لن ننسى يا تركيا

سوريا التي تعتبر البوابة العربية الوحيدة لتركيا إلى العالم العربي، والتي كان لها دور فاعل وكبير جداً في تحسين الصورة التركية وإدخالها إلى كل بيت عربي من خلال المسلسلات التركية وترجمتها باللهجة السورية .
وبعد عدوان غزة رفضت سوريا أي وساطة عربية أو غربية ماعدا الوساطة التركية التي رحبت فيها بشدة وشجعتها ووقفت معها لإنجاحها لتقدم لتركيا هدية على طبق من فضة وتنال ثقة الشعب العربي بأكمله  ، بالمقابل قامت تركيا على تهريب الأسلحة والمسلحين عبر الحدود إلى سوريا ، واستضافت المعارضة السورية على أراضيها ، كما شجعت على إسقاط بشار الأسد كل هذا وأكثر تقوم به تركيا وكأنها الملاك الطيب الذي اُنزل من أجل إنقاذ الشعب السوري وتناست حسن الجوار الذي يربطها بالجارة السورية .
أن الوعود التي قدمتها أمريكا للحكومة التركية في انضمام الأخيرة إلى الاتحاد الأوروبي ثمنه هو أن تعلن تركيا برئتها من الإسلام والمسلمين عبر إهدار دماء الشعب السوري واستباحة أراضيه وهدم تراثه ومعتقداته وكانت تركيا خير من يمثل هذه الخيانة الإسلامية الكبيرة .
لقد فقدت تركيا دورها المحايد المتعارف عليه والتي كان يكسبها قوة كبيرة عند أعداءها قبل أصدقاءها ، وانعكس سلباً على سياستها الخارجية والداخلية على حدا سواء ، والذي بات جلياً أنها فقدت السيطرة على التراجع وليس أمامها إلا الاستمرار في ما يملى عليها من الأجندات التي كشف الستار عنها في العالم العربي والغربي .
وللحفاظ على ماء وجهها تبذل انقره جهوداً غير اعتيادية للتدخل العسكري في سوريا من خلال حلف شمال الأطلسي الناتو أو من الأمم المتحدة وهي لا ترغب إطلاقا في الدخول إلى حرب أحادية الجانب مع الجيش السوري بحيث لا تظهر كقوة عثمانية جديدة في الشرق الأوسط ولأنها تعلم أن الخوض في حرب مع الجيش العربي  السوري ثمنه سيكون باهظاً جداً
لقد أظهرت الأزمة السورية قدرات الحكومة التركية الحقيقية فهي كدولة علمانية استطاعت تحقيق الكثير والكثير لشعبها إلا أنها فشلت في الحصول على تأييد شعبها في القضية السورية إذ أن هناك فئة كبيرة من الشعب التركي تلقي باللوم على حكومة اردوغان في التعاطي العدواني مع الأزمة السورية  ، كما أنها أظهرت الفجوة بين تصريحات القيادات والمسؤولين الأتراك في الشأن السوري مما يدل على عدم وجود اتفاق بينها ولا ننسى المعارضة التركية التي وجدت لها نافذة واسعة لشن انتقادات لاذعة ضد حكومة اردوغان .
تركيا التي تحاول جاهدة استعادة مجدها القديم بشتى الطرق أخيرا تتحطم أحلامها وطموحاتها أمام صمود وقوة وبأس جيشنا العربي السوري الذي لن ينسى مستقبلاً مواقف "الجارة التركية"

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
10 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.