة غالباً وتشوهها يعد أمراً بالغ الأهمية لخلق "الوضع الحواري" الذي يحفز التقدم ويتيح سد الفجوة.
• أعتقد بأن هذا الدليل المرجعي في الحوار سيساعد المتحاورين على إيجاد المزيج المناسب من المكونات لإجراء حوار ناجح.
• أعتقد بأن المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وقرارات مجلس الأمن بغض النظر عن رغبات هذا الطرف أو ذاك، توفر أرضية لقيام حوار وطني يمني جاد. كما اعتقد بأن عقد مثل هكذا حوار وفي هذا الوقت بالذات، خاصة وأن اليمن مرت بظروف سياسية خطيرة ومعقدة كادت أن توصلها للحرب الأهلية، هي فرصة نادرة أشك في أن تكرر على مستوى المستقبل المنظور.
• إن هدفنا الأساسي من هذا العرض العام لهذا الدليل، إعطاء نموذج للفئات المستهدفة والمشاركة في الحوار الوطني المزمع عقده خلال الأيام القادمة في الجمهورية اليمنية تنفيذاً للمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وللقرارات الدولية التي أصدرها مجلس الأمن الدولي.
• وتجدر الإشارة إن هذا الدليل العملي للحوار الديمقراطي قد لا يتطابق مع اتجاه الحوار الوطني في الجمهورية اليمنية من حيث المضمون خاصة وإن لكل تجربة حوار اتجاهاتها وظروفها الخاصة بها، إلا إن ذلك لا يمنع من الاستفادة منها.
• بهدف الدراسة المعمقة لقضايا الحوار للمتحاورين نورد أدناه جملة من المواقع الإلكترونية ذات الصلة :
- http://www. democraticdialoguenetwork.0rg.
- http://democraticdialoguenetwork.pl/?files_id=11%3Bfolder%3Dattachment>.
- http://www.OAS/. org
- http://thataway.org/hndex.php/?page_id=490>
- http://siteresources.worldbank.org/CDF/Resources/elsalvaennglish.pdf
http://www.beyondintractability.org/
- <http://solonline.org/>
- http://portals.wdi.wur.nl/msp/
- http://beyondintractability.org/m/coalition_building.jsp
- http://www.sfcg.org/
- http://www.communicationforsocialchange.org/
- http://www.parcinfo.org/e_learingDownloads.asp
- http://www.cocap.org.np/
- http://www.martinchautri.org.np/
- http://www.pioneersofchange.net/research/dialogue
- http://www.cointelligence.org/CDCUsesAndPotency.html
- http://www.publicgenda.org/pubengage/pe_citizen_choicework.cfm
- http://www.thataway.org/resources/understand/models/ai.html
- http://www.evalutiontrust.org/tools/story.html
- http://www.idasa.org.za/
• الدليل أعلاه مطبوعة مستقلة صدرت بتكليف من الوكالة0 الكندية للدولية والمؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات والأمانة العامة لمنظمة الدول الأمريكية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وهو ثمرة جهد تعاوني قامت به هذه المؤسسات وعمل خبراء بارزين في مجال الحوار الديمقراطي:
- الوكالة الكندية للتنمية الدولية (CIDA) :
وفقاً للدليل، الوكالة الكندية للتنمية الدولية هي الهيئة الكندية الرئيسية المعنية بالتنمية، وهي مختصة بمساندة وتخفيض أعداد الفقراء وتقديم المساعدة الإنسانية من أجل تعزيز عالم أكثر أمناً وإنصافاً. وتعمل في شراكات مع الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص في البلدان النامية الشريكة ومع طيف واسع من المنظمات الإقليمية والدولية الكندية حول العالم لمساندة التنمية المستدامة في البلدان النامية وتقديم مساعدة إنسانية في المناطق المحتاجة.
- المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات (International IDEA) :
وفقاً للدليل، المؤسسة الدولية الديمقراطية والانتخابات منظمة حكومية دولية تضم (27) دولة عضواً، وتعمل لتعزيز المؤسسات والعمليات الديمقراطية حول العالم بتوفير موارد لبناء القدرات وصياغة مقترحات السياسة ومساندة الإصلاحات الديمقراطية.. وتتمثل مجالات خبرة المؤسسة الرئيسية في العمليات الانتخابية ونظم الأحزاب السياسية وإعداد الدساتير والمساواة بين الجنسين والديمقراطية. كما توفر أدوات لتقييم حالة الديمقراطية داخل البلدان.
- منظمة الدول الأمريكية (OAS) :
وفقاً للدليل، تجمع منظمة الدول الأمريكية بين أمم نصف الكرة الغربي بغرض تعزيز التعاون في القيم الديمقراطية والدفاع عن المصالح المشتركة ومناقشة أهم القضايا التي تواجه المنطقة والعالم، وهي بمثابة المنتدى متعدد الرئيسي في المنطقة المعني بنشر الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان والتصدي للمشكلات المشتركة مثل الفقر والإرهاب والمخدرات والفساد، وتلعب دوراً قيادياً في تنفيذ التفويضات التي يقررها قادة بلدان نصف الكرة الأرضية الغربي من خلال مؤتمرات قمة الأمريكتين. وتعكس المنظمة التنوع الثري الذي يميز شعوب وثقافات نصف الكرة الأرضية الغربي، إذ تتألف من (34) دولة عضو تمثل الأمم المستقلة في أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية والبحر الكاريبي. وتعمل المنظمة على عدد من الجبهات لتعزيز الحكم الديمقراطي في إطار إرشادات الميثاق الديمقراطي، حيث تشجع تبادل الأفكار حول الممارسات الديمقراطية، لا بين الحكومات فحسب، بل مع الأحزاب السياسات والبرلمانات والمؤسسات الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها، في إطار جهد واسع لبناء مؤسسات ديمقراطية أقوى في المنطقة.
- برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) :
وفقاً للدليل، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو شبكة الأمم المتحدة المعنية بالتنمية العالمية حيث يدعو إلى التغيير وربط البلدان بالمعرفة والخبرة والموارد بهدف مساعدة الشعوب على إقامة حياة أفضل. ويتمتع البرنامج بوجود ميداني في (166) بلداً يعمل معها لإيجاد حلول خاصة بها للتصدي للتحديات الإنمائية العالمية والوطنية. وتعتمد هذه البلدان في تنمية قدراتها الوطنية على برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومجموعته الواسعة من الشركاء.
• الحوار الديمقراطي : دليل عملي، ويشمل :
• يشمل الدليل ثلاثة أبواب وهي، الباب الأول، إطار المفاهيم، ويشمل الحاجة إلى الحوار، الحاجة إلى ثقافة ديمقراطية، الحاجة إلى حوكمة فعّالة، العمليات التشاركية القادرة على تحقيق نتائج، تعريف الحوار، تعريف الحوار كنوع مميز من العمليات، تعريف الحوار في سياق عالمي، المبادئ الحاكمة، الخصائص المُميّزة لعمليات الحوار، نهج الحوار كمدونة لقواعد السلوك، أخذ نهج الحوار خارج نطاق عمليات الحوار، كيف يساهم الحوار في التغيير، مستويات التغيير، كيف يعمل الحوار ؟ اللحظة الحوارية.
• الباب الثاني، ويشمل : وضع المفاهيم موضع التطبيق، ممارسو الحوار والأدوار التي يلعبونها، نهج الحوار، استكشاف إمكانية الحوار، معايير الاستكشاف، القضية الجهات الفاعلة في المحادثات، أدوات التقييم، إيجاد أنسب مسار للمضي قدماً، المؤشرات التي تتم عن الجاهزية للحوار، شروط أساسية للحوار، إن لم يكن الحوار فماذا إذن ؟ بيان مسوغات الحوار، تصميم الحوار، معايير التصميم الأساسية، كيفية المضي في العملية : تجميع فريق المشروع، لمحة عن فريق إدارة المشروع، مبدأ التصميم المشترك، العناصر : القرارات المطلوب اتخاذها، تحديد الأهداف، وضع إستراتيجية اختيار المشاركين، تحديد أدوار " الطرف الثالث "، إدارة المعلومات/الاتصالات، وضع الإطار الزمني/الجدول الزمني، حشد الموارد، عملية الدعوة إلى الحوار، السمات الأساسية للجهة الداعية، ست تجارب في الدعوة إلى إقامة حوار، التنفيذ : الرصد والتعلم والتكيف، سبل النجاح، فعاليات الحوار، لماذا ندرس خيارات عملية الحوار ؟ عمليات الحوار وأدواتها أدوات عملية الحوار للمجموعات الكبيرة، استنباط وجهات النظر، إثراء وجهات النظر وتحقيق الفهم، صياغة الاختيارات والتداول، التنفيذ واتخاذ الإجراءات، إدارة الاتصالات والمعلومات، التقييم المستمر، الرصد والتقييم، هدف الرصد والتقييم، الجوانب الخمسة للممارسة الجيدة للرصد والتقييم، تحديد ما سيتم تقييمه بوضوح، تضمين الرصد والتقييم في عملية الحوار، إشراك أصحاب المصلحة، العناصر الأساسية لعملية الرصد والتقييم، وضع هيكلية المراجعة الدورية، المعضلات والتحديات، المعضلات، المحصلات الملموسة مقابل المحصلات غير الملموسة.
• الباب الثالث، ويشمل، التطبيقات، حوار حول التعايش السلمي ، نموذج غواتيمالا : السياق، الغرض، عملية الحوار، المحصلات والآثار، الدروس المستفادة، حوار حول الأهداف الإنمائية للألفية ، نموذج موريتانيا : السياق، الغرض، عملية الحوار، المحصلات والآثار، حوار حول عملية دستورية نموذج نيبال : السياق، الغرض، عملية الحوار، المحصلات والآثار.

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
9 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.